«تيرة» كفر الشيخ: قرية تعبر من «الظلام» إلى «النور»
محافظ كفر الشيخ
قبل 4 أعوام كانت، مثل آلاف القرى المصرية، تشهد انقطاعات متكررة فى الكهرباء، فتعطلت مصالح الأهالى وأُغلقت بعض مضارب الأرز، ونُقلت بعض الورش التى تعتمد على الكهرباء بشكل أساسى إلى أماكن أخرى، حمل بعض مواطنيها على عاتقهم الذهاب المستمر إلى شركة كهرباء الحامول لتغيير المحوّل الكهربائى وزيادة قدرته حتى يستطيع المواطنون ممارسة حياتهم بشكل طبيعى، فتارة يتظاهرون أمامها، وأخرى يتلقون مسكنّات من مسئوليها لانقطاع الكهرباء لأكثر من يومين، ما يضطر الأهالى لقطع مسافة 18 كيلومتراً للذهاب إلى المدينة لقضاء احتياجاتهم، سواء من المخبوزات أو اللحوم المثلجة أو غيرها، كما كان البعض يستعين بالمولدات الكهربائية.
قرية «تيرة»، التابعة لمركز الحامول فى محافظة كفر الشيخ، تبدلت أحوالها وأصبحت أكثر استقراراً بعد إصلاح الكهرباء، ويبلغ عدد سكان القرية أكثر من 10 آلاف نسمة، تضم 4 مضارب للأرز، وما يقرب من 25 ورشة، ما بين نجارة وحدادة وغيرها، بالإضافة إلى عدد من مزارع الدواجن التى يعمل أهلها بها، وما يقرب من 40 محلاً تجارياً متنوعاً، ومصنعاً للكعك والبسكويت، ومخبزاً.
محمد عبدالعال، عضو مجلس محلى سابق، كان يحمل على عاتقه عبء الذهاب للمسئولين لتغيير محوّل الكهرباء وزرع أعمدة جديدة للإنارة، كان يحمل فى يده حافظة بها أوراق كثيرة ما بين توقيعات المواطنين وطلبات للمسئولين فى محاولة منه لإيجاد حلول جذرية لانقطاع الكهرباء. يقول «عبدالعال»: «كنا نعيش فى ظلام يمتد ليومين وثلاثة، ولم يكن الطلاب يستطيعون مذاكرة دروسهم، وبعض أصحاب الأعمال الصغيرة قرروا نقل مشروعاتهم بسبب تهالك الكهرباء، والأهالى كانوا يضطرون للذهاب إلى المدينة لقضاء احتياجاتهم، وكنا نتناول الإفطار فى شهر رمضان على ضوء الشموع، وأذهب كل يوم لمسئولى شركة الكهرباء، ولم يكن لديهم حلول للأزمة وكأنها مفتعلة».
«عبدالعال»: كنا نعيش فى ظلمة تمتد يومين وثلاثة.. وأصحاب محال نقلوا مشروعاتهم
ويضيف: «شفنا أيام صعبة، وكانت الناس عايشة على لمبات الجاز وكأننا رجعنا للعهود السابقة، خاصة فى فصل الصيف، وأهالى القرية يعملون فى الأراضى الزراعية، يعنى بعضهم على قد حاله ماكانش يقدر يشترى مولدات كهربائية، لكن فى عهد الرئيس السيسى كل شىء تغير فى مصر عموماً وفى قريتنا، تم تغيير المحوّل وتكبير قدرته أكثر من مرة طبقاً لاحتياجات القرية وعدد سكانها، وتم زرع أعمدة إنارة وعمل الصيانة الدورية، بقينا لما الكهرباء بتقطع نصف ساعة بنبقى قلقانين».
يتذكر عضو المجلس المحلى السابق انقطاع الكهرباء لمدة 3 أيام فى شهر أبريل 2013، وقيام بعض الأشخاص بحشد المواطنين عبر مكبرات صوت المساجد للخروج فى سيارات ميكروباص والذهاب للتظاهر أمام ديوان عام المحافظة: «كنا غلبنا ورُحنا للمسئولين أكثر من مرة لكن دون جدوى، كل واحد كان بيرمينا على التانى، والامتحانات كانت على الأبواب، وطلاب الثانوية ماكانوش عارفين يذاكروا، والأهالى مصالحها تعطلت، وجمعنا توقيعات مئات الأهالى وذهبنا بـ3 سيارات محاولين مقابلة المحافظ الإخوانى آنذاك، ولم نستطع، فقابلنا أحد مسئولى المحافظة ووعد بالحل، ووقتها كان الحل هو عمل صيانة بسيطة فى المحوّل الذى لم تتعدّ قدرته الـ300 ميجاوات».
يلتقط شبانة صالح، أحد أهالى القرية، الحديث قائلاً: «عشنا أياماً من العذاب بسبب انقطاع الكهرباء، وفى شهر أكتوبر 2014، استجاب محافظ كفر الشيخ وقتها لمطالب أهالى القرية وأمر بتغيير المحول عقب احتراقه وقطع الكهرباء واحتراق أجزاء من منزلين وعدداً من الأجهزة الكهربائية، فانتقلت لجنة وقامت بزيادة قدرة المحوّل، ومنذ ذلك الحين يتم عمل صيانة دورية لأسلاك الكهرباء وأعمدتها».
ويشير«صالح» إلى أنه منذ تغيير الأحوال وحال حدوث أى شىء فى الكهرباء يتم الدفع بمعدات الطوارئ أو إعلام الأهالى لحين إصلاح الكهرباء: «المنظومة تغيرت، وأصبح مسئولو الكهرباء يستجيبون لاستغاثات الأهالى فور حدوث مشكلة، ومدير شركة الكهرباء يتابع بنفسه حتى التغلب عليها». وتابع أحد أهالى القرية: «كنا فين وبقينا فين، السيسى وعد بإصلاح الكهرباء فأوفى».