عراقيون يصلون «التراويح» فى بيوتهم خوفا من التفجيرات
بسبب تدهور الأوضاع الأمنية والتفجيرات التى تستهدف الأبرياء، تخيم حالة من الحزن على العراقيين فى شهر رمضان لعدم قدرتهم على أداء الشعائر الرمضانية فى المساجد وأشهرها مسجد الإمام الأعظم أبى حنيفة النعمان، حيث يضطرون إلى أداء صلاة التراويح فى المنزل خوفا على حياتهم من عدم استقرار البلاد، خاصة بعد تفجير الاثنين الماضى الذى قُتل فيه 113 شخصا على الأقل وأُصيب أكثر من 230 آخرين بجروح فى هجمات استهدفت 19 مدينة عراقية.
كان مسجد أبى حنيفة -أشهر مساجد العراق وأقدمها على الإطلاق بمدينة الأعظمية على ضفاف نهر دجلة- يقصده الآلاف لأداء الشعائر الرمضانية، وحسب الكاتب العراقى، علاء حداد، فإن العراقيين كانوا يستمتعون بأداء الصلاة فى هذا المسجد، حيث اشتهر بطقوس رمضانية أهمها تقديم وجبات الإفطار والسحور لمرتاديه، كى لا يضطرون إلى الانقطاع عنه والذهاب لتناول الوجبات، خاصة فى أيام الاعتكاف العشرة الأخيرة من رمضان.
وقال حداد لـ«الوطن» بصوت يغلب عليه الحزن: إن العراقيين أصبحوا يؤدون الصلاة داخل بيوتهم بسبب الوضع الأمنى المتدهور.
وأضاف أن أشهر ما يميز رمضان لعبة «المحيبس» بين الأحياء الشعبية، التى يلعبها العراقيون بعد صلاة التراويح، ويحصل فيها الفريق الفائز على صوانٍ من الحلويات، لكن تلك التقاليد تراجعت نتيجة نقص الخدمات والكهرباء وارتفاع أسعار السلع الجنونى.
وبنى مسجد أبى حنيفة عام 375 هـ 1066م، على ضريح الإمام أبى حنيفة وبنيت إلى جواره مدرسة للعلم الشرعى، قصدها المريدون من كافة بقاع الأرض لتدريس مذهبه. وتبلغ مساحة المسجد وملحقاته نحو 10 كيلومترات ويستوعب نحو 5 آلاف مصلٍ، لكن من يؤمه الآن لا يتعدى ألفا أو ألفين، على أحسن تقدير، بسبب الأوضاع الأمنية التى تشهدها العراق منذ الاحتلال.
ويميز الجامع قبتان إحداهما فوق المسجد، والأخرى فوق مرقد الإمام أبى حنيفة، ومنارة من الجهة الشرقية، وتزينه قبتان أخريان ومنارة من الجهة الغربية، وكذلك جرى تجديد السياج الخارجى بالطابوق الأصفر المطعم بالكاشى الأزرق المنقوش بزخارف متنوعة كُتبت فى بعضها أسماء الله الحسنى.