عادل إمام: «ناجى عطالله» فرصة للتعرف على إسرائيل من الداخل
تردد عادل إمام كثيرا قبل العودة إلى التليفزيون، ربما لأنه اعتاد أن يحسب الخطوات ويقيس المسافات، وربما لإيمانه بأن النجومية مسئولية، ولا يمكن التعامل معها باستخفاف. ويراهن «الزعيم» بمسلسله «فرقة ناجى عطالله» على انتزاع صيحات الإعجاب من الجمهور، ويؤكد أن الموضوع الذى يناقشه العمل شديد الاختلاف ومتعدد الأبعاد.
ويشغل عادل إمام نفسه باستقبال الناس للفكرة، ويترقب رد الفعل وكأنه ممثل يبحث عن فرصة للظهور، ويدرك أن حكم الجمهور لا يخطئ مهما كان قاسيا، ولذا يردد قائلاً مع بداية عرض المسلسل: «ربنا يستر وأكون عند حسن ظن الجمهور والنقاد».
حول رسالة المسلسل، وتأثير الفن فى الواقع السياسى، والعودة إلى التليفزيون بعد غياب 30 عاماً، دار هذا الحوار:
* تمتلك رصيدا كبيرا فى قلوب الجماهير، فهل هذا يكفى لنجاح مسلسلك الذى تعود به إلى التليفزيون بعد غياب سنوات طويلة؟
- الحمد لله على حب الناس، فهو الثروة الحقيقية للإنسان، وقد لمست ذلك بعد الدعوى القضائية التى رفعت ضدى منذ شهرين، وكنت مهددا بالحبس بتهمة ازدراء الأديان فى أعمالى، حيث خرج الناس للوقوف بجانبى، والإشادة بأعمالى التى انحزت فيها لأحلام وأوجاع البسطاء والمهمشين؛ لكن مهما كان رصيد الفنان يظل فى قلق على العمل الذى يقدمه للناس، ويضرب أخماساً فى أسداس حتى يلمس رد الفعل، ولا تنس أننى غائب عن دراما التليفزيون منذ فترة طويلة، وأتمنى أن يكون مسلسلى الجديد مميزا ومرضيا للجمهور. * ولماذا استغرق تصوير المسلسل عامين؟
- بكل تأكيد، كان الهدف هو الظهور بشكل مشرف وتقديم عمل على مستوى عال، فقد كان من الممكن أن نتسرع فى التصوير، ويعرض المسلسل فى رمضان الماضى؛ لكنى رفضت التسرع؛ لأنى بطبعى أحب الهدوء فى العمل وأرفض «سلق» الشغل، خاصة أن العمل صعب التنفيذ، وتطلب السفر إلى أماكن تصوير حقيقية؛ لذا استغرق تصويره عامين.
* معروف أن طريقة العمل فى السينما تختلف عن العمل فى التليفزيون، فكيف كانت العودة؟
- بصراحة شديدة تعبت جدا، فموضوع المسلسل جعلنا نقتحم المجتمع الإسرائيلى، واقتربنا من مشاكل دول الجوار العربى مثل سوريا والعراق، وكل دولة عربية كنا نمر عليها كنا نقترب من مشاكلها ووضعها السياسى، حيث سافرت وأسرة المسلسل إلى تركيا ودول عديدة بهدف التصوير فى المناطق الحقيقية، وهناك دول لم نستطع التصوير فيها بسبب التهاب الأحداث فيها مثل سوريا، وعانيت وأسرة العمل من ارتفاع درجة الحرارة فى شمال الصومال؛ لكن كانت هناك روح حماسية تسيطر على فريق العمل، وهذا ما جعل مناخ العمل رائعاً رغم كل هذه المتاعب.
* ما الرسالة التى يحملها «ناجى عطالله»؟
- شكرا على الإشادة بمستوى أعمالى، فقد حرصت خلال مشوارى المهنى على الانحياز للقضايا التى تهم الناس، وفى مسلسل «ناجى عطالله» أقترب من الصراع العربى - الإسرائيلى، وأناقش أوضاع العالم العربى الذى فشل فى الاتحاد والاتفاق ضد العدو الإسرائيلى، ويلقى العمل الضوء على أن التحدى المقبل هو تحدٍ اقتصادى، ومطلوب من الدول العربية الانتباه، وبناء نهضة اقتصادية عظيمة، فلا عدل إلا إذا تعادلت القوة.
* كفنان مهموم بالواقع السياسى، كيف يساهم الفن فى تصحيح الأوضاع وتقريب المسافات بين الشعوب؟
- الفن له تأثير ساحر على كل شىء فى حياتنا، ومن خلاله تستطيع تغيير المفاهيم، وبناء جسور اتصال مع الآخر مهما كانت المسافات بعيدة، ولا تندهش إذا قلت إن الفن يستطيع التوحيد بين الشعوب، وأكبر دليل على ذلك هو مسلسل «فرقة ناجى عطالله»، حيث يضم فريق العمل ممثلين أكرادا وشيعة وسنة ودروزا، بالإضافة إلى المصريين، وهذا أكبر دليل على أن الفن يرفض التمييز وأنه قادر على توحيد الشعوب.
* تلتقى بالمخرج رامى إمام للمرة الثانية، وبعيدا عن عاطفة الأب، كيف ترى أداءه كمخرج؟
- شهادتى فى ابنى رامى مجروحة؛ لكنى متفائل لأنه بذل مجهودا كبيرا لتقديم عمل مميز، ويجب الإشادة بكل فريق العمل والشباب الذين شاركونى البطولة مثل سناء يوسف، ومحمد إمام، وعمرو رمزى، ونضال الشافعى، وأحمد التهامى، وأحمد السعدنى.
* من الفنان الذى تحرص على متابعة أعماله فى رمضان؟
- أحرص دائما على متابعة أعمال كل الزملاء، فمهم جدا أن يتابع الفنان كل ما يعرض، وبالمناسبة فإننى أتمنى التوفيق لكل زملائى الذين سوف تعرض أعمالهم فى هذا الشهر الكريم، ومن الواضح أن الجميع اجتهد لتقديم أعمال مميزة، وهذا أمر يبشر بالخير، كما أن زيادة عدد الأعمال الدرامية ينعش مستوى الصناعة ويحدث رواجا كبيرا، فمصر دولة كبيرة ولها تاريخ فنى مشرف، أرجو من كل المهمومين بصناعة السينما والتليفزيون تقديم أعمال جيدة تليق باسم مصر، وتساهم فى إنعاش المناخ الفنى.
* أخيرا.. ماذا يمثل «ناجى عطالله» بالنسبة للزعيم؟
- ناجى عطالله.. ضمير عربى يتكلم ولا يعرف الاستسلام أو الانكسار، ويرفض كلمات «نشجب» و«ندين»، فالمسلسل دعوة لقراءة آلام وجراح العالم العربى ودعوة أيضا لجمع الشمل.