من الطائرة لـ"معرض الكتاب".. نهى توثق رحلاتها في "اعترافات مضيفة جوية"
"نهى" توثق رحلاتها في "اعترافات مضيفة جوية"
بعيدًا عن الأرض بارتفاع آلاف الأقدام، بين السحب وأجنحة الطائرات ومقاعد المسافرين، خاضت العديد من المواقف والأحداث طوال 8 أعوام، منها ما غيرّ مسار حياتها، ومنها ما ترك آثارًا ضخمة بنفسها، وما أبهجها للغاية، فضلاً عن أوقات أخرى لم يتسن للكثيرين معرفتها، أخفتهم خلف ابتسامة رقيقة لمسؤوليتها بعملها، عكس الترفيه الذي يعتقده الآخرون بأن الدنيا فتحت لها أبوابها وقت أن فردت الطائرة جناحها، وهو ما قررت الإفصاح عنه لتغيير الصورة النمطية في المجتمع عن "مضيفة الطيران".
"اعترافات مضيفة جوية".. هو النافذة التي فتحتها المضيفة السابقة نهى ماضي، التي تعمل حاليًا في مجال العلاقات العامة بأحد الفنادق الكبرى، لزوار معرض الكتاب في دورته رقم 49، للاطلاع على الحياة الحقيقية التي تعيشها المضيفة، من خلال تجربتها الشخصية، حيث تسرد عدد من المواقف التي تعرضت لها بالرحلات المختلفة التي شاركت فيها طوال فترة عملها التي استمرت من عام 2000 إلى 2008، التي طافت فيها بلدان العالم، وأثرت فيها وغيرت طريقة تفكيرها.
"وكتبت كمان حاجات شخصية محدش كان عنده الجرأة يكلم فيها قبل كده، من واقع حياة المضيفة".. بهذه الكلمات كشفت نهى، لـ"الوطن"، جانبًا من كتابها المعروض حاليًا بمعرض الكتاب، حيث ذكرت أنه من بين تلك الحكايات كانت قصة حبها، والمواقف السيئة للعاملين بالطائرة، ووجهة نظرها في الاختلاف بين وضع المرأة بالمجتمع العربي عن الغربي، مؤكدةً أنها تلقت ردود فعل جيدة للغاية على الكتاب من القراء وأصدقائها.
رغم كونها في خريجة كلية تربية رياضية، إلا أنها لم تعمل بمجالها حيث كانت مذيعة بقناة الأسرة والطفل، في بادئ الأمر، إلى أن انضمت للعمل بأحد شركات الطيران الخليجية والتي قضت بها 8 أعوام، وبعد ذلك عملت في مؤسسة إعلامية كبرى، ومنها إلى العلاقات العامة بفندق شهير، ولكن طوال تلك الفترة لم تنس يومًا حياتها كمضيفة جوية، ولذلك قررت مشاركة بعض القصص لتغيير الصورة النمطية للمضيفات بالمجتمع العربي، من خلال تدشينها مدونة "بين السحاب"، في عام 2010، والتي حظت بإعجاب الكثيرين أيضًا وطلبوا مزيدًا من التفاصيل لاحقًا.
لم يقتصر إعجاب المدونة على القراء فقط، وإنما أمتد إلى أصدقاء "نهى" الذين يعملون في مجال الإعلام أيضًا، حيث اقترح عليها البعض نقل تلك التجارب إلى كتاب، وبالفعل اقتنعت بالأمر، وحاولت البحث عن دار نشر لطرح الكتاب إلى أن أعجب به القائمون على دار نشر "دوّن"، واستغرقت عامل كامل في كتابته، قائلةً إنها تتمنى من خلاله أن يساعد المهتمين بالعمل في مجال الطيران.