زعماء مصر فى مقهى «عم عبده»
آن الأوان الآن أن يتحول هذا المقهى البسيط على جانب شارع «الطمبكشية» فى الجمالية إلى حائط تاريخى يحمل صور زعماء حكموا مصر ذهبوا هم وبقيت مصر «الجميلة العفية» كما يصفها الحاج «حسين عبده»، صاحب المقهى فى الشارع «المملوكى».
الملك فاروق فى صورة منفردة وأخرى جمعته مع الملك عبدالعزيز آل سعود، يليه الرئيس الأول لمصر، محمد نجيب، ثم مكان فارغ لصورة لم تأتِ بعد، ثم يأتى «السادات» ليتوسط حائط الصور ليبقى الجانب الأيسر يحمل صور السادات مع الفريق الجمسى وصورة له بعد اتفاقية السلام مع مبارك وقادة القوات المسلحة وصورة أخرى تجمعه بالقذافى ليتوقف بصور السادات زخم رؤساء مصر وتتوقف الزعامة المصرية مع انتهاء فترة حكم السادات، اللهم إلا صورة أخيرة وجد فيها الحاج حسين عبده «زعامة جديدة» تضاف إلى هؤلاء الزعماء وهى صورة الفريق السيسى: «الحيطة دى عليها مصر عبر التاريخ، شوفوا قيمة مصر لما كان ملك السعودية بيوطى على إيد ملك مصر يبوسها ووقت ما كان لينا قيمة فى عهد السادات والعالم كله احترمنا بس إحنا ما قدرناش الراجل ده وكلنا ظلمناه».
ترك الرجل الأربعينى مكانا على حائط مقهاه لصورة غابت، لكن صاحبها لم يغب: «جمال عبدالناصر صورته لسه بعمل لها برواز يليق بيها وبقيمة أرجل واحد حكم مصر»، عتاب يومى يسمعه «حسين» ولا يستطيع الفكاك منه؛ فمع رشفة الشاى كل صباح يتأمل أحدهم متحف الصور ثم ينظر له بعتاب: «طب فين يا عم صورة مبارك؟ هو كان عمل إيه الراجل يعنى؟»، لكن الرجل ذا الملامح المصرية الأصيلة يرد حازما: «مش هعلق مبارك عشان ما يتقالش فلول ومش هعلق مرسى عشان خرب البلد وفرقنا».