عربة قلاب تنقذ العجوز من «الشحاتة»: «عشان بناتى»
عم محمد رحلة كفاح متواصلة
عربة قلاب محمّلة بالبضائع يجرها عم محمد عبدالفتاح ببطء شديد فى شارع المغربلين بالدرب الأحمر بالقاهرة، يقاوم حملها الثقيل الذى تجاوز عدد سنوات عمره الـ70، يمسح عرقه محتفظاً بابتسامة الرضا رغم كل عناء اليوم، لكنه فخور بها بعد أن ودّع سنوات «الشحاتة»، ليبدأ صفحة جديدة بمبلغ اشترى به العربة، وقرر أن تكون باب رزقه الوحيد: «كله عشان بناتى، مش عايز حد يعايرهم». 5 فتيات خرج بهن من الدنيا، زوّج اثنتين منهن، منتظراً استكمال فرحته بالأخريات: «ساكن بالإيجار عند الراجل اللى شغال عنده، ومش عايز حاجة غير إنى أعيّش بناتى كويس»، يجاهد حتى آخر نفَس، لا يرفض أى مشوار مهما كان بعيداً: «بشتغل على قد قوتى، بفضل أجرّ العربية شوية، وأقف أريح شوية، ما بقولش لأ»، لا يشترط على الزبون دفع مبلغ محدد على نقلته يكتفى بما يضعه فى يده ثم يحمد ربه على عطاياه: «فيه اللى بيدّينى 10 وفيه اللى بيراضينى بـ30 أحسن من مفيش». يحكى أنه فى شبابه كان يعمل فى مصنع تعبئة سكر، لكن صاحب العمل استغنى عنه فجأة بعد تراجع السوق، واضطر أن يمد يده حتى ينفق على فتياته، وظل لسنوات على هذا الحال حتى عاد يعمل بيده من جديد: «كنت الأول على باب الله لا صنعة ولا شغلانة»، سنوات شقاء عاشها يحارب ظروف الحياة وغلاء الأسعار، يقاوم من أجل أسرته، متمنياً لو كان لديه ولد يتقاسم معه الحمل: «شبعت من الدنيا خلاص ومستنى آخرتى».
«عم محمد»: «صاحب العمل طردنى فاضطريت أمد إيدى»
ينتظر عم محمد شهر رمضان من كل عام لما يحمله من خير وبركة: «الشغل فيه بيزيد، الكل بينزل يشترى وربنا بيراضينا فيه»، يشيد به «مصطفى» صاحب محل جملة: «طول عمره شقيان، والكل بيحنّ عليه عشان ظروفه».