دكتور محمد عمارة يرد على يانسن: كل غزوات الرسول كانت دفاعية .. وضحاياها 386 شخصاً
اتفق المفكر الإسلامى البارز الدكتور محمد عمارة مع المستشرق الهولندى هانس يانسن فى الشكوى من عنف بعض المسلمين وتطرفهم، لكنه قال لـ«الوطن» -فى تعليق سريع على الهاتف- إن ادعاء يانسن بإباحة الإسلام قتل غير المسلمين مغالطة، مؤكدا أن الإسلام لا يبيح قتل المشركين أو غير المشركين ممن لا يقاتلونهم لا فى دار الحرب ولا غيرها، وأشار أن غزوات الرسول التى كتب الغرب مجلدات عن وحشيتها كانت كلها دفاعية.. وضحاياها لم تتجاوز 386 فى 20 غزوة على مدار 9 سنوات.
* هل تعرف الدكتور هانس يانسن؟
- نعم، فقد زارنى منذ نحو 20 عاما وطلب منى نص كتاب «الفريضة الغائبة» لنشره.
* كيف ترى ما قاله أن كثيرا من المسلمين يتخذون من القرآن رخصة للقتل ويؤمنون أن دينهم يحث على العنف؟
- الرجل لم يقل صراحة إن الإسلام عنيف، لقد قال إن بعض المسلمين يرى الإسلام دينا عنيفا وهو محق فى ذلك، وهذا ما نحاربه ونرد عليه، وأرى أنه لم يتجنَّ على الإسلام فى ذلك. لكن من المهم أيضاً أن نعرف أن التطرف ليس قصرا على المسلمين، فكل الأديان فيها من يجنح للتطرف، ومجلة الأزهر تعرض منذ فترة لبعض فتاوى حاخامات اليهود وبعضها شديد التطرف، فقد سأل رجل حاخاما: هل يمكن ضبط ساعتى على ساعة الكنيسة؟ فأجابه: هذا حرام، وسأله آخر: «هل يمكن زيارة الفاتيكان؟ فأجاب: حرام، وسأله ثالث: هل يمكن أن أقتنى «العهد الجديد» للدراسة؟ فكانت إجابته أيضا حرام!
* لكنه قال إن الإسلام يحل قتل غير المسلمين فى دار الحرب، وقال إنه لا يوجد فى الإسلام ما يسمى «مدنيين أبرياء» ما دام لم يدخلوا الإسلام أو يدفعوا الجزية؟[Quote_1]
- هذه مغالطة، فالإسلام لا يبيح قتل المشركين أو غير المشركين ممن لا يقاتلونهم، لا فى دار الحرب ولا غيرها. أما فيما يتعلق بمفهوم المدنيين، فالتعبير الأدق أن الإسلام لا يحل قتل المسالمين (فى مقابل المقاتلين). وأنا أقول هذا حتى لا يقال إن المستوطنين -مثلا- مدنيون لأنهم لا يلبسون «الكاكى». والإسلام نهى عن قتل النساء والرهبان والأطفال لأنهم غير مقاتلين، بل إن هناك ما أسميه «دستور الفروسية» فى الإسلام الذى وضعه الرسول وأبوبكر، ومن بين بنود هذا الدستور ألا «تغدروا ولا تغلُّوا، ولا تقتلوا شيخاً كبيراً ولا امرأةً ولا طفلاً، ولا تقطعوا شجرةً، ولا تذبحوا شاةً إلا للأكل..».
* وماذا عن أمر الرسول بمقتل كعب بن الأشرف الذى يشير إليه؟
- كعب بن الأشرف كان أحد يهود بنى النضير، وكان يصرِّح بسبِّ الله وسبِّ الرسول الكريم، وينشد الأشعار فى هجاء الصحابة، ولم يكتفِ بهذا الأمر، بل إنه ذهب ليؤلِّب القبائل على المسلمين، وذهب أيضاً إلى مكة المكرمة وألّب قريشاً على المسلمين، بل فعل ما هو أشد من ذلك وأنكى، فعندما سأله القرشيون وهم يعبدون الأصنام: «أديننا أحب إليك أم دين محمد وأصحابه؟ وأىُّ الفريقين أهدى سبيلاً؟»، فقال: «أنتم أهدى منهم سبيلاً». وقد انتقد «إسرائيل ويلفسون» المستشرق المعروف -وتلميذ طه حسين- هذا الموقف المبالغ فى العداء لأصحاب دين يجمعهم التوحيد بالله مع اليهود. ومن المهم جدا أن يعلم المسلمون قبل غيرهم أن كل غزوات الرسول كانت دفاعية أى إن المشركين هم الذين خرجوا إليه وليس العكس. وحتى «فتح مكة» كان لإعادة من هُجّروا وأُخرجوا من ديارهم مُرغمين. أما ما يقال عن دموية هذه الغزوات فهو جهل، فإجمالى ضحايا الغزوات -التى كتب عنها الغرب مئات المجلدات- كانوا 386 فى 20 غزوة على مدار 9 سنوات، قارن هذا بضحايا حروب العبرانيين قديما أو بضحايا نابليون الذى قتل سبع الشعب المصرى فى حملته علينا أو الـ60 مليونا الذين راحوا ضحايا للحرب العالمية الثانية، بل واسأل السيد يانسن كم قتل الهولنديون-وهو منهم- فى إندونيسيا التى احتلوها واستباحوا دماء أهلها![Quote_2]
هانس أشار أن دلالة وفلسفة الكلمات فى المسيحية مختلفة عن الإسلام , ففى الإنجيل آدم هو من سمى الأشياء بنفسه لكن فى القرآن الله هو من علمه أسماء الأشياء؟ إلى أى حد تتفق معه فى هذا؟
لا اختلف معه فى أن الثقافات تتباين والعقائد ليست بالضرورة متطابقة. ففى المسيحية الله خلق آدم على صورته « أى الله « أما فى الإسلام فقد خلق الله آدم على صورته « أى صورة آدم». وليس هنام ما يضير من وجود اختلاف فى فهم الكلمات ومعانيها.