جامعيون فضّلوا لغة الصم على «الأجنبية».. «عالمية بلا كلمات»
«إيمان» خلال تعليم لغة الإشارة
قبل بدء عامها الجامعى الأول فى كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام 2014 قرّرت إيمان محمد أن تتعلم لغة الإشارة بعد تطوعها فى إحدى الجمعيات الخيرية، إيماناً منها بأن زكاة العلم تبليغه، كانت البداية غريبة بعض الشىء، ترويها قائلة: «شخص قابلته فى الأوتوبيس، قبل سنوات، رأيت كيف يعامله الناس بطريقة سيئة، ويسيئون الظن به، ركزت مع حركته وإشاراته، فاكتشفت أنه من الصم والبكم، تمنيت فى هذه اللحظة أن أكون على علم بلغته وأن أكلمه»، فعلتها الشابة الجامعية لتتسلم مكافأتها كل يوم، حيث ترى تلك السعادة فى أعينهم وهى تحدثهم بلغتهم وتتناقش معهم وتجيبهم عن استفساراتهم.
«إيمان»: «شاب من الصم السبب فى تعلم لغته»
مع الوقت، أصبحت «إيمان» تتعجّب كيف لا يتعلم الناس لغة الصم والبكم فى المدارس «تعلم لغتهم واجب على الجميع».
بدأت أنشطتها فى مجال مساعدة الصم والبكم، بالمشاركة فى ندوات للأطفال منهم والكبار، تارة للترجمة وتارة لإلقاء المزيد من المعلومات عليهم: «فيهم ناس قدراتهم أفضل مننا بكتير، وبيقدروا يعملوا حاجات إحنا بنعجز عليها»، كورس لمدة شهر بـ300 جنيه تقدّم له أحمد فتحى بعد رحلة بحث عن مكان لتعلم تلك اللغة، حتى يشعر بهم ويشاركهم حياتهم، قناعة خاصة لدى «فتحى» جعلته ينظر إلى عالم الصم والبكم نظرة مختلفة تماماً: «مجتمع أحب أكون جزء منه، خالى من الثرثرة والنميمة، وكتير من العادات السيئة عن البشر الطبيعيين، مش موجودة عندهم، ودى باعتبرها ميزة مش عيب، لذلك قررت أتعلم علشانهم، فى رأيى هم من أكتر الناس المؤثرين، لأنهم صادقون فى عزيمتهم ومشاعرهم».
يرغب «فتحى»، الشاب العشرينى، فى تعليمهم كل ما تعلمه وتجاربه ومجال تخصصه فى كلية الهندسة حتى يساعدهم على مواصلة حياتهم بشكل طبيعى: «أفضل ميزة فى لغة الصم والبكم أنها عالمية بلا لهجات معقّدة، أو لكنات أو تفسيرات مختلفة كبقية اللغات».