أسماء حسنى: مدارسنا غير جاهزة لخطة تطوير التعليم
أسماء حسنى
قالت أسماء حسنى، الرئيس السابق لهيئة تنمية صناعة تكنولجيا المعلومات بوزارة الاتصالات، الخبيرة التكنولوجية، إن المدارس المصرية غير جاهزة للتكنولوجيا الرقمية التى تسعى وزارة التعليم لتطبيقها فى العام الدراسى الجديد.
الرئيس السابق لـ«تكنولوجيا المعلومات»: لا توجد بنية تحتية تكنولوجية.. والإنترنت ليس متوافراً فى جميع المناطق
وأكدت «حسنى» فى حوارها لـ«الوطن»، أن تنظيم داعش والحوت الأزرق يدمران شبابنا من خلال مراقبتهم وتجنيدهم أثناء وجودهم على الشبكة العنكبوتية.. إلى نص الحوار.
كيف نستفيد من التكنولوجيا الرقمية فى تطوير التعليم فى ظل التوجه الجديد للدولة للاستغناء عن الكتب واستبدال التابلت بها؟
- لا توجد لدينا بنية تحتية فى منظومة التعليم الحالية التى تضم نحو 24 مليون طالب فى مرحلة التعليم قبل الجامعى، والمدارس الموجودة الآن غير جاهزة لتكون بها شبكة إنترنت، كما أن الإنترنت ليس منتشراً أو متوافراً فى جميع مناطق الجمهورية، وسعره يمكن أن يكون فوق طاقة وتحمل بعض أولياء الأمور، كما أن المدرسين غير جاهزين أو قادرين بعد للتعامل مع التاب أو التكنولوجيا بصفة عامة، ليس هذا فقط، بل إن بعض تلاميذ المدارس فى القرى والمناطق العشوائية يمكن أن يقوموا ببيع التابلت، كما أن بعض التلاميذ لن يبادروا بإصلاح التاب فى حال تعطله أو تعرضه للكسر، لكننى أعود وأؤكد أننا فى مصر تأخرنا كثيراً فى الاستعانة بالتكنولوجيا الرقمية فى مجال التعليم ومن المهم أن نبدأ.
ما المجالات التى يمكنها الاستفادة الآن من التكنولوجيا الرقمية؟
- تقدم ورقى أى أمة يبدأ من النجاح فى تحسين الخدمة التى يحصل عليها المواطن فى مجالى التعليم والصحة، وهو الأمر الذى حرص الدستور المصرى على الاهتمام به بتخصيص نسبة سنوية من الدخل القومى لهذين المجالين الأساسيين لتحسين حياة الفرد والمجتمع، والنجاح والفشل فى الصحة والتعليم يحددان مدى نجاح وفشل أى مجتمع، فمن خلال التكنولوجيا الرقمية يمكن أن نحد من سرقات الأدوية فى المستشفيات، ونعرف إذا ما كان المرضى يحصلون على الأدوية المقررة لهم أم لا، وهو الأمر الذى يوفر مليارات الجنيهات للدولة سنوياً، ليس هذا فقط بل إنه عن طريق التكنولوجيا الرقمية يمكن مراقبة جودة وتركيز المواد المستخدمة فى صناعة الدواء، كما أننى أحلم بأن الطفل المصرى عندما يولد يتم عمل ملف له على الكمبيوتر فى الجهات الصحية لمتابعة حالته من لحظة ميلاده حتى وفاته، كما أنه من خلال التكنولوجيا يمكن حصر ومعرفة الأمراض المنتشرة بين الناس ووضع خطط مواجهة هذه الأمراض.
«داعش» يتجسس على الشباب الأذكياء فى نوادى الإنترنت لتجنيدهم فى صفوفه
ما السبل التى يسلكها تنظيم داعش الإرهابى لاصطياد الشباب وتجنيدهم فى صفوفه؟
- داعش تستقطب الشباب الذكى من خلال مراقبتهم أثناء ممارستهم الألعاب الإلكترونية، سواء من خلال نوادى الإنترنت التى ينتشر فيها عناصر داعش التى يصعب التعرف عليها داخل هذه النوادى، أو من خلال التواصل معهم من خلال الشبكة العنكبوتية، وتقوم بالتواصل مع العناصر الشبابية الأكثر قدرة على التصويب والدقة فى إصابة الأهداف، ويقوم هذا التنظيم الإرهابى بتجنيد الشباب فى مناطق مختلفة من العالم مع التركيز على الدول العربية والإسلامية، إلى جانب اصطياد شباب من الدول الأوروبية وأمريكا، وهو الأمر الذى تابعناه جميعاً فى الحرب فى سوريا والعراق، حيث وجدنا أن تنظيم داعش نجح فى تجنيد الشباب العرب والمسلمين والأوروبيين من خلال شبكة الإنترنت، وإرسالهم للقتال فى سوريا والعراق، ليس هذا فقط بل إن هذا التنظيم الإرهابى استطاع تجنيد الشباب الأوروبى للقيام بأعمال إرهابية فى عدد من دول أوروبا، من خلال الذئاب المنفردة التى نجحت فى تنفيذ تفجيرات فى عدد من المدن فى فرنسا وبلجيكا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية.
هل ما زال لديك مخاوف من الحوت الأزرق على الشباب؟
- تدمير أى أمة يبدأ من تدمير عقول أبنائها، وهناك مخاطر تهدد شبابنا الآن من خلال الألعاب الإلكترونية والفن الهابط والإعلام الهدام والمخدرات، أما عن الحوت الأزرق فكان بداية ظهور هذه اللعبة عام 2013 من روسيا عن طريق شاب اسمه فيليب، الذى أعلن أنه سيقضى على الناس الذين ليس لهم أهمية، وانتشرت اللعبة بقوة عام 2016، وتقوم هذه اللعبة على الاستحواذ على عقل وفكر الشباب الصغير والسيطرة عليه، من خلال 50 خطوة عن طريق جمع البيانات والمعلومات الخاصة عن الشاب، أو عن أهله وابتزازه من خلال بعض المعلومات الخاصة التى تم جمعها عن الشاب أو عن محارمه، خاصة أمه أو أخته، والخطر سيظل قائماً سواء بسبب الحوت الأزرق أو غيره من الألعاب التكنولوجية الأخرى، فى ظل انشغال الأهالى عن متابعة وتربية أولادهم والاكتفاء فقط بتوفير المال، وهو ما يؤدى إلى وجود أجيال هشة فى التفكير وعقولها فارغة يسهل السيطرة عليها، وأحذر هنا من أن المخاطر التى دخلت حياتنا عن طريق التكنولوجيا هى أخطر من الاحتلال الأجنبى، وأشير هنا إلى أن قرار النائب العام بحجب المواقع التى تعرض لعبة الحوت الأزرق هو قرار الصح فى الوقت الصح، لأنه يجب حماية شبابنا من هذه المخاطر، وهذا القرار مهم جداً لحماية الأمن القومى لمصر.
كيف نحمى أولادنا من هذه المخاطر؟
- أطالب الأسر بالرقابة على أولادهم من خلال مراقبة ما يفعلونه على أجهزة الكمبيوتر والموبايل الخاص بالولد أو البنت، وأؤكد أن هذا لا يتعارض مع الحرية الشخصية فى سبيل حماية أبنائنا.