مشهد اعتاده رواد شاطئ بئر مسعود بالإسكندرية، رجل مسن أدار ظهره للمدينة وأصبح وجهه صوب البحر، حوله تتناثر أدوات الصيد وحقيبة الطُّعم، يعرف بخبرة 50 عاماً رزقه اليومى من السمك، فالصيد هوايته المفضلة منذ كان طفلاً لا تتعدى سنوات عمره الـ12، أصبح البحر صديقه الوفى وخازن أسراره لا يكف عن زيارته.
حوّل وصفى عبدالملك حبه للبحر إلى مهنة، فأصبح ضابط بحرية، تخصصه لاسلكى، ما زاد من شغفه بالبحر والصيد: «مابفوّتش يوم من غير ما آجى»، خاصة بعد أن أحيل إلى المعاش، لكنه مع ذلك يرى أن السن لا يجب أن تمثل عائقاً أمام أى حلم، فالحياة تبدأ بعد الستين.
من استوديو لبيع موسيقى الأغانى، اشترى «وصفى» موسيقى أغنية عبدالحليم المفضلة له «أسمر يا أسمرانى»، و«فى يوم فى شهر فى سنة»، واستطاع تسجيل صوته عليها، وذهب إلى ما هو أبعد من الصيد، خاصة بعد أن استمع أصدقاؤه إلى غنائه وأشادوا به: «نفسى الناس كلها تسمع صوتى»، أصبح لديه إيمان حقيقى بموهبة توشك أن تصبح حقيقة، لكنه رفض عروضاً من كافيتريات «أى كلام» على حد تعبيره للغناء بها، وهو فى انتظار فندق كبير لا يقل عن 5 نجوم لينطلق منه إلى عالم الفن.
جميعها أحلام يراها الرجل الستينى «مشروعة»، فهو لم يكتفِ ببناته الثلاث اللاتى تزوجن فلم يعد يَراهُن إلا على فترات متباعدة، بحكم وجود إحداهن فى إسبانيا، والأخرى فى الكويت، والثالثة فى كفر الشيخ، فأصبحت علاقته بزوجته فاترة، بسبب قلة طموحها وعزوفها عن إكمال تعليمها أو تثقيف نفسها: «بتقول إن العلام فى الراس مش فى الكراس، لكن التعليم والثقافة شىء أساسى»، خاصة وهو يقرأ فى مختلف الأديان ويثمن جميع الثقافات.
تعليقات الفيسبوك