الباحث فى الشأن الأمريكى: سوريا تحولت إلى موقع اختبار لتحول القوى العالمية
عمرو عبدالعاطى
توقع عمرو عبدالعاطى، الباحث المتخصص فى الشأن الأمريكى بمجلة السياسة الدولية، أن يشهد العالم توازناً للقوى أو ما يسمى بالقوة التعادلية بين أمريكا وروسيا، وهو ما تعكسه الصراعات الأخيرة بين البلدين، إلا أن التنافس فيما بينهما، خصوصاً ما يتعلق بالتسليح، لا يعكس حرباً حقيقية، بقدر ما يعكس تنافساً على أسواق مبيعات الأسلحة عالمياً، ووصف «عبدالعاطى» ما تشهده العلاقات الأمريكية الروسية حالياً بـ«حرب باردة جديدة»، وإلى نص الحوار:
«عبدالعاطى» لـ«الوطن»: العالم يشهد حرباً باردة جديدة.. والمنافسة على التسلح هدفها زيادة المبيعات
بداية كيف ترى استخدام الانتخابات الرئاسية ورقة للتدخل السياسى بين أمريكا وروسيا؟
- الصراع الدائر حالياً عن وجود احتمالية للتدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية يعكس السعى الروسى الحثيث لأن تكون قوة تعادلية فى النظام الدولى، بما يخدم المصالح الروسية فى وجه تنامى الليبرالية الاقتصادية عالمياً، التى تختلف مع النموذج السياسى الروسى.
ماذا عن التخوفات الأمريكية فيما يتعلق بتدخل روسى متوقع خلال انتخابات التجديد النصفى المقبلة؟
- لا شك أن انتخابات التجديد النصفى ستتأثر بالتحقيقات التى تجرى حالياً عن التدخل الروسى، وهو ما عبر عنه أعضاء الحزب الجمهورى بعد وصول التحقيقات لأشخاص قريبين جداً من الرئيس الأمريكى، والخروج المتتالى لعدد من المسئولين الأمريكيين، ما أدى لزيادة مخاوف الجمهوريين من صعوبة حصولهم على أغلبية فى انتخابات التجديد النصفى نوفمبر المقبل.
وكيف ترى تسارع وتيرة التسلح الأمريكى الروسى خلال السنوات الأخيرة وتوقعات نشوب حروب ساخنة وليست باردة بين البلدين؟
- يعكس الإنفاق الروسى الكبير على التسليح أو القوة العسكرية سعيها الدائم لأن تصبح قوة تعادلية فى النسق الدولى مع أمريكا، وتشير التقارير الدولية التى صدرت خلال العام الحالى إلى أن هناك منافسة تجرى بين أمريكا وروسيا فى سبيل الإنفاق على التجهيز العسكرى بصورة أساسية، وزيادة مبيعات السلاح، وهو ما عكسه الوجود الروسى فى سوريا لاختبار الأسلحة الروسية الجديدة، وعقد صفقات أسلحة كبيرة مع دول عربية وآسيوية، ما يجعل المنافسة على التسليح بين البلدين تتحول لمنافسة على مبيعات السلاح بالأسواق العالمية، وأستبعد أن تكون هناك حرب سلاح بين البلدين، رغم استمرار الأنواع المختلفة من الحروب الإلكترونية بينهما، إلا أن التسلح العسكرى تكمن أهميته فيما يسمى بـ«قوة الردع»، أى إنه فى حال امتلاك كلا البلدين للقوة التى يمكنها أن تردع الأخرى لن تحدث بينها حروب، طالما أنه لا يوجد طرف أضعف من الآخر.
وكيف لعبت صراعات الشرق الأوسط والتدخلات الأمريكية الروسية العسكرية بالمنطقة فى زيادة حدة الصراعات بين البلدين؟
- أصبحت سوريا مصدراً لاختبار تحولات القوى العالمية، فبعد أن كانت أمريكا هى الفاعل الأساسى عالمياً، ويمكنها اتخاذ القرارات المناسبة للتدخل العسكرى المباشر مثلما حدث مع العراق وأفغانستان، أصبحت تبحث عن تقاسم أعباء التدخل المباشر بين عدد من الدول، منها إسرائيل فى إطار سياستها للحفاظ على الأمن بالشرق الأوسط، إلا أنه فى المقابل استطاعت روسيا الانخراط فى أزمات المنطقة، وإحداث تدخل عسكرى مباشر عكسه الحفاظ على نظام بشار الأسد ومساعدته، ما يعكس التحولات فى توازنات القوى العالمية.