بالفيديو| فى بيتنا مسرح: جدول الضرب أغنية والتاريخ حدوتة.. يلا نمثل
مدرس يمسك بعصا غليظة فى إحدى يديه وبقطعة «طباشير» فى اليد الأخرى.. طلاب يحبسون أنفاسهم ويعدون الدقائق آملين أن تمر سريعا.. هذا المشهد الذى اعتادته الأجيال السابقة أصبح مرشحاً للتراجع فى ظل وجود طرق حديثة للتعليم منها التعليم بالفنون.
فى المشهد الجديد، الذى أصبح أمرا واقعا، تجد أطفالاً تملأهم السعادة يقفون فى المطبخ مرتدين ملابس طهى للمشاركة فى خفق عجين الكيك أو لتقطيع جزر وطماطم وخيار وشرائح توست، ليتعلموا كيف يحولونها إلى أشكال مبتكرة ووجوه ضاحكة يزينها الكاتشاب بابتسامة جميلة، وأطفالاً آخرين يتعلمون كيف يصممون عروسة ويستخدمونها فى حكى «الحدوتة» لزملائهم.
التعليم بالفنون ليس مفهوما مستحدثا هبط علينا فجأة ولكنه تطوير لما عُرف قديما بـ«كتّاب» القرية الذى اعتمد على التعليم بالغناء، ولكننا نسيناه وابتعدنا عنه فى حين طوره كل من كندا وبلجيكا وأمريكا وفرنسا.
محمد الغاوى، مخرج مسرحى تربوى، استخدم المسرح لتطوير المهارات اللغوية والجسمانية للأطفال وزيادة ثقتهم بأنفسهم إضافة إلى تطوير سلوكياتهم بشكل إيجابى.
«يُعتبر المسرح وسيلة تعليمية وليس مجرد ترفيه».. هذا ما أكده الغاوى الذى أسس الأكاديمية الفرنكفونية للفنون afca»، وهى مؤسسة تعليمية غير هادفة للربح. تقدم نشاطها بدون مقابل فى المناطق العشوائية ومنها إسطبل عنتر ومساكن الزلزال بالمقطم. بدأت الأكاديمية نشاطها بالمسرح ثم الباليه لتعليم التوافق العضلى الجسدى، ثم افتتحت فصول طهى وغناء ورسم، ويشارك فى النشاط متطوعات من طالبات «الثانوى» ممن حصلن على هذه البرامج التعليمية فى طفولتهن، حيث يساعدهن ذلك على تحسين مهاراتهن اللغوية وتعلم كيفية الاعتماد على النفس.
«التعليم بالفنون أمر لا يحتاج إلى مصروفات باهظة أو تكاليف زائدة» وذلك وفقاً لما أكدته رشا أحمد، المدير التنفيذى للأكاديمية، التى تقول إن «ملاية وكرسيين وعروسة»، هى كل ما يمكن أن يستعين به الوالدان لتكوين مسرح منزلى لشرح المواد الدراسية للطفل وتبسيطها، فالتاريخ يمكن حكيه كالحدوتة وجدول الضرب يمكن تحفيظه بالغناء حتى الرحلة الترفيهية يمكن استغلالها لتثقيف الطفل وتعليمه، وكذلك الطهى يمكن استغلاله فى تعريف الطفل بالألوان والأشكال الهندسية.