من كواليس الأفلام | "أفريكانو".. الأسد كاد يفترس "السقا"
أحمد السقا
غابة واسعة وأشجار متراصة، أسد مفترس يلوح في الأفق ليبدأ رحلة مطاردة شخص يستطيع الهرب، في النهاية، لتبدأ، من خلال ذلك الكابوس المتكرر، أحداث متتالية تنتهي بتحقيق ذلك الحلم على أرض الواقع، وتتسبب تلك القصة المثيرة في تصنيف فيلم "أفريكانو" على أنه أحد أفضل الأعمال السينمائية في الألفية الجديدة.
كواليس فيلم "أفريكانو"، من بطولة أحمد السقا ومنى زكي، حملت العديد من المخاطر لأبطال العمل، غير أن تلك المخاطر حملت بين جوانبها محبة تجسدت حينما روى "السقا"، خلال حوار مع الفنانة إسعاد يونس، أنه كان يجلس معها، بصفتها منتجة الفيلم، ويقرآن معا السيناريو، قبل أن يهم "السقا" بتمثيل كل مشهد أمام الفنانة إسعاد يونس رغم جلوسهما معا على منضدة كبيرة بمنزلها.
المخاطر بدأت مع المشهد الذي دخل فيه "السقا" إلى قفص أحد الأسود، غير أنه روى أنه تدرب، برفقة الفنانة منى زكي، مع مدرب الأسود محمد الحلو داخل سيرك بالعجوزة على كيفية التعامل مع مثل تلك الأنواع المفترسة من الحيوانات، وحكى موقفا طريفا حينما أتى له فريق العمل بأسد ضخم، يبلغ من العمر 9 شهور، قبل أن تأتي اللحظة المنتظرة بدخوله إلى القفص، فيفاجئه الأسد بمحاولة افتراسه لولا تمكن "السقا" من الهرب بعد جرح خفيف في ظهره.
قفزة "السقا" الشهيرة في أحد مشاهد الفيلم، كان وراءها أجواء شديدة الصعوبة، وفقا لروايته، حيث تم تصوير ذلك المشهد في منطقة على الحدود بين جنوب إفريقيا وبتسوانا، وتقل فيها نسبة الأكسجين لدرجة أن معظم أفراد العمل أصيبوا بإغماء شديد أثناء تصوير مشاهد الفيلم في تلك المنطقة، إلى أن جاءت اللحظة التي يعترف فيها "السقا" بحبه لـ"منى زكي"، خلال أحداث الفيلم، لتكون قفزته الشهيرة في البحر بمثابة طوق النجاة له من حالة نقص الأكسجين التي كان يعيشها وقتها.
خفة ظل النجم أحمد عيد لم تظهر، فقط، خلال أحداث فيلم "أفريكانو"، بل تمثلت في مواقف حدثت له خلال كواليس الفيلم، حيث كان المشهد الذي يظهر له فيه أحد الأسود الضخمة بمثابة حالة من الرعب انتابته لدرجة عدم خروج صوته من حنجرته، في الوقت الذي كان فيه المصور سامح سليم والمخرج عمرو عرفة يرقدان داخل القفص الخالي من أسده، ولا مانع من وصية يتركها النجم أحمد عيد لصديقه أحمد السقا، قبل تصوير المشهد، خوفا من إجهاز الأسد عليه.