السفير محمد العرابى: الأحزاب لا تقدم «كوادر» بسبب غياب «معامل التأهيل».. ولا أرى حالياً أى شخصية حزبية مؤهلة لمنصب الرئاسة
السفير محمد العرابى
قال السفير محمد العرابى، الرئيس الشرفى لحزب المؤتمر، إن الحياة الحزبية فى مصر ضعيفة، بسبب غياب الإمكانيات المادية، ونظرة المواطن السلبية للأحزاب، وإدارة الدولة نفسها لهذا الملف، موضحاً أن أحزاب ما قبل ثورة 23 يوليو 1952، كانت تمتلك كوادر تمكنها من تشكيل الحكومة، أما حالياً فلا يوجد كوادر فى الأحزاب، رغم وجود 104 أحزاب، بسبب غياب معامل التأهيل، مضيفاً فى حواره لـ«الوطن» أنه لا يرى سبباً لوجود هذا العدد الكبير من الأحزاب، ومن الأفضل اندماجها فى كيانات كبرى. وتابع «العرابى» قائلاً إنه تم إضعاف مفهوم العمل الحزبى لفترة طويلة، ولم يكن للأحزاب المصداقية والاحترام الكامل، من قبل الدولة، وبالتالى فقدت قدرتها على الوجود، ووصل الحال إلى أن الهدف من إنشاء حزب أصبح الوجاهة الاجتماعية وإنشاء مكتب ووضع لافتة عليه باسم الحزب.. وإلى نص الحوار:
كيف تقيّم وضع الحياة الحزبية فى مصر؟
- من المؤكد أن الحياة الحزبية فى مصر ضعيفة، وهذا شىء واضح جداً، وأرى أن البرلمان المصرى أوجد حالة جديدة، تخص الحياة الحزبية فى مصر، وأزال حواجز كثيرة بين الأحزاب، وجعل ممثلى الأحزاب فى البرلمان تقريباً كلهم وحدة واحدة، سواء داخل ائتلاف «دعم مصر» أو خارجه، فحدود الأحزاب داخل البرلمان غير موجودة أو واضحة، وأذاب فكرة الانتماء للأحزاب فقد ألغيت الحدود داخل البرلمان.
الرئيس الشرفى لـ«حزب المؤتمر»: إصرار «السيسى» على عدم تأسيس حزب يعبر عن «فهم ناضج»
وما أبرز أسباب ضعف الأحزاب من وجهة نظرك؟
- من أجل أن يكون هناك حياة حزبية قوية ينبغى توفر 3 عناصر، أولاً الإمكانيات المادية، وهى التى تهيئ العمل الحزبى ليكون موجوداً فى الشارع، ويشعر به المواطن، والأمر الثانى نظرة المواطن نفسه للأحزاب، التى حتى الآن تحتاج إلى تحسين وتطوير، لأن المواطن حتى الآن لم ير فى الأحزاب ما يلبى طموحاته، بوجود حياة سياسية واضحة، والعامل الثالث إرادة الدولة نفسها، فمن المؤكد أن لإرادة الدولة دوراً مهماً فى الحياة الحزبية داخل مصر.
كيف يمكن للأحزاب أن تخوض تحدى تحسين صورتها لدى المواطن، فى ظل ضعف إمكانياتها المادية؟
- معروف أن تدبير الإمكانيات المادية أمر صعب جداً، فمهما كانت اشتراكات الأعضاء فى أى حزب، لن تشكل قوة ونفوذاً مالياً كبيراً للحزب، فالأمور يجب أن تأخذ منحى آخر، وهناك ديمقراطيات عريقة جداً مثل أستراليا، الحكومة بها تدفع أموالاً للأحزاب، ومصر كانت بها تجربة مماثلة حتى 2011، لكنها حولت الأحزاب إلى «سبوبة»، وتلك المشكلة أدت إلى انتهاء فكرة إنشاء الأحزاب، وكان تأسيسها فقط من أجل الحصول على الأموال فى بعض الأحيان، وعندما انقطعت المادة فقدت الرؤية السياسية لوضع برامج موجودة لها على الأرض، لأن الحزب يجب ألا يكون له ممول واحد، بحيث هو من يمول وله حق الكلام والسلطة والرأى، ولذلك يجب أن يكون الحزب مبنياً على كوادر حقيقية، وإذا نظرنا للأحزاب قبل ثورة 1952، فسوف نجد أنه كانت تمتلك كوادر كثيرة، وأى حزب كان من الممكن أن يشكل حكومة، ولا يوجد حالياً كوادر تستطيع تشكيل حكومة فى أحزابنا الـ104.
مصر تعانى تجريفاً سياسياً فادحاً.. وأبرز أسباب ضعف الأحزاب «غياب الإمكانيات المادية ونظرة المواطن السلبية لها وعدم توافر إرادة من الدولة لإيجاد حياة حزبية».. و«دعم مصر» أنشئ من أجل تماسك الدولة عن طريق العمل البرلمانى
وما السبب فى غياب الكوادر الجديدة رغم أن هناك أحزاباً عريقة من المفترض أن تقدم كوادر باستمرار؟
- السبب يرجع إلى أننا فى مصر تم إضعاف مفهوم العمل الحزبى لفترة طويلة جداً منذ ثورة 23 يوليو حتى وقت قريب، والعمل الحزبى لم يكن له المصداقية والاحترام الكامل من قبل الدولة لفترة طويلة، وبالتالى فقدت الأحزاب قدرتها على الوجود فى الساحة السياسية، ولم يعد هناك مفهوم لدى الشباب الذى يريد الانخراط فى الحياة الحزبية، ولا التطلع للانضمام لحزب معين، يصل به إلى درجة معينة ليصبح من خلاله رجل سياسة، أو عضواً فى البرلمان، أو يصل به إلى أن يكون وزيراً فى الحكومة، فهذا المفهوم تلاشى من الحياة السياسية فى مصر، وبالتالى أضعف هذا فكرة مفهوم الانجذاب إلى الأحزاب السياسية.
بخصوص إرادة الدولة لتحقيق حياة حزبية قوية.. هل ترى أن الدولة لديها هذه الإرادة وحريصة على تفعيلها؟
- الإرادة قد تكون متوافرة، لكن لا يوجد ترجمة لهذه الإرادة على الأرض، بحيث إنها تدفع فعلاً العمل الحزبى للأمام، فهناك دعوة لرؤساء الأحزاب فى بعض المناسبات، كوجود شكلى، إضافة إلى أن بعض الأحزاب لا يوجد لديها برامج، لكن تجربة البرلمان الحالى أثبتت أن هناك تقارباً كبيراً بين الأحزاب، فلا توجد فوارق عميقة بين الأحزاب، فلا يوجد مثلاً فارق حاد وعميق بين برنامج حزب الوفد وحزب المصريين الأحرار أو المؤتمر أو مستقبل وطن أو غيره من الأحزاب، فجميعها متقارب.
ولماذا يوجد لدينا 104 أحزاب مع تشابه برامج أغلب هذه الأحزاب؟
- لا أرى هدفاً من إنشاء حزب إلا مجرد الوجاهة الاجتماعية، ويكون لديه مكتب ولافتة وكارت، وهذا هو سبب أن الشعب لا يرى مصداقية حقيقية لدى الأحزاب، نتيجة هذا التعدد المشين، ولذلك لا أرى سبباً لوجود كل هذا العدد الكبير من الأحزاب، وأعتقد أنه من الأفضل أن تندمج هذه الأحزاب، وهناك دعوات كثيرة فى الفترة الأخيرة لاندماجها، وأتمنى أن يكون هناك حزبان كبيران، أو أكثر فى مصر، هى التى تتنافس فى العملية السياسية، وأعتقد أنه سينتج بعد الدورة البرلمانية الحالية إرساء حياة سياسية كبيرة وجديدة.
لا أرى سبباً لوجود 104 أحزاب ومن الأفضل اندماجها.. وأتمنى أن يكون هناك حزبان كبيران ينافسان فى العملية السياسية
هل من الممكن العودة لفكرة المنابر الأساسية يمين ووسط ويسار؟
- هناك مفاهيم سياسية جديدة فى العالم كله، ومصر لا تخترع مفاهيم أو توجهات بعينها فى الحياة السياسية، وفى النهاية التوجهات أصبحت لا تحتمل وجود 104 أحزاب، فهذا معناه وجود 104 توجهات، وهذا غير موجود فى العالم كله.
كانت هناك شعبية للأحزاب فى العهد الملكى وعقب ثورة يوليو تغير الوضع، ما تقييمك لذلك؟
- نشأة الحياة الحزبية فى مصر كان لها ظروف خاصة، لأنها أول ما بدأت كانت تتعلق بحركات التحرر والاستقلال الوطنى من الاحتلال، وكانت الحياة أكثر ثراء، والمنافسة أكثر قوة، وكان هناك هدف وطنى وحد المواطنين خلفه، وكان هناك شق وطنى يدفع الناس، سواء كبار رجال الدولة، أو المواطنين العاديين للانضمام إلى الأحزاب، من أجل هدف أسمى وهو القضية القومية، ولكن هذه الأسباب انتفت بعد ثورة 23 يوليو فى 1952، وتغير نظام الحكم من ملكى إلى جمهورى، وظهر النظام الاشتراكى فى تلك الفترة، وهو ما أدى إلى اضمحلال الأحزاب وضعف قوتها، وعدم قدرتها على التجاوب مع متطلبات المرحلة فى تلك الفترة، والتحول إلى نظام الاشتراكى.
كيف ترى قرار الثورة بحل الأحزاب واستمرار ذلك حتى 1976 أى 24 عاماً تقريباً؟ ومدى تأثيره على الحياة الحزبية؟
- طبعاً كان له تأثير كبير على الحياة الحزبية، وكان النظام بعد ثورة يوليو ينظر إلى الأحزاب أنها تشكل جزءاً من الفساد السياسى الذى كان موجوداً فى مصر فى تلك الفترة، وكان ممكن أن يكون حل الأحزاب إجراء ثورياً وقتها، لكن كان يجب أن يتبعه بقرار آخر بتنظيم الحياة الحزبية، ووضعها فى الإطار الصحيح، وهو ما لم يحدث، ودخلنا فى نظام الحزب الواحد «تنظيم الاتحاد الاشتراكى»، وكان أحد أسباب تراجع مفهوم العمل الحزبى فى مصر، ونتيجة لذلك حدث إيعاز للمواطن المصرى أن الحياة الحزبية فى مصر أيام الملكية فاسدة، وجاء هذا على حساب إنتاج أحزاب جديدة تتواكب مع المتغيرات فى مصر.
هل ترى أن تعاقب الأجيال على غياب التعددية الحزبية سبب معاناة الأحزاب وما نشهده حتى الآن من ضعف؟
- أعتقد أن هذا صحيح، ومن الممكن أن نقول إننا نعانى حتى الآن من قرار حل الأحزاب، وقد يكون الحزب الوحيد الذى استطاع الحفاظ على كيانه فى الفترة الماضية، هو حزب الوفد، الذى لا يزال بنفس الاسم، ولا تجد أحزاباً منذ وقت الملكية حتى الآن بنفس الاسم، وهو الوحيد الذى استطاع الحفاظ على اسمه وطبيعته الخاصة، لكن فى نفس الوقت لا نستطيع أن نقول إنه ما زال حزب الأمة مثلما كان فى الماضى، فإنه فقد بعض قوته فى الشارع، وأرى أن إعادة الحياة الحزبية من جديد أمر يتطلب وقتاً طويلاً.
دعوات مقاطعة الانتخابات الرئاسية لا تجد صدى فى الشارع.. ويجب أن تدفع الأحزاب بمرشح رئاسى فى 2022
وماذا يحتاج العمل السياسى للعودة لسابق قوته؟
- أرى أن القضية الوطنية كانت السبب الأبرز فى تنشيط وتقوية الحياة الحزبية فى مرحلتها الأولى، وكانت تنمى رغبة الناس للانضمام للأحزاب، من أجل محاربة الاستعمار، ومن هنا أعتقد أن العمل السياسى يحتاج إلى تعليم وتربية سياسية فترة طويلة، لإنتاج الكوادر اللازمة للعمل الحزبى، بدليل أن الأحزاب فى الخارج لديها مراكز لتنمية فكر الشباب، ونحن لا نملك هذه المؤسسات، ومعظم الأحزاب غير موجود، ولو أردنا أن نذكر أسماء 20 حزباً لن نستطيع أن نتذكر هذا العدد من الأحزاب الموجودة على الأرض، وهناك مجموعة أخرى من الأحزاب لا يوجد لها أى ذكر، أو وجود فى الحياة السياسية، وبالتالى تم إفراغ الأمر من مضمونه.
هل ترى أن مادة إنشاء الأحزاب بالإخطار فى الدستور يجب تعديلها؟
- المسئولية هنا تقع على الناس أنفسهم، والأحزاب التى لا تمتلك شعبية ستندثر، ومن الممكن إلغاء الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان، لكن هذا ليس حلاً، وأرى أنه معضلة كبيرة جداً، فطبقاً للدستور من حق أى شخص التقدم بإنشاء حزب، وليس بالضرورة أن يكون لديه كوادر أو مقرات فى المحافظات، وبالرغم من أن الدستور أقر تأسيس الأحزاب بالإخطار، فإن اللائحة التنفيذية للقانون الخاص بإنشاء الأحزاب قد يكون فيها حل لتلك المعضلة.
وأفكار حل الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان أو المحليات تحتاج إلى نقاش مجتمعى بين الأحزاب، وإجراء جلسات استماع لإثراء الأفكار، ثم سيشعر الجمهور أن هناك عملاً جاداً أمام المجتمع، وأنا لست من أنصار إجراء تعديل دستورى بهذا المعنى لأنه سيكون فيه مخاطر كثيرة.
مررنا بـ30 عاماً من حالة استقرار سياسى وقت حكم مبارك تمثل بيئة صالحة لقيام أحزاب حقيقية فى مصر لماذا ظلت الأحزاب ضعيفة؟
- الأزمة تكمن فى عدم وجود الإرادة السياسية، ففى فترة «مبارك» كان الحزب الواحد يسيطر على الحياة السياسية، وكان الكل يسعى للانضمام إليه، بالإضافة إلى وقوف أجهزة الدولة بجانبه، وفى المقابل الأحزاب الأخرى شعرت أن الدولة كرست كل جهودها للحزب الوطنى فقط، فكيف تنمو الأحزاب!
لكن جماعة الإخوان لم تكن حزباً إلا أنها نشأت ونشطت نشاطاً قوياً جداً فى تلك الفترة.. فما سبب ذلك مقابل ضعف الأحزاب؟
- جماعة الإخوان ترجع فكرة انتشارهم إلى وجود الأموال، وفكرة العقائدية، فلا يوجد عند باقى الأحزاب الأموال الكثيرة الموجودة لدى الإخوان، ولا الجانب العقائدى، وبالمناسبة الأموال ليست فقط هى العامل الرئيسى، بدليل أن حزب التجمع مثلاً استطاع فى فترة من الفترات، باستخدامه فكراً معيناً أن يحقق نشاطاً داخل الشارع، واستقطب عدداً من المؤيدين، لكن فى النهاية أهمية الأموال ترجع إلى إمكانية تحقيق الوجود، وإيجاد القواعد فى جميع المحافظات، فلا يجوز أن يكون الحزب قاهرياً فقط، فتركز الأحزاب فى القاهرة فقط أضعف الحياة الحزبية، وذلك ينطبق حتى على الحزب الوطنى نفسه، فقوته فى القاهرة كانت أكبر من المحافظات.
وماذا عن إرادة الدولة فى إيجاد حياة حزبية حقيقية؟
- هذا الأمر يختلف من فترة إلى أخرى، كما يعتمد على أهداف الدولة وهل هو حشد الطاقات من أجل التنمية فقط، أما أيضاً تشجيع السياسة، فهناك رأى كان يقول «المهم أن يأكل المصريون فقط، والسياسة أمر غير مهم»، وللأسف هذا مفهوم خاطئ، وكان موجوداً فى وقت من الأوقات، وهو ما أوصلنا إلى الانفجار فى 25 يناير، ويجب التعامل معه وعدم الاستهانة به، ولكننى أرى أنه مع انتهاء الدورة البرلمانية الحالية فى 2020، أرى أنه سيكون هناك إفراز سياسى جديد وأنا أكثر تفاؤلاً.
هل تطبيق الديمقراطية والوجود الحزبى أوصل دولة مثل إسرائيل لهذا المستوى من التقدم الزراعى والاقتصادى؟
- عملت فى إسرائيل وأعلم جيداً الحياة الحزبية فيها، فالديمقراطية هناك التى يدعونها بها قدر كبير من الشكليات، ولا نستطيع القول إنها عميقة، والمجتمع الإسرائيلى له محددات معينة تتحكم فيه أكثر من السياسيين، وهما التيار الدينى والجيش، وهما اللذان يحددان التعامل داخل كيان الدولة الإسرائيلية، وهما المؤثران فى هذا الكيان، والديمقراطية الإسرائيلية هى دائماً خط الرجعة عندما يتم الضغط على إسرائيل، مثلما يحدث فى مباحثات السلام، كما كان يحدث أيام رئيس الوزراء الأسبق مناحم بيجين، فكان يقول إنه يجب الرجوع إلى الكنيست أولاً قبل اتخاذ أى قرار، مع أن الأمور ليست بهذا الشكل العميق، ولست من أنصار تضخيم الديمقراطية فى إسرائيل، فهى تستعمل لتلافى أى ضغوط من الخارج، لاتخاذ قرارات جريئة، فهى تلجأ إلى ما تسميه ديمقراطية، ويتم إجراء انتخابات مبكرة، ولو نظرنا لتاريخ إسرائيل سنجد هذا التصرف يحدث تحت دعاوى الديمقراطية، عندما يتم الضغط عليها خارجياً، ولكن فى واقع الأمر المتحكم فى الأوضاع فى إسرائيل، هما المتشددون الدينيون والمؤسسة العسكرية، خاصة أن المجتمع الإسرائيلى كله ينتمى للمؤسسة العسكرية.
ما رأيك فى فكرة إنشاء حزب للرئيس؟
- أنا لست من أنصار هذه الفكرة، لأننا سنكرر نفس تجربة الرئيس السادات، عندما أسس حزب مصر، وبعدها أنشأ الحزب الوطنى، والجميع ذهبوا إلى هذا الحزب، ولا أرى أن يحمّل الرئيس نفسه هموم حزب تابع له، وأرى أن السيسى خلال الأربع سنوات الماضية استطاع حكم مصر بصفته رئيساً للشعب المصرى كله، وإصراره على ألا ينضم أو يؤسس حزباً مفهوم ناضج من جانبه؟
هل ترى أن ائتلاف «دعم مصر» فى البرلمان يقوم بدور حزب الرئيس؟
- لا.. وأرى أن «دعم مصر» أنشئ من أجل محاولة صيانة وتماسك الدولة عن طريق العمل فى البرلمان، فهو ائتلاف لدعم مصر وهذا هدفه، وارتضينا جميعاً هذا الأمر، ورغم عدم وجود ما يمكن تسميته بالانتماء الحزبى، فإنه يوجد ما يسمى بالانتماء لائتلاف «دعم مصر»، وهذا أمر تجده فى أى ديمقراطية، بمعنى أنه إذا تحدثنا عن الديمقراطية الأمريكية مثلاً، سوف تجد الرئيس الأمريكى عندما لا يملك الأغلبية فى الكونجرس، أو مجلس الشيوخ، فإنه سوف يكون رئيساً ضعيفاً.
هل ائتلاف «دعم مصر» يماثل أغلبية الرئيس؟
- لسنا أغلبية الرئيس، لأننا فى النهاية نعمل على صلة أوثق بالحكومة نفسها، والرئيس لا يتدخل.
البعض يرى أن علاقة الائتلاف بالحكومة هى علاقة تابع وليس شريكاً، خاصة أن الائتلاف قوى لكنه بدون برنامج. ما رأيك؟
- لا أعتقد أن هذا أمر صحيح، ويخالف ما نحاول إرساءه من فكرة الديمقراطية حالياً، وهذا تبسيط قد يكون مخلاً أكثر منه شعاراً سياسياً، بمعنى أنه بعيد تماماً عن الفكر السياسى والنظريات التى تدرس، واتفقنا أن الأحزاب ذابت فى البرلمان، بمعنى أن كل حزب لديه برنامج معين أصبح أمراً غير موجود حالياً، هناك برنامج واحد لدى الائتلاف، وهو مصلحة المواطن المصرى، وكيف نستطيع حل مشاكله.
ما رأيك فى غياب الأحزاب عن مشهد الانتخابات الرئاسية؟
- أرى أنه خطأ الجميع وليس خطأ حزب بعينه، لأن الانتخابات الرئاسية ليست مفاجئة، وهذا يعنى أن الأحزاب والدولة كلاهما مسئول، الجميع لم يكونوا فى تفاعل أكثر مع الواقع، ولكن أى تحرك يحتاج إلى موارد مالية خاصة فى الحملات الانتخابية، وهذه الأمور فى الحياة الحزبية صعبة جداً، والأحزاب عموماً لا تسير على أرض ممهدة وإنما تسير على رمال متحركة.
كيف ترى ترشح موسى مصطفى موسى؟
- أنا أعرفه شخصياً كإنسان وكسياسى ورئيس حزب، ولديه أفكار اقتصادية جيدة منذ زمن بعيد، ولكن لم أكن أراه فى المشهد السياسى.
هل شعبية الرئيس أعجزت الأحزاب عن الدفع بمرشح رئاسى؟
- أعتقد أن الشعبية والإنجازات من المؤكد ستجعل من الصعوبة أن يفكر أحد فى المنافسة.
ماذا تتوقع للانتخابات الرئاسية فى 2022؟
- سنرى ماذا ستقدم الحياة السياسية فى مصر خلال السنوات الأربع المقبلة، وأرى أنه يجب أن تكون الأحزاب قادرة على الدفع بمرشح رئاسى فى انتخابات 2022، وأن يكون الهدف من الآن هو تقديم مرشحين قادرين على تولى المسئولية.
هناك دعوات لمقاطعة الانتخابات الرئاسية من بعض القوى.. كيف ترى هذه الدعوات؟
- لا تجد هذه الدعوات صدى فى الشارع، وأرى أن الوجود أمر مطلوب داخلياً وخارجياً، ثم ماذا ستحقق المقاطعة، غير أنها تضر بمصر وتضعفها.
هل الأحزاب والقوى السياسية قادرة على الدفع بمرشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
- سؤال صعب، ومصر للأسف تعانى من قدر كبير من التجريف السياسى، وللأسف حتى الآن لم نر شخصية سياسية مؤهلة لمنصب خطير مثل رئاسة الدولة، وأنا لا أرى أحداً مناسباً فى الأحزاب.