نواب: مصطفى الجندي يتمتع بفرص قوية للفوز برئاسة "برلمان إفريقيا"
مصطفى الجندي
أكد نواب وخبراء في الشأن الأفريقي أن النائب مصطفى الجندي، المرشح المصري على رئاسة البرلمان الأفريقي، ومرشح شمال أفريقيا على المنصب، يتمتع بفرص قوية في الانتخابات التي من المنتظر أن ينافسه فيها مرشحان من قطاعي وسط وجنوب أفريقيا، وأشادوا بأوجه الدعم المختلفة التي تتحرك فيها الدولة المصرية لتعزيز فرص "الجندي" في السباق على المنصب الهام.
وغادر 4 من أعضاء لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب المصري، بداية الأسبوع الجاري، إلى مقر البرلمان الأفريقي في جوهانسبرج عاصمة جنوب أفريقيا، لدعم المرشح المصري، فضلا عن لقاءات واتصالات أجرتها وزارة الخارجية مع سفراء أفارقة لدعم الجندي.
ملفات تنتظر الرئيس الجديد للبرلمان الإفريقي: توفير ميزانية جيدة للبرلمان.. مواجهة الإرهاب.. إنشاء محكمة إفريقية.. النهوض بقضايا التعليم والصحة والمرأة
وقال النائب حاتم باشات، عضو لجنة فض المنازعات بالبرلمان الأفريقي، إن مصر استعادت مقعدها في البرلمان الأفريقي في 2016 بعد انتخاب البرلمان المصري، بعد غياب دام 3 سنوات بسبب تعليق عضوية مصر منذ يوليو 2013 على خلفية أحداث ثورة 30 يونيو 2013 والإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن وصول المرشح المصري لرئاسة البرلمان الأفريقي، أمر مهم للغاية وتزداد أهميته بتزامنه مع رئاسة مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي للاتحاد الأفريقي في 2019 بما يؤكد عودة مصر لأحضان القارة الذهبية وأشقائها الأفارقة، وعودة الدور الريادي المصري داخل القارة السمراء.
وأوضح باشات، لـ"الوطن"، أن الرئيس الجديد للبرلمان الأفريقي سيواجه عددًا من الملفات المهمة، أبرزها عبء توفير ميزانية جيدة للبرلمان وزيادتها إن أمكن، متابعًا: "هناك 4 دول فقط يساهمون في مسألة الميزانية الخاصة بالاتحاد الأفريقي ويوفرون نحو 60% منها، وهي دول: مصر والجزائر ونيجيريا وجنوب أفريقيا، بينما بعض الدول الأخرى ذات العضوية في البرلمان الأفريقي تدفع مبالغ زهيدة، ودول أخرى لا تسهم بأي شيء على الإطلاق ولا تدفع مستحقاتها"، مشيرا إلى أن ملف محاربة الإرهاب يعد من الملفات المهمة أيضا، بسبب انتشار خطر الإرهاب في أنحاء أفريقيا، كذلك إنشاء محكمة أفريقية، والتنمية المستدامة، والطاقة والبيئة والأوزون والتعليم والصحة والمرأة، من خلال التنسيق مع البرلمانات الدولية والعربية.
وقال باشات إن الجندي يجري تحركات أفريقية مكثفة أملًا في الحصول على دعم أعضائها لرئاسة البرلمان الأفريقي، ومن ثم ستكون هناك تحركات مكثفة للوفد المصري لدعم الجندي، من خلال الحشد، وشرح برنامجه الانتخابي، خصوصًا وأنه يتمتع هو الآخر بعلاقات وطيدة مع الأفارقة.
فيما قال النائب السيد فليفل، رئيس لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، وعضو البرلمان الأفريقي، إنه طبقا للقواعد، يتوالى على رئاسة البرلمان الأفريقي ممثلين للأقاليم المختلفة، وبما أن إقليم شمال أفريقيا والتي من بينها مصر، لم يتول الرئاسة من قبل، فنحن نرى أن الفرصة مواتية لأن تتولى شخصية من شمال أفريقيا رئاسة البرلمان هذه الدورة.
وأضاف: "تبدو فرص الجندي قوية وواعدة وذلك لأسباب كثيرة، منها أنه كان موجودا في البرلمان الأفريقي منذ فترة طويلة وشارك في أعمالها من قبل بخلاف علاقات الصداقة التي تربطه بالنواب الأفارقة ولديه قدرة على التواصل الناجح مع النواب الأفارقة".
وتابع: "الأشقاء الأفارقة يعتمدون على الخبرات المصرية ولا شك أن هذا يصلح لحد كبير كثيرا من المشاكل القائمة في القارة عندما تتقدم مصر في مجالات تحتاجها القارة لا سيما مكافحة الإرهاب وفرض الأمن والسلم بالقارة وبرامج التنمية والنهوض بالتعليم".
وعن التخوف من ضغوطات قطر واسرائيل لتعزيز فرص أحد المرشحين الآخرين ضد المرشح المصري، قال فليفل إن عضوية البرلمان الأفريقي قضية أفريقية داخلية، ولا يجب السماح بأي تدخلات من دول أخرى معادية لأفريقيا أو لمصر.
باشات: الجندي يتمتع بعلاقات وطيدة مع مسؤولين ونواب أفارقة.. والفوز بالمنصب يعيد مصر لدورها الريادي داخل القارة
وقال النائب صلاح عفيفي، عضو لجنة القواعد بالبرلمان الأفريقي، إن هناك دعم قوى من الدولة المصرية لـ"الجندي" تمكنه من المنافسة على رئاسة البرلمان الأفريقي، وتمثّلت أبرز أوجه الدعم في تواصل وزارة الخارجية مع الدول الأعضاء بالبرلمان الأفريقي للتصويت لصالح المرشح المصري، إضافة إلى الاتصالات المكثفة التي يجريها الدكتور علي عبدالعال، رئيس مجلس النواب، واستقباله عددًا من السفراء الأفارقة ودعوتهم لتأييد الجندي، كذلك إرسال النائب كريم درويش، نائب رئيس ائتلاف "دعم مصر" للشؤون الخارجية، إلى جوهانسبرج لمتابعة الانتخابات عن كثب.
وأكد عفيفي أن وصول مرشح مصري لرئاسة البرلمان الأفريقي يعد مكسبًا كبيرًا للدولة المصرية، وبالتالي يجب مساندة هذه التجربة بكل قوة، مشيرًا إلى أن المرشح التونسي بعد خسارته أمام الجندي في انتخابات كتلة الشمال، أعلن عن دعمه وتأييده للمرشح المصري، كذلك نواب ليبيا في البرلمان الأفريقي أعلنوا دعمهم لمصر، وقرروا السفر مع النواب المصريين على نفس الطائرة.
وتابع: "نتوقع حضور 250 عضوا في البرلمان الأفريقي على الأقل، خصوصًا وأن هذه الانتخابات تُجري كل 5 أعوام، ونأمل في أن يتجاوز الجندي 150 صوتًا، وأكثر من ذلك، لأن مصر تبذل جهودا هائلة منذ عودتنا لأحضان البرلمان الأفريقي".
وأوضح عفيفي أن البرلمان الأفريقي مُقسم إلى 5 قطاعات، هي: "شمال أفريقيا، جنوب أفريقيا، وسط أفريقيا، غرب أفريقيا، وشرق أفريقيا"، مشيرًا إلى أن الرئاسة الحالية كانت من نصيب الكاميرون، ممثلة عن دول وسط أفريقيا، وبالتالي ترشحها مرة أخرى في الانتخابات الحالية قد لقى اعتراضات بعض الدول التي لم يسبق لها التمثيل، فضلًا عن أن الكاميرون سبق لها وأن طالبت في مؤتمر القمة الإسلامية الأفريقي الذي عقد بالسنغال تطبيق سياسة "التناوب" على منصب الرئاسة، وبالتالي عليها أن تطبق ذلك في البرلمان الأفريقي.
واستطرد: "قبل الانتخابات سيتم حسم هذه المسألة، لأنه في حال تطبيق التناوب ستخرج الكاميرون من المنافسة، كذلك يتردد أن جنوب أفريقيا قد تؤجل الدفع بمرشحها وهو حفيد نيلسون مانديلا، لحين إعداده بشكل جيد والدفع به بعد 5 سنوات في الانتخابات المقبلة، إلى جانب أنها دولة المقر ومن غير المقبول منافستها على المنصب".
عفيفي: في حال تطبيق نظام "التناوب" ستتعزز فرص المرشح المصري
وأكد عفيفي، في حال صدق هذه التوقعات، حيث الإلزام بفكرة "التناوب" على المنصب بين الدول، وعدم ترشح جنوب أفريقيا، ستكون فرصة مصر للوصول لمنصب رئاسة البرلمان الأفريقي قوية، لأن مصر تحظى بمكانة كبيرة لدى الأفارقة ونجاح القيادة الحالية في تغيير الصورة التي كانت سائدة قبل 30 يونيو، والتي ولدّت المشاكل للقيادة السياسية الحالية واستطاعت بجرأة القضاء عليها والعودة لأحضان القارة السمراء.
فيما قالت السفيرة منى عمر، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، إن العلاقة مع أفريقيا غير مرتبطة بتوقيت معين ومن ثم الاستمرارية فيها أمر لصالح الدولة المصرية، مؤكدة أن منافسة مصر على رئاسة البرلمان الأفريقي، فضلا عن رئاستها للدورة الجديدة في الاتحاد الأفريقي 2019، ستكون خير رسالة بأن مصر أصبح صوتها مسموعًا في أفريقيا، واستعادت دورها الريادي على أفضل وجه.
وأضافت أنه سيكون هناك تحركا قويا لمصر خلال الفترة المقبلة خصوصًا في ظل توجه الرئيس السيسي الجاد نحو أفريقيا، مشيرة إلى أن الدولة لديها خطة واضحة لاستغلال فترة رئاسة الاتحاد الأفريقي باعتبارها من الفرص الذهبية.
وعن فرص فوز النائب مصطفى الجندي، قالت عمر إن فرص وصوله إلى منصب رئاسة البرلمان الأفريقي "جيدة"، لا سيما وأن الرئيس الحالي عن الكاميرون ممثلًا لدول وسط أفريقيا، وبالتالي ترشحه مرة أخرى أمر يُضعف من فرص فوزه، لأن هناك دول تريد أن تحظى بنفس الفرصة، ومن ثم أصبح الدور على دول شمال أفريقيا والتي تمثلها مصر بعد الانتخابات التي أجريت بين دول الشمال وفاز فيها المرشح المصري في مواجهة منافسه التونسي بفارق كبير.