معارضة إيرانية: السلطة الحاكمة تسترت بالدين لحماية ديكتاتوريتها
دولت نوروزى
أكدت المعارضة الإيرانية دولت نوروزى أن الاحتجاجات الحالية هدفها إسقاط نظام الولى الفقيه، الذى وصفته بـ«العصابة»، وقالت، فى حوار لـ«الوطن»، إن النظام الإيرانى تستر بالدين لسرقة ثورة الشعب الإيرانى وحقوقه الديمقراطية، كما سرق ثرواته لخدمة مصلحته فقط وحماية النظام الديكتاتورى، على حد قولها.. وإلى نص الحوار:
هل تريد الاحتجاجات الحالية إسقاط نظام ولاية الفقيه، كما تقول بعض وسائل الإعلام؟
- هذا النظام كان ينبغى أن يسقط منذ فترة طويلة، هذا النظام الذى أفسد وسرق أموال الشعب الإيرانى لخدمة مصالح من يقومون عليه، وقمع واعتقل لا المعارضين فقط، بل كل من أراد أن يقول كلمة حق ضد هذا النظام الذى يتستر بالدين لإعطاء شرعية لديكتاتوريته المفرطة، والآن ما الذى يحدث؟ المظاهرات فى الشوارع الإيرانية تتمدد، إنها تهتف يسقط الديكتاتور، إنها تريد إسقاط هذه الشبكة، وهذه العصابة التى يقودها «خامنئى» تحت غطاء الدين.
لكن ألا يخشى المواطنون من ردة الفعل القوية ضدهم ورد النظام على احتجاجاتهم بالعنف؟
- فى رأيى المواطن الإيرانى وصل إلى مرحلة بات لا يطيق فيها ممارسات النظام الحالى وديكتاتوريته، المواطن الإيرانى يواجه القمع ويواجه الديكتاتورية، وليس هذا فحسب، فلم يكتف النظام الإيرانى بديكتاتوريته وتقييد الحريات وسلب الحقوق، بل إن المواطن الإيرانى يواجه الفقر والبطالة والفساد، من يملكون الثورة هم المقربون من النظام فقط، بينما النظام الذى يدعى أنه يعمل من أجل الفقراء لا يخدم إلا نفسه فقط.
دولت نوروزى لـ«الوطن»: النظام أسس ميليشيات لنشر الطائفية
لكن النظام يعتبر الاحتجاجات ضده هدماً للثورة التى يصفها بـ«الإسلامية»؟
- الحقيقة أن هؤلاء مجرد تجار بالدين، الثورة كانت مسعى من الشعب الإيرانى لتحقيق الديمقراطية المنشودة، لكن هؤلاء سرقوا ثورة الشعب لمصالحهم الشخصية، يرتدون زى الدين، فيصنعون ديكتاتورية لا يمكن مقاومتها، والنتيجة أنهم الآن اختاروا المواجهة بالعنف والقوة ضد المحتجين العزل فى الشوارع، طالما أن الاحتجاجات تعنى إخراجهم من السلطة التى طالما يتمسكون بها.
وهل تدخل الحرس الثورى فى مواجهة الاحتجاجات؟
- قوات «الباسيج» و«قوات الحرس الثورى الإيرانى» كلها أدوات موجودة لقمع ثورات الشعب الإيرانى، إن هذا النظام الفاسد خلق وأنشأ مجموعة من الميليشيات لحمايته من السقوط وللإبقاء على وجود السلطة بيده، وبدلاً من أن تذهب الأموال لخدمة الشعب وتلبية احتياجات المواطنين، تذهب الأموال لتلك الميليشيات التى تحمى النظام، تذهب الأموال لنشر الاضطرابات فى دول الجوار، كما أنشأ النظام الإيرانى الحالى ميليشيات موالية له فى الدول العربية هدفها الدفاع عن النظام فى أى وقت، وبالتالى وجودهم مستمر وقمعهم للثورات مستمر.
وما الرسائل التى توجهونها إلى دول الجوار والعالم؟
- نحن نريد أن نفتح صفحة جديدة فى التعامل مع دول الجوار وأيضاً العالم، إن النظام الحالى اتبع جملة من السياسات الخارجية التى أزعجت دول الجوار، وهذه السياسات أدخلتنا فى كثير من المشكلات، وعملت على تأجيج الصراع الطائفى والمذهبى فى المنطقة الذى بلا شك فى وقت من الأوقات سيأكل إيران، كما يأكل دولاً مجاورة الآن. علينا أن نضع فى اعتبارنا أن المجتمع الإيرانى هو مجتمع يقوم على العيش المشترك والعيش السلمى، نحن لا نريد طائفية ولا مذهبية ولا صراعات قومية، وإنما نريد التعايش السلمى والديمقراطية والحرية، وهذا ما يريده الشعب الإيرانى، الشعب الإيرانى يريد أن يعيش فى سلام مع باقى شعوب المنطقة، وأن يكون جزءاً من المنظومة الدولية.
لكن ألا يفاقم سقوط النظام الإيرانى أزمات المنطقة؟
- بالعكس، النظام الإيرانى بسياساته الحالية هو سبب كثير من الأزمات التى تحدث فى المنطقة، بدعمه عدداً من الميليشيات الطائفية ودعمه مجموعات تعبث بأمن تلك الدول، إضافة إلى سياساته الطائفية المذهبية والقومية التى عملت على تأجيج الصراعات فى المنطقة، بالعكس فإن إسقاط نظام «خامنئى» بتركيبته الحالية.