«مرسى» يضحك الشعب و«منصور» لا يبتسم
لا يكتفى المصريون بالتعليق على خطابات رؤسائهم سياسيا، يمتد الأمر إلى تحليل شخصيته من خلال المفردات وربما الضحكات، فى الوقت الذى انتشرت فيه نغمة من التهكم على الرئيس المؤقت عدلى منصور، بسبب صرامة تعبيراته، كان البعض يقارن بينه وبين سلفه المعزول «مرسى»، والذى كانت حواراته مادة للسخرية، بينما كانت ضحكة الرئيس المخلوع مبارك مميزة، حتى وصفه البعض ومنهم الأستاذ هيكل بـ«البقرة الضاحكة».
3 رؤساء فى أقل من ثلاثة أعوام، الأول -مبارك- يضحك وسط صمت الشعب؛ كلماته ليس لها صدى على الأرض كاهتماماته بمحدودى الدخل، وسط ازدياد نسبة الفقر، وأول رئيس مدنى الذى يتوعد خصومه بجدية، فتضحى كلماته عبارات مأثورة يتندر بها العوام مثل «الحارة المزنوقة»، وأخير مؤقت لا يضحك ولا يضحك الشعب عليه أو على خطاباته.
يعتبر د. سامى الشريف، رئيس الإذاعة والتليفزيون الأسبق، المقارنة بين الرؤساء الثلاثة تنطوى على حالة من الظلم، فمبارك قضى ثلاثة عقود كاملة، يختلف أولها عن آخرها «فى نهاية حكمه كره الشعب خطابه المنعزل عن واقعهم فلم تعد كلماته تبهجهم»، فيما يرى فى «مرسى» مجرد «خطيب مسجد بقرية صغيرة»، حسب وصفه «كان يفتقد كافة مهارات الاتصال واعتقد أن تبسيطه للكلمات سيزيده شعبية، فانقلب السحر على الساحر»، أما «منصور» فيراه «الشريف» ممثلا لشخصية القاضى الصارمة بطبعها، وهو ما بدا فى الحوار الذى لم يبتسم فيه الرئيس سوى مرة، حين سأله المذيع عن أصوله القروية، ولم يدع فيه الفرصة لإضحاك المشاهدين، فهيبة الرئيس لا تسمح بأن تتحول كلماته وخطاباته إلى مادة سخرية، وهو ما حافظ عليه الرجل.