د. أحمد كريمة: قبل أن يهاجم «أردوغان» شيخ الأزهر عليه أن يوقف تراخيص «البغاء» فى تركيا
وجه الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية، رسالة شديدة اللهجة إلى رجب طيب أردوغان، رئيس وزراء تركيا، على خلفية تطاول الأخير على الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مطالبا إياه بوقف تراخيص «البغاء» فى بلاده، ووقف الصراعات الطائفية ونقد أجداده الذين انقلبوا على الخلافة الإسلامية، بدلا من التطاول على الأزهر.
واعتبر «كريمة» فى حواره لـ«الوطن» أن الأتراك هم «المندوب السامى» للأمريكان فى المنطقة، وأن لديهم حلم عودة الخلافة العثمانية، ولكن على الطريقة الأمريكية.. وإلى الحوار:
■ ما رسالتك لرئيس وزراء تركيا «أردوغان» بعد تطاوله على شيخ الأزهر؟
- أقول له بدلا من الإساءة للأزهر ورموزه الدينية التفت إلى مشاكلك الداخلية والصراعات الطائفية فى بلادك أولا، فإذا كنت يا أردوغان تتحدث عن الإسلام فمن البديهى ألا يكون للبغاء ترخيص رسمى من الحكومة التركية.
■ ماذا تقصد؟
- البغاء مصرح به بترخيص رسمى فى تركيا، وأنا أتساءل: هل يعقل وجود بلد يدعى الدفاع عن الإسلام مثل تركيا، وفى ذات الوقت يعطى تراخيص لارتكاب الفواحش والموبقات، مثلما فعل الإخوان خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، حيث تم منح تراخيص للكباريهات والحانات لمدة 3 سنوات. ومعلوم للكافة أن الأزهر ليس فى حاجة لمن يدافع عنه، فهو طوال تاريخه، ومنذ أكثر من ألف عام، كان يدافع عن الإسلام، بينما الحزب التركى العلمانى هو الذى حارب المسلمين، بإلغاء الخلافة الإسلامية عام 1924، فعن أى إسلام ودين يتحدث أردوغان وأمثاله، بينما أجدادهم من انقلبوا على الخلافة؟ نحن نرفض التدخل الخارجى فى الشئون الداخلية لمصر، وأقول لأردوغان «خليك فى حالك، أم أنه لا توجد مشاكل فى العالم كله غير كرسى محمد مرسى؟».
■ وماذا عن دور بعض دول المنطقة فى هذا المشروع؟
- طبعا تركيا تتحالف مع الإخوان بتمويل مالى وإعلامى فى منتهى السخاء من قطر، وكل هؤلاء هم الرعاة الرسميون للشرق الأوسط الجديد، ولكن جاءت ثورة 30 يونيو لتكون صفعة مدوية على «قفا» هؤلاء، وبالتالى أصيبت الحكومة التركية بنوع من الذعر والخوف من هول الصدمة وفقدت اتزانها، وهو ما تعبر عنه تصريحات رئيس وزرائها الغريبة مؤخرا.
■ بم تفسر اجتماعات التنظيم الدولى للإخوان فى أنقرة والدعوة للتظاهر هناك دعما للرئيس المصرى المعزول؟
- هذه أيادى الأمريكان، يحركها عملاؤها فى الشرق الأوسط، فأمريكا تدير خيوط اللعبة، ومن يعتقد غير ذلك فهو مخطئ. وتوجد ملحوظة مهمة فى هذا الصدد بخصوص الشيعة وإيران، وهى أن الإخوان سمحوا بالوجود الشيعى فى المنطقة وتعاظم دوره فى مصر بشكل منقطع النظير، وأتحدى من يثبت عكس ذلك، فلم يتعاظم وجود الشيعة فى مصر فى عهود الملك فاروق ولا عبدالناصر أو السادات أو مبارك، على الرغم من وجود صلة نسب مع مصر فى عهد شاه إيران السابق محمد رضا بهلوى.
■ كيف ترى تعاظم الوجود الشيعى فى البلاد؟
- توجد جمعيات خيرية فى مصر، حاصلة على تراخيص من وزارة التضامن الاجتماعى، تتخذ لها مسميات مثل «حب ونصرة أهل النبى»، بالإضافة إلى صحف وإصدارات شيعية عديدة ظهرت فى عهد مرسى.
■ وماذا عن الأتراك؟
- هم «المندوب السامى» للأمريكان فى المنطقة، ولديهم حلم عودة الخلافة العثمانية ولكن على الطريقة الأمريكية، لكى ندفع لهم الجزية، مثلما كان الوضع فى القرون الماضية، فالأتراك لديهم نبرة الاستعلاء والجبروت ويحتقرون من هم دونهم، وللأسف الإخوان سلموا مصر لتركيا على أنها ولاية تابعة لهم، وبالتالى حينما سقط حكم الإخوان أصيب أردوغان بالهوس وعدم الاتزان.
■ فى رأيك ما علاج الوضع الراهن؟
- لا بد من استمرار الحل الأمنى، لأن الحل الفكرى لن يجدى شيئا مع هذه التيارات المتشددة، وأقترح أن يكون الحل الفكرى بعدما يتم استتباب أمن واستقرار البلاد، لأننا نتعامل مع أناس أشبه بالثور الهائج الذى لاعقل ولا تفكير له،.