وزارتا الشباب والرياضة قبل الثورة وبعدها.. "فئران تجارب سياسية"
الإعلان عن التشكيل الحكومي الجديد، متضمنا وزارتين منفصلتين للشباب والرياضة، أعاد فتح ملف "فئران التجارب السياسية"، بعدما أثار ذلك كثير من التساؤلات حول دور واختصاصات الوزارتين اللتين يتوقف مصيرهما على "مزاج" رؤساء الحكومات في العقد الأخير، ما بين مجالس قومية ووزارة واحدة أو وزارتين منفصلتين.
فى 22 سبتمبر 1953 تقدم عضوا مجلس قيادة الثورة كمال الدين حسين وحسن إبراهيم، باقتراح لإنشاء مجلس أعلى للشباب، وتشكل بالفعل بعد تقديم الاقتراح بعام واحد، قبل أن يتم حله فيما بعد، ثم جرى عين طلعت خيري كأول وزير للدولة للشباب ورئيسا للمجلس الأعلى لرعاية الشباب سنة 1956.
وفي السبعينيات، تم إنشاء جهازين منفصلين للشباب والرياضة، تابعين لوزارة الخدمة الاجتماعية، ثم تم الإعلان عن تأسيس وزارة مشتركة ضمت المجلسين، ثم عادت لتصبح مجلسين، تم ضمهما في مسمى جديد هو المجلس الأعلى للشباب والرياضة، برئيس واحد يتبع رئاسة الوزراء. وفجأة ودون مقدمات أو توضيح لأسباب، تم إلغاء المجلس الأعلى وإنشاء وزارة للشباب، حتى جاءت وزارة أحمد نظيف في العام 2005 وحولتها إلى المجلس القومي للشباب والرياضة مجددا، برئاسة صفي الدين خربوش. وكان من بين أشهر وزراء الشباب والرياضة عبدالمنعم عمارة وعبد الأحد جمال الدين. و بعد ثورة يناير، فكر عصام شرف في إعادة الوزارة، لكنها لم تعد، حتى جاءت حكومة الجنزوري لتقرر إلغاء وزارة الشباب والرياضة وتعيين عماد مصطفى حمزة البناني رئيسا للمجلس القومي للرياضة، وخالد عبد العزيز رئيسا للمجلس القومي للشباب.
الإعلامي حسام فرحات الرئيس السابق لقناة النيل للرياضة، قال إن النظام السابق لم يتعامل بجدية مع وزارة الشباب والرياضة وشهدت سياسته تجاهها الكثير من التذبذب، ما بين الوجود والإلغاء، كما كان يختار من يتولى منصب الوزير و كأنه منصب شرفي يتم منحه لمن لم يتمكنوا من منحه منصب أعلى، فتكون وزارة الشباب والرياضة بمثابة "ترضية" له، مما أضعف الوزارة وقلل من دورها على أرض الواقع.
ويعبر فرحات عن سعادته بقرار عودة وزارة الرياضة، مؤكدا أن الرياضة المصرية في أمس الحاجة لوزارة ترعاها وتنظمها بعيدا عن فوضي الأندية، خصوصا مع عدم وجود مستثمر قد يفكر في إنشاء مركز شباب على نفقته الخاصة. وأضاف: بدلا من ترديد عبارات من نوعية: "التمثيل المصري غير مشرف في الأوليمبياد" ينبغي أن نسأل أنفسنا أولا، عن الإمكانيات المتاحة ومدى كثافة التدريب الذي حصل عليه اللاعبين، وكلها أمور يمكن لوزارة الرياضة أن تعمل على تحسينها، وعلاج مشاكل قطاع الرياضة بوجه عام، من خلال وزارة لها ميزانية مستقلة وقدرة على اتخاذ قرارات فاعلة و من ثم العمل على تنفيذها.
وأضاف فرحات: لا يوجد مبرر لعودة وزارة الشباب، معتبرا ذلك تعبير عن فكر الأنظمة الشمولية والحزب الواحد، التي تسعى دائما إلى توجيه شبابها لصالح النظام، بما يخالف التوجهات الحالية، فمن المقبول أن تهيمن الدولة على الرياضة حتى تعمل على تطويرها، لكن من غير المقبول أن تهيمن على أنشطة الشباب بشكل عام، على حد قوله.