جنازة عسكرية مهيبة بمدينة الرحمانية لشهيد الشرطة ضحية الإرهاب بالعريش
وسط مشاعر حزينة وغاضبة، وفى جنازة عسكرية مهيبة، شيع الآلاف من أهالى مدينة الرحمانية بمحافظة البحيرة، أمس الأول، جثمان الشهيد الشحات فاروق فاروق عبدربه، فرد الشرطة بقسم ثالث العريش، الذى لقى ربه متأثراً بإصابته برصاصات الغدر والإرهاب، على يد مسلحين تابعين للجماعات الإرهابية.
تقدم الجنازة اللواء نبيل عبدالفتاح، نائب مدير الأمن، واللواء طارق عجمى، مساعد مدير الأمن، وسمير قاسم، رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة الرحمانية، والعميد عصام نوار، مأمور مركز شرطة الرحمانية، وحشد كبير من أهالى وأسرة وأقارب وأصدقاء الشهيد بمدينة الرحمانية.
ساد الحزن الشديد المدينة الهادئة التى خرجت عن بكرة أبيها، لتشارك فى وداع الشهيد ضحية الإرهاب والغدر والتطرف، وغطى الوجوم ميدان «ابن النفيس» بالمدينة، الذى أقيمت به صلاة الجنازة لتعذر إقامتها داخل مسجد «ابن النفيس» لكثرة المشيعين، الذين توافدوا من كل صوب وحدب لوداع الشهيد إلى مثواه الأخير، وسط بكاء حار من أهله حزناً على فراقه، وفى ظل هتافات غاضبة وعدائية ضد جماعة الإخوان المحظورة، منها: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله»، و«الله أكبر لا إله إلا الله»، و«الإخوان أعداء الله».
ظهر والد الشهيد فاروق عبدربه، بالمعاش، متماسكاً، وثابتاً، يكسوه الصبر والجلد، محتسباً ابنه شهيداً عند الله وفى جنة الخلد بإذنه، وقال وهو يغالب دموعه، ممسكاً بجثمان ابنه قبل أن يوارى الثرى، «ابنى حبيبى قتلك المجرمون»، «حسبى الله ونعم الوكيل».
شقيقه الدكتور إبراهيم فاروق عبدربه، أصر على أن يؤم المصلين فى صلاة الجنازة، وبدا هو الآخر متماسكاً متحلياً بالصبر، وقال: «الخونة المجرمون قتلوا شقيقى، ولا بد من معاقبتهم على جرائمهم الدنيئة، حسبى الله ونعم الوكيل».
وألقى الشيخ طه كشاف، إمام وخطيب بالأوقاف، وأحد أصدقاء الشهيد، خطبة قبل صلاة الجنازة على الشهيد فاروق فاروق عبدربه، أكد فيها أنه يحق لجميع أبناء ومواطنى الرحمانية، أن يفخروا بابنهم الشهيد الذى راح فداء لله وللوطن.
وقال الشيخ طه كشاف لـ«الوطن»: إنه يتذكر الشهيد بكل خير وكان آخر موقف حدث بينهما قبل عيد الفطر بيومين، فى محل الملابس الذى تمتلكه الأسرة بمدينة دسوق، والذى كان يقف فيه أثناء إجازته من العمل بالداخلية، حيث باع لى الملابس بأسعار الجملة.
وأشار جمال حمدى، أحد أصدقاء الشهيد، إلى أنه كان دمث الخلق محبوباً من الجميع، حريصاً على خدمة الكل والتواصل مع أهالى المدينة، وكان خاطباً ومقرراً أن يتزوج بعد عيد الأضحى المبارك، لكن القدر لم يمهله ليتم نصف دينه، وأحتسبه شهيداً عند الله.
جمال حامد الشريف، زميل الشهيد فى العمل بقسم ثالث العريش، وابن مدينة الرحمانية، قال لـ«الوطن»، إن الشهيد الشحات خرج فى الساعة السابعة صباح الجريمة الدنيئة مع 3 من زملائه بالعمل، متوجهين إلى المخبز المجاور لقسم الشرطة من أجل إحضار الخبز لتناول الإفطار، بعد أن أنهوا عملهم بالفترة المسائية، وفى طريقهم إلى السكن.
لكن أيدى الغدر والإرهاب كانت فى انتظارهم، حيث خرج عليهم مسلحون فى طريق عودتهم من المخبز، وأطلقوا عليهم وابلاً من الرصاص، ما أدى إلى استشهاد الشحات، رفيق الدرب وصديق العمر وابن بلدى، الذى كان ينتظر لحظة الاستشهاد بفارغ الصبر، وكان رافضاً بشدة تصرفات الجماعات الإرهابية التى تعبث فى البلد بأيديها الملوثة بالتطرف والإرهاب.