فريق علمي روسي أردني ينجح في ابتكار آلية جديدة لتطوير المفاعل النووي
يتخرج كل عام من جامعات روسيا آلاف الطلاب الروس والأجانب، ويشكل الطلاب العرب ثالث أكبر فوج من الموفدين إلى الدراسة في روسيا الذين يبلغ عددهم الآن نحو 12 ألف شخص قدموا من 19 بلدا من بلدان العالم العربي، بحسب "سبوتنك".
وتتميز الجامعة الوطنية للبحوث النووية "ميفي" بكونها واحدة من أفضل الجامعات الروسية في مجال الفيزياء النووية الروسية والتي لا تدرس في أي مكان آخر في العالم.
وقد نجح فريق عمل من الطلاب فى ابتكار آليه جديدة لتطوير المفاعلات النووية وكان من بينهم باحث الدكتوراه أيمن عاهد أبو غزال الفلسطيني الأصل الحامل للجنسية الأردنية انخرط في سلك التدريس مدة عام واحد، لكنه كان يطمح في استكمال دراسته، ونجح عام 2014 في الحصول على درجة الماجستير في هندسة الفيزياء النووية والتقنية في روسيا الاتحادية.
يقول: "اقترح عليّ الأستاذ المشرف موضوعا غريبا للرسالة العلمية لم يكن واضحا في البداية فبدا لي صعبا جدا، والذي يتلخص بدراسة طريقة جديدة في مجال الفحوصات غير اتلافية لمواد المفاعلات النووية، موضحا أن المواد التي تستخدم في صناعة المحطة النووية مواد خاصة ولا بد من أن تخضع لفحوصات دورية لكافة أجزائها قبل تشغيل المفاعل وفي أثناء تشغيله وبعد إنهاء خدمته وذلك بعدة طرق، أهمها الفحص باستخدام الموجات الصوتية وباستخدام أشعة جاما، واشعة إكس راي، وبرادة الحديد الممغنطة ومعظم هذه الطرق باهظة الثمن.
وتابع أيمن: "تتميز طريقتنا والتي تقوم على مبدأ إلكتروفيزيائي بكونها ليست فقط منخفضة التكلفة وإنما هي الطريقة الوحيدة التي تعمل في قلب المفاعل النووي في أثناء التشغيل، أما باقي الطرق لا تقدم تشخيص واضح بسبب عوامل خارجية مؤثرة، مثل الجرعات الإشعاعية والحرارة العالية.
وأضاف أن المشرف على التجربة اقترح أن يقوموا بهذه الطريقة في مختبر ثم في مكان حقيقي، لكنه كطالب أجنبي لم يسمح له بإجراء تجارب نووية داخل منشأة مفاعلات للأبحاث النووية، فقرر تقديم طلب إلى شركة روس أتوم وبعد دراسة الطلب تم تحويله إلى رئيس قسم الفحوصات باستخدام النيوترونات الحرارية في مدينة "دوبنا".
انتظر أيمن سنة ونصف لحين الحصول على الموافقة من مفاعل "دوبنا" الواقع في ضواحي موسكو، فواجه تحد جديد وهو تأمين الأجهزة والأدوات والمعدات للقيام بالاختبار.
وفور الحصول على الموافقة شرع في تصميم جهاز الاختبار من أبرز ميزاته أن تكون نظم الاستشعار يديوية ويتراوح حجمها بين 1 و2 ملم فقط وتسمح بتركيبها في أي مكان يصعب الوصول إليه عمليًا، ويشمل ذلك مناطق الاتصال والربط بين المعدات عن طريق اللحام.
وقال أبو غزال: "قمنا بأول تجربة في شهر أكتوبر، وتم الاتفاق على تعريض العينة (قطعة من مواد المفاعلات النووية) من جهة واحدة لقوة شد تبدأ من 50 ميجاباسكال ثم زيادة قوة الشد لـ100 ثم 150 حتى تنقطع العينة.
وبعد الانتهاء من تجربة الطريقة الجديدة، قمنا بتحليل البيانات، واستطعنا عند قوة شد تتجاوز الـ200 ميجا للعثور على الشقوق الجنينية أثناء التشوه البنيوي المتدرج لعينة من سبيكة الصلب المستخدمة في صناعة المفاعلات النووية، وتنبأنا أيضا بمكان ولحظة ظهور تشقق جنيني، قبل 6 أو 7 ساعات من انقطاع العينة.
يذكر أن أبو غزال مثل قسمه الأكاديمي في مؤتمرات عدة داخل روسيا، وتم نشر نتائج تجربته في مجلات عالمية مرموقة.
تعليقات الفيسبوك