د. عباس شومان: لا يمكن التحاور مع الإرهابيين.. ويجب قتلهم أو محاكمتهم
قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن العناصر التكفيرية تقف وراء محاولة اغتيال وزير الداخلية بغطاء دينى من التيارات الدينية، داعياً إلى ضرورة تكاتف كل جهات الدولة للقضاء على البؤر الإرهابية، وإلا استمرت الأعمال التفجيرية، وأضاف «شومان» فى أول حوار بعد توليه المنصب لـ«الوطن» أن من يقومون بتلك الأعمال لا دين ولا عقيدة لهم، وكل من يناصرهم لا يعرف شيئاً عن الدين.
■ كيف ترى تدرج منحنى العنف فى مصر ليصل إلى التفجيرات واستهداف المسئولين؟
— نعيش حالة من التخبط وهو أمر متوقع، وقد خطبت فى الجامع الأزهر قبل فض اعتصامى «رابعة العدوية والنهضة» وقلت لا بد من حلول ترضى الجميع، وبقاء المتظاهرين أهون من تفريقهم غاضبين، وإن كنا نرفض الاعتصام وأسبابه وما حدث به، ولكن لا بد من حل توافقى لأن الناس إذا فقدت القوة الجماعية فى الاعتصام تسعى إلى إحداث القلاقل والفرقعة هنا وهناك.
■ ولكن اعتصام «رابعة» كانت به تجاوزات كبيرة؟
— لو كان اعتصام «رابعة» به أسلحة وتمارس من خلاله أعمال تحريضية، فكان من الممكن السيطرة عليه لأنه تحت سمع وبصر أجهزة الدولة، أما ما يحدث حاليا من أعمال تخريبية لا يعرفها شرع ولا دين، أصبح يصعب السيطرة عليه ويكلف الدولة الكثير.
■ كيف ترى الحل؟
— لا بد من اقتلاع الأزمة من جذورها، وأى عمل إرهابى لا يمكن التحاور مع القائمين به، ولابد من قتلهم أو اعتقالهم لمحاكمتهم.
■ برأيك من المسئول عن أحداث العنف والتفجير؟
— أستبعد أن يقدم على تلك الأعمال الإجرامية «السياسيون»، لأنها لا تصدر إلا عن العناصر التكفيرية، حيث يهدفون من تلك الأعمال الإرهابية إلى زعزعة الأمن والاستقرار.
■ كيف يكون التعامل مع تلك العناصر؟
— الأزهر يسعى إلى إعادة تثقيف الناس من خلال قوافله الدعوية، ويهدف إلى معالجة تلك الأفكار المتطرفة وتصحيح المفاهيم المغلوطة، فضلاً عن السعى إلى تحصين الشباب من تلك الأفكار حتى لا يفسدوا، كما أن الأزهر يحاول رد أصحاب الأفكار المتشددة إلى دائرة الحق والعدل والإسلام الصحيح المعتدل ليكونوا نافعين فى مجتمعهم.
■ وما العمل إذا لم تفلح تلك المحاولات؟
— وقتها لا بد من فصل الشباب عن القيادات والتيارات التكفيرية، وعلى الشرطة رد المعتدين بالقوة والقضاء على البؤر الإرهابية، بالتوازى مع الجوانب السياسية والاجتماعية، فلابد من دراسة ومعرفة أسباب الإرهاب والمشاكل الاجتماعية للشباب، وما دوافع انضمامهم لتلك التيارات، فهناك بطالة ولا يوجد عمل ومأوى لأغلب هؤلاء الشباب، وبالتالى تلتقطهم تلك التيارات بما لديها من تمويل خارجى لحل جزء من مشاكلهم بعدما عجزت الدولة عن استيعابهم.
■ لكن تلك العناصر يمنحون أعمالهم التخريبية غطاء دينيا؟
— للأسف يصورون الأعمال التخريبية على أنها جهاد ودفاع عن الإسلام، والمجتمع فى نظرهم كافر، ويعطون صك الشهادة لمن يقتل من بينهم، وكل هذا تصوير باطل، وهؤلاء مهمشون ويلعبون على الخلل الموجود فى الدولة مما يجعل المجال خصباً لنماء تلك التيارات.
■ وما موقف الإسلام منهم؟
— هؤلاء لا يعرفون شيئا عن الإسلام، وأؤكد مرارا وتكرارا أن مظاهرات الإخوان التى تشهدها البلاد حاليا لا علاقة لها بالإسلام، فالخلاف الحالى سياسى وبعيد تماما عن الدين، وعموما هذه الحركات كلها لا تعرف شيئا عن الدين وأبعاده، والأزهر يرفض تلك الهمجية والفوضى والإجرام لأن الشرع لا يقبل ذلك، فمحاولة استهداف وزير الداخلية التى تسببت فى إصابة أطفال وأبرياء وأجانب تتنافى تماما مع الدين، لأنه لو كان المستهدف عدوا أو كافرا أو أجنبيا يمر بالشارع فلا يجوز تفجيره حفاظا على أرواح الناس.
■ هل التيارات الدينية تتعاون فيما بينها بشأن تلك الأحداث؟
— لا أقول ذلك، ولكن وجود التيارات الدينية فى الشارع من إخوان وغيرهم، يسهل مهمة المجرمين ويمنحهم الغطاء للقيام بأعمالهم القذرة، ولا أعتقد أن أصحاب الفكر السياسى يمكن أن يصلوا إلى هذا الحد من التدنى والإجرام، ولكن المتشددين يستغلون المناخ وأخطاء السياسيين ويتغلغلون بينهم، وبالتالى لا بد من رفع الغطاء عن أمثال هؤلاء والتبرؤ من أفعالهم.
■ كيف ترى رفع علم تنظيم القاعدة فى المظاهرات؟
— هذه من الأخطاء والحماقات التى ترتكبها التيارات الدينية، فمن يتظاهر يرفع علم بلاده وليس علم القاعدة أو أى دولة أجنبية، والرضا عن ذلك يعطى غطاء سياسياً، وكل هذه التصرفات لا يقبلها دين ولا شرع.
■ تعتقد أن هناك عناصر خارجية تقف وراء الأعمال الإرهابية فى مصر؟
— نعم، هذه الأعمال ممولة من الخارج، والعناصر الداخلية لا تملك هذه التقنيات، وذلك بهدف تدمير البلاد لتنفيذ مخططات أجنبية لتقسيم الوطن.