كلمة مجدي عبدالغفار باجتماع وزراء الداخلية العرب في الجزائر
إجتماع وزراء الداخلية العرب
ألقى اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية، كلمة في الدورة الخامسة والثلاثين لاجتماعات مجلس وزراء الداخلية العرب المنعقد حالياً في دولة الجزائر الشقيقة.
وجاء في كلمة عبدالغفار: "أنقل إليكم تحيات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وتمنياته الصادقة أن يؤدي مجلسكم الموقر أعمال هذه الدورة بالتوفيق والسداد".
وأضاف: "يسعدني أن أتوجه بالشكر والتقدير العميق لفخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه، وللجمهورية الجزائرية قيادة وحكومة وشعباً، على احتضان أعمال الدورة الخامسة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، وما لقيناه من ترحيبٍ، وحسن استقبال، وكرم ضيافة".
واستطرد عبدالفغار: "يأتي اجتماعنا اليوم في ظل التطورات المتلاحقة والتحديات التي لا تزال تواجه أمتنا، وتهدد أمن واستقرار شعوبنا، نتيجة لغياب الإرادة الدولية الجادة لدعم المواجهة الشاملة للإرهاب، وتفكيك تنظيماته، وتجفيف منابع تمويله، وعدم توفير الملاذات الآمنة لقيادته وكوادره، ويجب أن ندرك جميعاً أن عالمنا العربي والإسلامي يتعرض لأسوأ مؤامرة من تزكية الاضطرابات، والصراعات الطائفية والمذهبية، وإدارة حروب بالوكالة بهدف تفتيت وتقسيم الدول، وتشريد شعوبها، وطمس هويتها، والسيطرة على ثرواتها".
وأضاف الوزير: "إذا كنا نتابع بكل فخر ما تحقق من انتصارات في عدد من الدول العربية ضد تنظيم داعش الإرهابي، فيجب أن ننتبه إلى خطورة تنقل العناصر الهاربة من مناطق الصراع بين دول الجوار، أو عودتهم لأوطانهم، كما يجب أن نراقب بكل جدية كافة التنظيمات الإرهابية الأخرى بمختلف مسمياتها، وانتماءاتها، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة، حتى لا نترك لها المجال لإعادة بناء هياكلها، واستقطاب عناصرها من جديد، ما يفرض علينا حالة تأهب واستنفار قصوى، وتوحيد الجهود في إطار عربي متكامل، وتنسيق دولي شامل لضمان إحباط تلك التهديدات، التي تسعى لإدخال دول المنطقة في دوائر متصلة من العنف والإرهاب".
وقال وزير الداخلية: "لقد أيقن العالم أن أحداً بات لا يملك اليوم الانعزال محصناً بمنأى عن الإرهاب وإستهدافاته بعد أن طالت ضرباته الشرق والغرب بلا تفرقة ولا رحمة، لتؤكد بوضوح أنه لا ينتمى لدين أو وطن ، أو يرتكز على أسباب الجهل والفقر، وإن الأمر يقتضي منا أن تتضافر جهودنا جميعاً، وأن نتبادل التجارب والخبرات، وأن نستلهم من التجارب الناجحة في مكافحة الإرهاب، التي تتسم بالآفاق الرحبة الواسعة بالنظر إلى آفة الإرهاب بأبعادها الفكرية والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية".
وتابع: "قوى الظلام والدمار صدمها المشهد المصري مرات عديدة، فأفشل مخططها الشامل بالمنطقة حين أطلق ثورة الـ30 من يونيو، ثم لم ينكفئ على محاربة الإرهاب وينشغل بالقضاء عليه، بل اتجه في الوقت ذاته لتحقيق التنمية والنهوض بالاقتصاد في مشهد أصرتْ خلاله قيادته السياسية، ومن خلفها مؤسسات دولته، بل والشعب كله على الاشتباك مع كافة التحديات في وقت واحد دون تراخٍ، لإعادة ترميم ما تم إفساده وهدمه، والانطلاق بقفزات واسعة تستحقها مصر بين دول العالم".
"لقد أثار الصمود المصرى حفيظة قوى الشر والدمار ، فآثرت إلا أن تجعل مصر في مرمى الإستهداف المباشر لمخططاتها العدائية، التي تستخدم التنظيمات الإرهابية مطيةً لها، فكان لزاماً تنفيذ استراتيجية واسعة وناجزة للقضاء على الإرهاب وتداعياته لتأمين انطلاق الدولة نحو التنمية الشاملة على كافة المحاور".
وأكد بكلمته: "على أهمية تحصين المجتمع بكافة فئاته وخاصة شبابه من الأفكار المتطرفة، التي تعد المنصة التي تنطلق منها فتاوي إباحة العمليات الإرهابية، وذلك بتمكين الخطاب الوسطي، ونشر مفاهيم الدين الصحيحة فضلاً عن تعزيز قيم المواطنة والهوية الوطنية، وضرورة اعتماد استراتيجية شاملة تتضافر فيها جميع الجهود لمواجهة الإرهاب، وقطع كافة روافد بقائه ودعمه، وتجفيف منابع تمويله وحرمانه من مصادره المادية واللوجيستية، وهزيمته فكرياً وإعلامياً، والمسئولية الدولية المشتركة لمواجهة الإرهاب، التي تقتضي تكاتف المجتمع الدولي تجاه الدول التي تدعمه، وتأوي قياداته".
وأشار: "الأهمية الاستراتيجية لحرمان الإرهاب من وجوده الإفتراضي الآمن على شبكة المعلومات الدولية، الذي يستخدمه للاستقطاب والتدريب، وتمرير التكليفات، وتلقي الدعم المادي، والمعنوي، فضلاً عن الترويج لأفكاره المُتطرفة حتى صارت المنتديات والمواقع التابعة له على تلك الشبكة المصدر الرئيسي لتجنيد المُقاتلين الأجانب".
"إن مجلسكم الموقر يظل مُعبراً بصدق عن عُمق التعاون والتنسيق بين دُولنا العربية ، بل ويقع على عاتقه اليوم إستثمار وقائع الظرف لصياغة منظومة حمايةٍ أمنيةٍ عربيةٍ مُتكاملةٍ وشاملةٍ تُشكل صمام أمنٍ دائمٍ فى مواجهة تحديات اليوم، وتهديدات المُستقبل".
واختتم: "أود في نهاية كلمتي أن أتقدم بخالص الشكر لمعالي السيد لطفى براهم، وزير الداخلية في الجمهورية التونسية الشقيقة، للجهود الكبيرة التي بذلها خلال ترؤس بلاده للدورة الرابعة والثلاثين للمجلس الموقر".
وأنهي وزير الداخلية حديثه بتوجيه التحية إلي السيد نورالدين بدوي، وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في الجزائر الشقيقة، داعياً الله عز وجل أن يُوفقه في رئاسته لدورة المجلس الجديدة.
"والشكر موصول للعاملين بالأمانة العامة وفي مُقدمتهم السيد الدكتور محمد بن علي كومان أمين عام المجلس على ما يبذلونه من جهد وافر لتنظيم كافة الفعاليات والاجتماعات واللقاءات الأمنية العربية، ومتابعة ما يصدر عنها من توصيات وقرارات".
اقرأ المزيد:
-
أمين عام المجلس
-
إعادة ترميم
-
الأفكار المتطرفة
-
الأمانة العامة
-
التجارب الناجحة
-
التنظيمات الإرهابية
-
التنمية الشاملة
-
الجمهورية التونسية
-
آفة الإرهاب
-
الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه
-
جمهورية الجزائر
-
مجلس وزراء الداخلية العرب
-
الإرادة الدولية
-
مواجهة الإرهاب
-
العالم العربي والإسلامي
-
الصراعات الطائفية
-
الصراعات المذهبية
-
حروب بالوكالة
-
الدول العربية
-
تنظيم داعش
-
الجزائر الشقيقة