منى مكرم عبيد فى معهد ويلسون بواشنطن: أمريكا فقدت احترامها بسبب دعمها لـ«مرسى»
تحت عنوان «مأزق مصر بعد ثورتين» عقد مركز ويلسون مؤتمراً بالعاصمة الأمريكية واشنطن حضره العديد من الدبلوماسيين المعتمدين لدى أمريكا وأكاديميون وباحثون سياسيون، وكانت الدكتورة منى مكرم عبيد البرلمانية السابقة المتحدث الرئيسى أمام المؤتمر الثامن عشر الذى يخصصه معهد ويلسون حول مصر خلال عامين، حسب ما أوضحت مديرة برنامج الشرق الأوسط بالمعهد هيلى أسفندرى، أثناء تقديمها للنقاش.[FirstQuote]
وقالت الدكتورة منى مكرم عبيد إن الولايات المتحدة خسرت الكثير من رصيدها واحترامها، ليس فى مصر فقط، لكن فى المنطقة، بسبب اتخاذها مواقف مساندة لرئيس لا يتمتع بالشعبية فى الوقت الذى كان عليها أن تساند الشعب المصرى الذى قال كلمته، مطالباً برحيل «مرسى» وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وكان عليها أن تحذو الطريق الذى سلكته عندما انحازت لرغبة الشارع عندما طالب برحيل «مبارك» فى 2011.
وأضافت أن الجيش تدخل لحماية مصر من حرب أهلية ولم يكن يسعى إلى السلطة، وأن الفريق أول عبدالفتاح السيسى ليس كما تسعى بعض التصنيفات لتشبيهه بالرئيس جمال عبدالناصر، فالواقع والحقيقة تقول إنه حاول مع «مرسى» حتى اليوم الأخير، لكن «مرسى» لم يستمع إلى صوت 30 مليون مصرى فى الشوارع والميادين. وقالت إن «مرسى» فشل فى كل شىء، فكان هذا الانفجار الشعبى الذى سبقته حملة توقيعات مطالبة برحيله أطلقتها حركة تمرد، التى تمكنت من جمع 22 مليون توقيع مطالب برحيل الرئيس، وهى أعداد ضعف من صوّتوا لـ«مرسى» فى انتخابات رئاسة الجمهورية. وأوضحت أن الإعلام الأمريكى كان ينقل الصورة من جانب واحد ولم ينقل الصورة كاملة للعنف الذى شهدته مصر، مشيرة إلى أن العملية السياسية فى مصر الآن محدّدة بخارطة طريق معلَنة وأن لدى الجميع إصرار على استكمال التحوّل الديمقراطى.
وقالت «منى» إن ما لا يدركه الكثيرون هنا فى الولايات المتحدة أن المصريين أصبحوا لا يعرفون الخوف، وأن هناك العديد من التغيرات طرأت على الشخصية المصرية تستحق الرصد خلال العامين الماضيين، فالمصريون أصبح لديهم وعى سياسى بالغ بكل ما يدور فى وطنهم ومستقبله، واستعادوا الكثير من معانى المواطنة فى 30 يونيو، حيث تَشَارك المسلمون والأقباط فى كل شىء، وعندما أعلنت خارطة الطريق كانت بحضور شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، الذى يمثل المرجعية الرئيسية، ليس للمسلمين فى مصر وحسب، ولكن فى العالم الإسلامى أجمع، وكذلك البابا تواضروس الثانى بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية التى يخضع لولايتها المسيحيون فى العديد من البلدان، وليس مصر فقط، بالإضافة إلى الدكتور محمد البرادعى، وهو ركيزة ثورة يناير، وحزب النور، وهو أحد مكونات تيار الإسلام السياسى فى مصر. وأعربت عن استنكارها للصمت الأمريكى على العنف الذى يمارَس ضد المصريين والأقباط فى صعيد مصر، حتى يظلوا بعيدين عن المشاركة السياسية وفرض الجزية عليهم من قِبل الإسلاميين، بينما نسمع تساؤلات: هل هى ثورة أم انقلاب؟ وهل «السيسى» هو جمال عبدالناصر؟ وأشياء من هذا القبيل، مستدركة: ما حدث فى مصر كان له مقدمات عديدة لم تُخطئها عين المتابعين، وأن شعب مصر يتمتع بالوطنية والكرامة، ومصر هى جوهر التغيير الجيوستراتيجى الذى تشهده المنطقة، والمصريون خرجوا فى 30 يونيو لاسترداد الكرامة واستقلال القرار الوطنى، والجيش انحاز لشعبه.
ومضت قائلة: فى عهد «مرسى» انتزعت حقوق المرأة المصرية، وكانت تُصاغ مهازل فى شكل قوانين ليس لها علاقة بالإسلام، كالترويج لعادات غريبة مثل زواج القاصرات والأطفال عند تسع سنوات. لافتة إلى أن المرأة المصرية كانت جزءاً رئيسياً من حركة التغيير التى شاهدتها مصر فى جميع ثوراتها سواء ثورة 1919 أو ثورة يناير 2011، وكان حضورها بارزاً فى 30 يونيو 2013.
وأوضحت أن مصر تمر بتوقيت دقيق تسعى لتعديل المسار وتعديل الدستور، لكى يكون معبراً عن المجتمع بكل مكوناته، وهى عازمة على الانتهاء من إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، بالتزامن مع وضع أمنى بالغ الصعوبة فى ظل فوضى سلاح، وأضافت: الكل شاهد المواجهة التى جرت فى منطقة كرداسة، فضلاً عن المواجهات الجارية فى سيناء بين الجيش والتنظيمات الإرهابية المتعددة، ومن بينها تنظيم القاعدة الذى يتزعمه أيمن الظواهرى، الذى كان شقيقه أحد الداعمين الرئيسيين لـ«مرسى».
وأضافت: الإخوان لم يطلقوا أى إشارات برغبتهم فى الانضواء تحت المظلة السياسية التى تشمل المصريين جميعاً الآن، وتاريخهم يحمل فصولاً من العنف والإرهاب، وسعينا لأن يكون هناك حوار وطنى نخرج منه بأرضية مشتركة ومساحة مشتركة من الاتفاق، وأن نركز على ما يجمعنا وليس على اختلافاتنا، لكن لم يتحقق ذلك.