أوراقهم تحكي| الجواري في قصور "الخديوي" ودروس عبده الحامولي للرقص
الأمير محمد علي خلال أحدى التشريفات الرسمية
اقترب من العرش ولكنه لم يجلس عليه، وكان مشغولاً بالشئون العامة رغم حساسية مركزه فضلاً عن مشاركته في الأحداث السياسية التي أوقعته في أزمات مع الملك فاروق.
الأمير محمد علي توفيق الذي شغل منصب ولي العهد مرتين، الأولى للملك فؤاد إلى أن بلغ فاروق سن الرشد والثانية للملك فاروق حتى أنجب ابنه أحمد فؤاد في يناير عام 1952، وعقب سقوط الأسرة الملكة، قضى ولي العهد باقي حياته في سويسرا حتى وفاته عام 1955.
وكتب محمد على توفيق المولود بقصر القبة في عام 1875 ذكرياته ونشرها عام 1950 في صحيفة "المصور"، في عددها الصادر في أبريل عام 2005، منذ نشأته في قصر القبة ومعايشة الأميرات والجواري داخل القصور، والصورة المأخوذة عن تعاستهم داخها، فيقول :"أباه الخديوي توفيق علم بمولده من هتاف الفرح المتصاعد من أفواه أميرات قصر القبة الذي بني في منطقة زراعية بالقرب من المطرية، وتربطه بالقاهرة طرق تجتازها الحمير والجمال".
واستكمل: "حياة الجواري والأمراء في القصر كانت هانئة ونعموا بحياة جيدة وأقاموا في جناح مخصص لهم، ولم يحدث وأن بيعت جارية دخلت القصر الخديوي، فالتقاليد كانت تقضي بعتقها وتوفير أسباب الراحة لها وإغداق النعم عليها وصرف معاش لها طوال حياتها سواء تزوجت أم لم تتزوج، موضحاً أن أسواق الرقيق الأبيض والأسود لم تكن في مصر بل كانت في السودان ودنقلة والحبشة".
"الجارية البيضاء تتعلم القرأة والكتابة والرقص والغناء والموسيقى وقد تصبح زوجة للأعيان والأمراء والبشوات، وكان عبده الحامولي والليثي ومحمد عثمان أساتذه الغناء في القصر، ويعلمون السيدات الرقص التركي الجميل الذي يشبه الباليه"، وفق ذكريات الأمير محمد علي توفيق.
واستطرد: "كانت هناك عادة متبعة بين الأميرات حيرت حيرت الأمير محمد علي وهو في طفولته، حيث كن يرتدين أثواب محلاه بفراء أبيض صيفاً وشتاءاً، ففهم فيما بعد أن الفراء الأبيض شارة الأميرات المتزوجات فقط، فضلاً عن لقب قايدين أفندي، الذي عرفت فيما بعد أنه السيدة الكبيرة، وحازت عليه في قصر الحلمية والدة إلهامي باشا أجمل رجل عرفته مصر، وهو جد محمد علي توفيق لأمه".
ويحكى محمد علي توفيق عن والده الذي عرف بأنه ضعيف، نافياً عنه تلك الصفة قائلاً: "إن أبرز صفات أبي توفيق تتلخص في الاستقامة، وأن استقامته كانت شيئاً مدهشاً في هذا العالم الذي يسيطر فية النفاق، ولم يكن يتصور النفاق عند الغير وهذا ما سبب له متاعب كثيرة وجعل البعض يتهمه بأنه رجل ضعيف".