بروفايل| سراج الدين رد اعتبار
صورة تعبيرية
فى أكتوبر من عام 2002 وبالقرب من شاطئ البحر المتوسط، جلس الرجل يتابع ميلاد المكتبة العريقة من جديد، لتعود لسابق عهدها، حينما كانت منارة للعلم والمعرفة فى عصر الإسكندر الأكبر، ولم يكتف إسماعيل سراج الدين بإعادة إحياء المكتبة بذلك، بل تبرع من أجل إعادتها بما يزيد على ثلاثة ملايين جنيه من ماله الخاص، وقدم لها من مكتبته الخاصة، ومكتبة والدته نوادر الكتب لكى تخدم الباحثين المصريين.
لم يكن غريباً بعد ذلك أن يجلس سراج الدين على قمة المكتبة كأول مدير لها، غير أن عدداً من القضايا والاتهامات لاحقته فى أعقاب ثورة 25 يناير عام 2011، تصمه بإهدار المال العام، وهى الاتهامات التى قابلها سراج الدين بصمته المعتاد، صمت العالم الذى ظن أنه كفيل بالقضاء على كل الاتهامات، حتى حصل على حكم بالحبس لمدة ثلاث سنوات، اعتبره البعض «جزاء سنمار»، بعد إدانة فى يوليو الماضى بإهدار المال العام فى مؤسسة حصلت على اعتراف دولى وتحولت لواحدة من أهم خمس مكتبات حول العالم، ولكن جاء حكم محكمة جنح مستأنف باب شرق الإسكندرية، ببراءته من تلك التهمة رداً للاعتبار وتقديراً لما قدمه لتلك القطعة العريقة من تاريخ مصر.
ترأس سراج الدين مكتبة الإسكندرية لمدة 15 عاماً منذ مشاركته فى تأسيسها، وإعادة إحيائها فى عهد الرئيس الأسبق مبارك، حتى مايو 2017، وأخذ على عاتقة أن تكون المكتبة فى ثوبها الجديد (بعد أكثر من 1600 عام) مركزاً للتسامح ونشر قيم الحوار والتفاهم، ومركزاً ثقافياً يشع بنوره على العالم كله، بمكتبة تحوى 10 ملايين كتاب وتتسع لملايين أخرى وتحوى سبعة مراكز بحثية للمخطوطات والفنون وتوثيق التراث والعلوم المعلوماتية والبحث العلمى بخلاف ست مكتبات متخصصة وثلاثة متاحف مختلفة للآثار.
«سراج الدين» المولود فى الجيزة عام 1944، كتب أكثر من 45 كتاباً فى مختلف مجالات الثقافة والتنمية حمل آخرها اسم «التحدى»، منذ تخرجه عام 1964 فى كلية الهندسة جامعة القاهرة قسم الهندسة المعمارية، كما حصل على درجتى الماجستير والدكتوراه من جامعة هارفارد الأمريكية، وتدرج بعدها فى المناصب حتى وصل لمنصب نائب مدير البنك الدولى وكاد يصل بعدها إلى تولى منصب مدير عام اليونيسكو، حتى تولى منصب مدير مكتبة الإسكندرية منذ إعادة تأسيسها وأحيائها.