بلد أبو صلاح| "السقا".. الأب الروحي لـ"الماريونيت"
صلاح السقا
والد لملايين الصغار على مدى الأجيال المتعاقبة الذين تفتحت أعينهم على أوبريت "الليلة الكبيرة"، ومن أجلهم لم يستمر في عمل المحاماة لأكثر من عام، على الرغم من تخرجه في كلية الحقوق جامعة عين شمس، وكان سبب عشقه لفن العرائس "الماريونيت".
التحق صلاح السقا بدورة تدريبية لتعلم فن العرائس على يد الخبير سيرجي أورازوف، الأب الروحي لفناني العرائس في العالم، وسافر بعدها إلى رومانيا ليحصل من هناك على دبلومة الإخراج المسرحي، وتخصص في فن العرائس، ثم عاد إلى مصر؛ ليحصل على الماجستير من معهد السينما قسم إخراج عام 1969.
الأب الروحي لفن العرائس في مصر ولد في 11 مارس 1932 بالدقهلية، تخطى حدود دولته وصار أبًا لصغار وكبار العرب، من خلال إسهامه في إنشاء مسارح العرائس في بعض الدول العربية الأخرى، مثل سوريا والكويت وقطر وتونس والعراق، وأجرى الكثير من البحوث في "تاريخ فن العرائس"، وهي التي قُررت بعد ذلك على طلبة الأقسام الخاصة بالمعاهد وكلية التربية.
تقلد صلاح السقا الكثير من المناصب الإدارية في المسرح، بداية من كونه مديرا لمسرح العرائس الذي أُنشئ بقرار من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حينما حضر له عرضًا مسرحيًا عام 1960 وأبدى إعجابه به بشدة، فقرر إنشاء مسرح للعرائس، وتغلبت أبوته للعرائس على مناصبه المختلفة، فيقبل ما يحبه دون أن يبتعد عن أبنائه من العرائس، فتولى رئاسة البيت الفني للمسرح من 1988 حتى 1990، ورئاسة المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إلى جانب إشرافه على مسرح العرائس حتى 1992، وكان عضو الهيئة العالمية لفنون ومسارح العرائس.
وفي فترة السبعينيات، أخرج عروضا مسرحيًا منها "مقالب صحصح وتابعه دندش" من أشعار عبدالرحمن الأبنودي وتأليف سيد حجاب، و"عودة الشاطر حسن"، "عقلة الصباع"، "الديك العجيب"، من تأليف إيهاب شاكر، وحوار صلاح جاهين، "حكاية سقا" تأليف سمير عبد الباقي.