محمد خيرى يكتب: مصدقتش نفسى
محمد خيرى
منذ أول يوم فى دخولى لجريدة «الوطن» منذ ست سنوات، وأنا أعتبر أنه بيتى، خاصة أن هذه هى التجربة الأولى لى على المستوى المهنى، ولكن للمفارقة لم أكن أنوى العمل فى المجال الصحفى حينما ذهبت إلى جريدة «الوطن»، ولكننى كنت أريد أن أعمل فى وظيفة مثل أى شخص لديه عمل وروتين يومى من أجل مواصلة الحياة، ولكن حينما بدأت فى التعرف على الأشخاص واحداً تلو الآخر، وبدأ الحلم الصحفى يراودنى، عانيت من البعض الذين يصدرون لى طاقة تشاؤمية ولا يريدون أن أنجح وهذا كان يحفزنى أكثر مما يؤثر علىّ.
ولكننى أرى أننى محظوظ أكثر من أى شخص، خاصة بعد أن رزقنى الله بأشخاص يريدون مساعدتى حقاً، وكان أولهم أستاذ محمود مسلم، رئيس التحرير، الذى منحنى الفرصة الأكبر فى حياتى، وأستاذ إيهاب الخطيب، مدير تحرير الرياضة، الذى أعتبره، بعد الله، هو من له الفضل فى كل ما وصلت إليه وكل ما هو قادم أيضاً، وبالتأكيد، الأستاذ محمد يحيى، رئيس القسم، الذى احتضننى وعلمنى، والخال عادل عزام الذى أعتبره من أساس عوامل مجاحى، ثم زملائى فى القسم الرياضى الذين ساعدونى كثيراً ولم يبخلوا علىّ بأى نصيحة، للدرجة التى تجعلنى لم أكن أصدق ما وصلت إليه الآن.
الأمر تطور سريعاً، حين كنت أتمنى فقط العمل فى الجريدة، لأصبح صحفياً داخل مؤسسة كبيرة مثل «الوطن»، بالطبع واجهت صعوبات كثيرة وعديدة، ولكنى دائماً كنت أراهن نفسى على النجاح والوصول إلى ما أريد، كنت أرى كل زملائى فى قسم الرياضة وأنظر إلى نفسى لأقول «هو معقول فى يوم من الأيام سأصل إلى هذا».
ويجب أن أكرر مرة أخرى أننى محظوظ، فعلاً محظوظ، أن الله رزقنى أيضاً بشخص يصحح لى كل ما أخطئ، يجب أن أتحدث عن إبراهيم منصور، زميلى داخل القسم الرياضى، الذى دائماً كان يدعمنى ويتحدث تجاهى عن المعاناة التى عاشها هو الآخر فى بداية عمله كى يصبح من أهم الصحفيين الآن، ودائماً يتحدث لى اصبر سوف تصل إلى ما تريد كان وماز ال يقف بجانبى فى كل شىء للدرجة التى تجعل الجميع يندهش.
وأعود مرة أخرى إلى أجمل ذكريات داخل «الوطن»، كان كل يوم يزيد الطموح بداخلى وكان الجميع من حولى إلا القليل، يحمسوننى ويتحدثون أننى قادر على أن أصبح صحفياً ناجحاً فى يوم من الأيام، كنت دائم التحدث مع الذين لهم باع كبير فى الصحافة من أجل التعلم ومعرفة كيف أصل إلى المعلومة أو أصنع الخبر، عانيت كثيراً لكى أحقق حلمى، كنت أعمل يومياً 16 ساعة، من التاسعة صباحاً حتى 12 مساء، لمدة عامين ولكن كان لدى يقين أننى سأصل إلى ما أريد.
ولكنى الآن بعدما أتم «الوطن» عامه السادس وأنا داخل جدرانه، أشعر بالفخر والغيرة عليه ولا أريد رؤيته إلا وهو رقم واحد بين الجميع، وأشعر بسعادة شديدة حينما أرى الأشخاص يقرأونه فى الشارع وأقول بداخلى هذا تعب وشقا 6 سنوات، وحينما يتناول الإعلام الأخبار بداخله، أسعى وأتحدث للجميع أننا دائماً رقم واحد بين الجميع لحبى الشديد للمكان الذى تعلمت بداخله كل شىء واعتبره بيتى فعلاً.