لا يوجد مواطن مصرى لديه أدنى درجة من درجات الوعى بأمن وأمان بلده، يرتضى هذه الكراهية الحقيرة التى تنضح بها قلوب أعضاء جماعة الإخوان المتأسلمة ضد الجيش المصرى، ولا أتصور أن هناك مواطناً واحداً فى هذا البلد -من غير أعضاء هذه الجماعة- يطيق الصبر على استمرار المؤامرات الإخوانية ضد القوات المسلحة، وأخشى ما أخشاه الآن أن ينفد صبر هذا الشعب ويتصدى بنفسه لهذه الضباع الإخوانية التى أدمنت طعن هذا الوطن فى أغلى وأعرق مؤسساته وعلى رأسها مؤسسة الجيش.
آخر هذه الطعنات جاءت أمس من شخص اسمه عبدالله الحداد، هو الشقيق الأصغر لجهاد الحداد وابن القيادى الإخوانى المعروف عصام الحداد، فقد صرح لوسائل إعلام غربية -من محل إقامته فى «لندن»- بأنهم يستعدون للنزول إلى ميدان التحرير فى قلب القاهرة لتطهيره من «دنس» الفلول وإعادته إلى روحه الحقيقية، وإرغام الجيش على العودة لعقيدة 6 أكتوبر بالعودة إلى ثكناته. وفى اليوم نفسه -أمس- نشر الجهادى المعروف ياسر السرى -من مقر إقامته فى لندن أيضاً- على صفحته الرسمية بموقع الفيس بوك، كلمة طالب فيها الإخوان وأتباعهم بعدم ترك الميادين لحين الإفراج عن الرئيس المعزول.. وأضاف فى كلمته: «لا بد من اللجوء إلى الشرعية الثورية من أجل تطهير البلد من القضاء والإعلام والجيش والشرطة والعمل بجد من أجل تطبيق شرع الله».
نعم، هذا هو ما يريده الإخوان و«الجهاديون» التكفيريون الذين لا أشك لحظة فى أنهم يعملون لحساب أجهزة مخابرات معادية ستجنى فوائد ضخمة من «تطهير مصر من القضاء والإعلام والجيش والشرطة»، وإذا كان هناك من يظن أن كلام «ياسر السرى» لا ينبغى الخلط بينه وبين تحركات وتصريحات أعضاء الإخوان، فإنى أذكر الجميع بالمعارك الضارية التى شنها تنظيم الإخوان على «القضاء والإعلام والجيش والشرطة» خلال العام الذى حكموا فيه مصر.. وأطالب الجميع بالعودة إلى تصريح محمد بديع مرشد الإخوان، الذى وصف فيه جنود مصر بأنهم «طيعون وخاضعون لقادة فاسدين».
الأهم من ذلك كله أن الإخوان يحاولون منذ ثورة 30 يونيو تبرير كراهيتهم للجيش المصرى، بأنها مجرد كراهية طارئة لقادة القوات المسلحة الذين وقفوا مع الشعب فى ثورته ضد رئيسهم، ولكن كل حقائق التاريخ تثبت بما لا يدع مجالاً لأى شك، أن هذه الكراهية ولدت مع مولد هذا التنظيم الغامض الذى أسسه شخص أكثر غموضاً هو حسن البنا، تحدث عشرات المرات فى «أحاديث الثلاثاء» المنشورة والموثقة، عن حلمه بإعداد 300 ألف أخ مدرب على حمل السلاح، لكى يخوض بهم معارك إخضاع غير المؤمنين من أمثالنا.
والمثير أن الإخوان بعد وصولهم إلى حكم مصر بذلوا أقصى ما يستطيعون لتسريع تشكيل جيشهم الخاص، وحاولوا جاهدين زعزعة استقرار الجيش وإشاعة الفتن والدسائس بين قياداته.. ولكن عين الله الساهرة ألهمت قادة هذه المؤسسة الوطنية العظيمة القدرة على تفادى هذه المؤامرة الخسيسة، والإفلات مع الشعب كله من مصير كارثى كان ينتظرنا على أيدى هذه الجماعة الماسونية الخائنة.
لهذا كله ينبغى علينا جميعاً أن نجعل من الغد الموافق 6 أكتوبر، يوماً تاريخياً مهيباً لاستعادة إرادة النصر وفرحة الانتماء إلى وطن كان قاب قوس واحد من أن نفقده إلى الأبد.. إذا استمر هذا التنظيم الخائن عاماً واحداً فى الحكم.