بالفيديو| حارس معبد الأقصر: أصبح بيتا للعناكب.. والعمدان الفرعونية سكنتها الغربان
''خاوية على عروشها''.. وصف يليق بحال معابد الأقصر، المدينة الأثرية الأولى في العالم، التي كان يأتي لها السياح من كل حدب وصوب، ليشاهدوا تراث أعظم الحضارات في التاريخ.
معابد الأقصر، التي كانت تكتظ بالسائحين طوال العام، ولم يكن بها موطئ لقدم من الازدحام، أصبحت بيوتا للعناكب ولم يعد يسمع فى بهوها سوى نعيق الغربان، الذى اختلط بهديل الحمام، الذي جعل من أعمدة المعبد مسكنا.
يقول عبد الموجود عبد الحق، 45 سنة، حارس بمعبد الأقصر "السياسة تسببت في خراب بيوتنا وبيوت عشرات الآلاف من أبناء المدينة، الذين يعتمدون في دخلهم بشكل رئيسي على السياحة، التي لم تعد مريضة بل ماتت إكلينيكا، وتحتاج لمعجزة لكي تعود للحياة".
عبد الحق، الذي يعول أسرة من 5 أشخاص، يعمل بمعبد الأقصر منذ 16 عاما، يرى أن العامين الماضيين مثلا انتكاسة حقيقة للقطاع السياحي بأكمله، حيث توقفت الحياة تماما في المدينة التث كانت لا تنام حتى الساعات الأولى من الصباح، في وجود الآلاف من السائحين الذين كانوا يتشوقون لزيارة الأقصر.
وأضاف "منذ تسلمي لورديتي الصباحية لم يدخل المعبد سوى 6 سائحين، 4 أسبان ويابانيين، أصبحنا نعد السائحين الذين يزورون المعبد باليد الواحدة أحيانا لقلة عددهم، وأصبحت أنا وزملائي ينتابنا شعور أننا نعمل في صحراء جرداء وليس في أحد أهم المعابد الأثرية في العالم".
ويتذكر عبد الحق، الأيام الخوالي في نهاية العقد الماضي، حيث كان المعبد يستقبل أكثر من 5 آلاف سائح في اليوم الواحد، وكان "الكل بيسترزق والبلد بيدخلها دخل كبير وحتى الشحاتين تركوا عملهم أمام ساحات المعبد بسبب عدم وجود سائحين".
ويكمل: "بائعو العاديات الفرعونية والعمال وسائقي التاكسي والحنطور والمراكبية تراكمت عليهم الديون، وبعضهم اضطر لتغيير مهنته برغم أنهم ورثوها عن آبائهم وأجدادهم".
وحمل عبد الحق، جماعة الإخوان، جزء كبير من تدهور السياحة في مصر، حيث إنهم خلال فترة حكمهم "اهتموا بمشاكل غزة وسوريا وتركوا مشاكل السياحة التي تدر دخلا كبيرا على البلاد".
ويتذكر عبد الحق، زيارة الدكتور محمد مرسي للمعبد في بداية فترة حكمة، حينها داعب عدد من الحفراء والعمال قائلا "شدوا حيلكم ياصعايدة انتم اللي هتحروا القدس"، معقبًا: "لم يكن يعلم الدكتور مرسي أن همنا الأول هو أن تحل مشاكل السياحة حتى نعود في نهاية اليوم محملين بالخضار والفاكهة واحتياجات المنزل، كما كان يحدث في السابق".
ويتمنى عبد الحق أن تعود السياحة من جديد، مطالبا القائمين على القطاع ببذل ما في وسعهم من أجل إقناع السائحين في العالم للعودة لزيارة المدينة، التي أصبحت كعروس ترتدي الملابس السوداء.