«أسد بن الفرات».. القبة المتهمة باحتضان «حازمون»
الشهور التى قضاها داخل مسجد أسد بن الفرات، عالماًَ وخطيباً ومرشحاً رئاسياً انتهت على صخرة «جنسية والدته»، إذ فقد مع استبعاده من ماراثون انتخابات الرئاسة - لعلة الجنسية الأمريكية لوالدته - أشياء أخرى، منها حجم التأييد الذى يحظى به فى الشارع، والذى تأثر رغم أحداث العباسية كثيراً، حتى المسجد الشهير الذى اعتاده مكاناً له، ربما يفقده فى صراع الرئاسة، بعد أن احتلته بوسترات «عمرو موسى رئيساً».
على بعد شارعين من المسجد - أسد بن الفرات - فى الدقى تستقر الحملة الرسمية لترشيح موسى رئيسا، لذا انتشرت بوسترات حملته فى كل أنحاء المنطقة حتى المسجد الذى اشتهر بدرس أبوإسماعيل لم يسلم منها.. «عطية» أحد أصحاب الأكشاك الواقعة أمام المسجد ضرب كفاً بكف وهو يقول: «سبحان مغير الأحوال؛ من إسلامى لفلول فى أسبوعين.. بلد كل يوم بحال»
«لم يعد يتردد على المسجد منذ استبعاده من الترشح للرئاسة وكأنه كان يتخذ من المسجد مقراً انتخابياً له».. بدهشة يعبر بعض العاملين فى المسجد عن صدمتهم فى الشيخ حازم - يقول أحدهم: أنصاره لو كانوا يترددون على المسجد حالياً لأحرقوا جميع بوسترات عمرو موسى التى تعلق خارج المسجد.
العامل تحرج من ذكر اسمه، لخوفه من تبعات أن يعرفه «أنصار الشيخ» الذى ظهر بدروسه الدينية فى المسجد من بعد الثورة، بناءً على تصريح حصل عليه من وزارة الأوقاف، ورغم موقفه الرافض لأبوإسماعيل وأنصاره، رفض أيضاً بوسترات عمرو موسى التى احتلت واجهة المسجد، لكنها «خارجة عن اختصاصنا، فنحن مسئولون عما يحدث داخل المسجد وليس خارجه، والبوسترات خارجه»
من خلال موقعه فى الكشك، استطاع عطية أن يرصد أولاد أبوإسماعيل، كوّن عنهم رأيا من فرط احتكاكه بهم «عصبيين ومتشددين، وبيتعاملوا مع المسجد وكأنه بيت أبوإسماعيل مش بيت ربنا، لدرجة أنهم مرة طردوا رجلاً مسناً اعتاد الصلاة هنا ليل نهار لأنه كان يجلس فى المقدمة أمام الشيخ ويحجب كاميرا التصوير التى كانت مخصصة لتسجيل دروس أبوإسماعيل».
السبت من كل أسبوع كان لعطية موعد مع الزرق، فالزحام الشديد داخل المسجد يصب لصالحه، فى حركة البيع والشراء، موقعه من المسجد سمح له بأن يتابع ويسمع كل ما يدور داخله «لم تكن دروساً دينية، لأنى باسمع فيها هتافات للشيخ: أبوإسماعيل هو الرئيس.. تبقى كده دعاية مش دروس»، ويدلل على وجهة نظره «طب ما جاش يدى الدرس ليه من ساعة مؤتمره داخل المسجد اللى نفى فيه موضوع جنسية أمه؟»