كفر الشيخ.. قلعة «الصيد والتصنيع والتصدير»
زيادة الإقبال على شراء الفسيخ فى شم النسيم
أتقن أبناء قرى ومدن «سيدى سالم ودسوق وفوه ومطوبس وبلطيم» صناعة «الفسيخ»، وبرعوا فى إعداده واكتسبوا شهرة واسعة على مستوى مصر وخارجها فى تجهيزه وأصبحت مدينة بلطيم قبلة لمختلف المشاهير لشراء الفسيخ، ويحرص أبناء المحافظة على شرائه أيضاً فى أعياد الربيع.
ويتوافد على تجار الفسيخ آلاف المواطنين من أنحاء محافظة كفر الشيخ والمحافظات المجاورة، ويقطع العشرات منهم مئات الكيلومترات من القاهرة إلى المحافظة لشرائه فى شم النسيم، كما تشهد المحلات زحاماً من المواطنين قبل عيد الربيع بأكثر من أسبوع، ويشترون كميات كبيرة منه ويغلفونها بطرق معينة لإرسالها كهدايا إلى أصدقائهم فى الدول العربية كالإمارات والسعودية والكويت.
وعلى فرع النيل بمدينة دسوق، أكبر مدن المحافظة، تنتشر محلات لأعرق وأقدم العائلات، تبيع «الفسيخ، السردين، والملوحة»، ويقصدها عشرات المواطنين من أبناء دسوق ودمنهور وغيرها من مراكز محافظة البحيرة، ويشتهر أبناء دسوق بحبهم لهذه المهنة، حتى اشتُهرت المدينة بصناعته، فضلاً عن أنه أصبح وجبة لعشرات العشاق، حيث يصطحب العريس عروسه بعد الخطوبة ويأكلون الفسيخ فى المحلات المنتشرة على كورنيش النيل مباشرة، كما يحرص مئات المواطنين على شرائه قبل يوم شم النسيم وفى نفس يوم الاحتفال، كما أنه أصبح أحد أهم طقوس أبناء المحافظة فى عيد الفطر عقب خروجهم من صيام شهر رمضان الكريم، كما يحرص المسيحيون على تناوله عقب انتهاء صومهم الكبير.
ويحرص أصحاب محلات الفسيخ على شراء الأسماك من مدينتى بلطيم وسيدى سالم لشهرتهما بالصيد، فضلاً عن شراء أسماك «البورى والطوبار»، من بورصة الأسماك التى تقع على الطريق الدولى بكفر الشيخ، حيث تشتهر محافظة كفر الشيخ بصيد الأسماك.
«كشكوشة»: الأسعار السنة دى مرتفعة وبتتراوح ما بين 50 للحجم الصغير و125 جنيهاً للحجم الكبير
وعن صناعة الفسيخ، يقول صلاح الإمام، أحد أشهر الفسخانية بدسوق، نقوم أولاً باختيار نوعية الأسماك البورى بعناية، ونفضل شراءها من بورصة الأسماك أو مدينتى بلطيم وسيدى سالم أو من المزارع الخاصة، لضمان جودته حيث إن صيادى كفر الشيخ هم من يصطادونه، ثم يتم غسله جيداً ووضعه فى «براميل بلاستيكية» عن طريق «الكمر»، حيث يوضع عبارة عن طبقات فوق بعضها البعض، كما يوضع على كل طبقة كمية من الملح والزيت عليه ويُترك من 10 إلى 20 يوماً هى فترة تصنيعه، ويتم غلق البراميل غلقاً محكماً بكيس ثم غطاء البرميل ولا يتم فتحها إلا بعد انتهاء مدة تمليحه، وبعدها يكون صالحاً للأكل تماماً، وهذه هى طريقة التصنيع الصحية، بعدما كان أجدادنا يقومون بنشره فى الشمس بمكان مكشوف بضعة أيام حتى يتم تدبيله.
ومن دسوق إلى سيدى سالم، التى تُعد أهم مدن صناعة الفسيخ، وفى أكبر شارع بالمدينة يقع أشهر فسخانى، والذى يُلقب محله بفسخانى النيل الوحيد، توارث صاحباه السعيد وقدرى عوض القلماوى، صناعته أباً عن جد حتى ذاع صيتهما بين الفنانين والمشاهير، لنظافة صناعته وإتقانها، ويقول «قدرى» إن «صناعته ليست صنعة أو مهنة، إنما خبرة وإيد تتلف فيها الحرير، إحنا بقالنا سنوات بنصنع أجود أنواع الفسيخ، وأسعاره بتبدأ من 60 إلى 120 جنيهاً على حسب حجمه ونوعه، السوبر بـ120 جنيهاً هذا العام، وبدأ الإقبال عليه منذ أيام، حيث إننا نلجأ لشراء أكثر من طن ونبيع طناً كاملاً فى الموسم الواحد».
لم يختلف الحال كثيراً فى مدينة بلطيم، قبلة تجار الجملة والتجزئة لشراء الأسماك، كما يتوافد الآلاف من أبناء المحافظات لشراء الفسيخ الجاهز، ويُقبل عليه جميع الفئات والمشاهير، واشترى الشيخ الشعراوى رحمه الله، الفسيخ من أحد محالها، كما أكد على كشكوشة، أحد أقدم الفسخانية بالمدينة.
وعن أسعار الفسيخ هذا العام، يقول «كشكوشة»: «الأسعار السنة دى مرتفعة، بتتراوح ما بين 50 للحجم الصغير جداً إلى 125 للحجم السوبر اللى بتزن الفسيخة أو الاثنين كيلو، بس الناس حريصة على شرائه لأنه وجبة أساسية كاملة للأهالى فى شم النسيم تحديداً.