بسمة: لست «خطافة رجالة» فى مسلسل «اختفاء» وراجعة جعانة تمثيل بعد سنوات الغربة
بسمة
حميمية شديدة نشأت بين وجهها وعدسة الكاميرا، على مدار سنوات كانت فيها جزءاً أصيلاً من أعمال سينمائية وتليفزيونية مهمة، أدوات تمثيلية، تقاسيم وجه طيعة، رسمت تاريخها الفنى الذى يليق بصاحبة الطلة التى افتقدها الجمهور بعد فترة من الغياب، لتعود إلى الحلبة الفنية فى أوج طاقتها بعد ما شحذت قواها التمثيلية، لتكون العودة أبرز من الغياب. «بسمة» التى اختارت مسلسل «اختفاء» للمشاركة فى بطولته هذا الموسم تكشف فى حوارها مع «الوطن» موقفها من تأخر ظهورها إلى الحلقة الثامنة، وترد على ما أثير عن تشابه دورها مع الدور الذى قدمته الفنانة زينة فى مسلسل «لأعلى سعر» العام الماضى، وتوضح حقيقة استبعادها من مسلسل «الرحلة» كما تردد.
ألم تُبدى تحفظاً على تأخر ظهورك فى مسلسل «اختفاء» إلى الحلقة الثامنة؟
- لا أقيس أدوارى بتوقيت ظهورها فى الأحداث، بدليل اعتزازى بـ«رحمة» التى جسدتها فى مسلسل «قصة حب»، رغم تأخر ظهورها وعدم وجودها منذ أولى الحلقات، ولكنى أعتبرها من أهم أدوارى على الشاشة الصغيرة، لأن أبعاد الدور ونقلاته الدرامية هما ما يشغلان تفكيرى، وبعيداً عن هذا وذاك، لا بد من مراعاة فترة غيابى عند أغلبية المشاهدين، تلك التى شهدت زواجى وإنجابى وسفرى إلى أمريكا.
ولكنك شاركت فى أعمال تليفزيونية وسينمائية بمصر خلال الأعوام الأخيرة؟
- دعنا نتناسى وجودى فنياً خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، بدءاً من مسلسل «أهل الإسكندرية» الذى لم يُعرض بعد، مروراً بتقديمى ظهوراً خاصاً فى مسلسل «استيفا»، ثم مشاركتى فى المسلسل الأمريكى «الطاغية»، وأعقبه بطولة إحدى حكايات مسلسل «نصيبى وقسمتك 2»، وبالعودة إلى أصل سؤالك، لم أقلق من تأخر ظهورى فى «اختفاء»، لأن أبعاد الدور كانت مُبشرة وفقاً للمعالجة الدرامية للمسلسل.
لا أقيس أدوارى بتوقيت الظهور.. و«السوشيال ميديا» أغضبت أصدقائى منى.. و«بعلم الوصول» أشعرنى بأحاسيس مختلفة
بخلاف «المعالجة».. ما عناصر الجذب الأخرى التى دفعتك للمشاركة فى البطولة؟
- تلقيت المعالجة الدرامية لـ«اختفاء» أولاً، متضمنة أسماء المخرج والبطلة والجهة المنتجة، الذين أثق فى اختياراتهم خلال الأعوام الأخيرة، بداية من شركة «العدل جروب» صاحبة الإنتاجات التليفزيونية المتميزة، حيث سبق أن تعاونت معهم مرات عدة، وشعرت حينها وكأنى وسط أهلى وعائلتى، أما المخرج أحمد مدحت فقد تعاونت معه منذ أعوام، وأعجبت بطبيعة أعماله خلال السنوات الماضية، وعن نيللى كريم فقد برهنت على جودة واختلاف اختياراتها أخيراً، كما وجدت مسلسلنا يتسم بطابع الغموض والإثارة، وهذه النوعية من المسلسلات باتت مُحببة للجمهور.
ألم تشعرى بغربة أمام كاميرات أحمد مدحت، خاصة أنك بعيدة عن مسلسلات الثلاثين حلقة منذ أعوام؟
- إطلاقاً، لأنى لم أنقطع عن كاميرات التليفزيون، بغض النظر عن عدم كثافة وجودى الفنى مؤخراً، ولكن ظلت خبرة السنوات حاضرة إبان تلك الفترة، وعلى أثرها لم أشعر بالغربة أثناء تصوير «اختفاء»، لوجودى مع فريق عمل سبق أن تعاونت مع الكثير منهم فى أعمال سابقة.
كيف استقبلت ما تردد أخيراً عن تشابه إطار دورك بما قدمته الفنانة زينة مع نيللى كريم فى مسلسل «لأعلى سعر» العام الماضى؟
- لا تشابه بين الدورين من قريب أو بعيد، وكلامى لا يعنى جودة أو تميز دور عن الثانى، وإنما اختلاف كل منهما عن الآخر، كما أن طبيعة أحداث «اختفاء» مختلفة عن «لأعلى سعر»، وقد اهتممت بتلك الجزئية رغبة فى عدم استغلال نجاح عمل وتقديم آخر على نفس الشاكلة، أما على صعيد الشخصية نفسها، فزواج «سلافة» من «شريف» كان فى ظروف خاصة، لا تضعها بالتبعية فى موقف «خطافة الرجالة»، خاصة أنها مُحبة للفن والمجوهرات الثمينة، وتقديرها لـ«شريف» جزء منه يرجع لكونه كاتباً روائياً.
ما أوجه الشبه بين «بسمة» و«سلافة»؟
- لا شبه بينى وبين الشخصية، حيث أراها مختلفة عنى كلياً، وهذا شأن محبب ومُرض لشخصى، لأنها تفتح أمامى باب الاستكشاف، لرغبتى فى أداء شخصيات بعيدة عن شخصيتى الحقيقية.
أتعتبرين «اختفاء» عملين فى مسلسل واحد بما أن أحداثه تدور فى فترتين زمنيتين؟
- نعم، مع الأخذ فى الاعتبار وجود نقاط تماس وتلاق بين هذين العملين.
لماذا اتجهت بعض المسلسلات أخيراً لتقديم أحداثها فى فترات زمنية فائتة بحسب رأيك؟
- فضول المشاهدين نحو استكشاف الفترات الزمنية المختلفة، فتارة تجد كبار السن يحدثون الشباب قائلين: «بصوا على زمان وحلاوة زمان ولبس زمان»، وفى المقابل تجد الشباب يقولون لأنفسهم: «ياه كان نفسى أعيش فى فيلم أبيض وأسود، لأن الحياة كان شكلها أهدأ كتير»، كما أن هذه الأزمنة تظهر بشكل جميل على الشاشة فلماذا لا نقدمها؟ ولاحظت أخيراً أن أحداث أغلب المسلسلات ليست فى أزمنة واحدة، وهذه ميزة عند المشاهدة بالنسبة للمتلقى، بحيث يرى تنويعات زمنية ما بين العشرينات والأربعينات والخمسينات والستينات.. إلخ.
ألا تطمحين لتجسيد شخصية من زمن فائت؟
- لم أجسد شخصيات تنتمى إلى أزمنة مختلفة، ولكنى لا أمانع تقديمها مستقبلاً بكل تأكيد، لاختلاف تحضيراتها من كل النواحى، سواء على مستوى الملابس التى ستكون مختلفة، إضافة إلى حتمية تأهيلى للحالة النفسية والمزاجية التى كانت تغلب على الناس آنذاك، وحينها سأتجه إلى منطقة مختلفة فى التمثيل.
بالعودة إلى «اختفاء».. ألم تقلقى من تسبب تقنية «فلاش باك» فى إرباك المشاهدين؟
- المسألة ليست كذلك، لأنى شاهدت أعمالاً عديدة طريقة سردها ليست بنفس تسلل أحداثها الزمنى، وتمكنت من متابعتها دون أدنى شعور بالارتباك.
كيف ترين عرض «اختفاء» على التليفزيون السعودى؟
- أراه خطوة إيجابية نحو الأمام، تتزامن مع اتجاه لتأسيس سينمات فى السعودية، حيث أرى هذا الانفتاح أمراً جيداً وإيجابياً.
ما صحة استبعادك من المشاركة فى بطولة مسلسل «الرحلة» حسبما تردد أخيراً؟
- لم أتلق عرضاً للمشاركة فى «الرحلة»، ولم أسمع عن ترشحى له من الأساس، ولكنى تلقيت عرضين لمسلسلين آخرين، وكنت معجبة بنصيهما واختلاف فكرتيهما، إلا أن ارتباطى أدبياً بمسلسل «اختفاء» حال دون وجودى فيهما، لأنى ارتبطت بـ«كلام رجالة» مع جهة الإنتاج.
معنى كلامك أن الفترة المقبلة ربما تشهد مخالفتك لعادتك بتقديم مسلسلين فى وقت واحد؟
- لا أحب تقديم عملين فى آن واحد، سواء مسلسلان أو مسلسل وفيلم، لا سيما أن إيقاع عملى تراجع كثيراً خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، فلم أنقطع تماماً عن التمثيل كما أشرت، ولكنى كنت أعمل بإيقاع هادئ نسبياً، ولذلك «أنا راجعة جعانة تمثيل»، وأعى أن مطامعى الشخصية لو كانت تملكت منى لقدمت مسلسلين فى رمضان الحالى، رغم علمى بحجم الإرهاق الذى كنت سأتعرض له، وسينعكس سلباً على صناع المسلسلين وأفراد عائلتى.
علمنا أنك تصورين فيلماً مستقلاً بعنوان «بعلم الوصول».. فماذا عن هذه التجربة؟
- «بعلم الوصول» من تأليف وإخراج هشام صقر، ويشاركنى البطولة كل من بسنت شوقى، محمد سرحان، لبنى عسل، ورفل عبدالقادر، وقد تلقيت عرضاً بشأنه وقتما كنت فى أمريكا، وهو فيلم روائى طويل يُنتج على طريقة الأفلام المستقلة، لرغبة المخرج فى تنفيذ السيناريو وفقاً لرؤيته الشخصية، خاصة أن فكرته خارج الصندوق، وقد تلقى قبولاً عند فئة من الجمهور، وربما لا تلقى نفس القبول عند فئات أخرى، ولكنى لمست اهتماماً من المخرج بوجودى فى هذا الدور، ما يعكس رغبته فى تقديم شىء مختلف منى، وأعتقد أننى أقدم الدور باختلاف على مستوى الشكل والمضمون، لما يتضمنه من مساحة للتمثيل مُرضية للممثل، حيث أتعامل مع منطقة مشاعر لم أتطرق معها مسبقاً، وأتمنى أن ينال الفيلم إعجاب الجمهور وقت عرضه.
عرضه فى المهرجانات السينمائية أم دور العرض السينمائى؟
- نتمنى عرضه فى السينمات ومشاركته فى المهرجانات، لأن فكرته خارج الصندوق كما أشرت سلفاً.
وما طبيعة دورك؟
- أجسد دور أم لطفلة رضيعة، نرصد حالتها النفسية إثر أحداث معينة، وكيفية تغير شخصيتها بمرور الوقت، بغض النظر عن بطء ونعومة تلك التغيرات، إلى أن نصل إلى الطرق التى يتوصل إليها الإنسان لمواجهة حياته.
لماذا قررت بسمة العودة إلى مصر للاستقرار فيها رغم نجاحك مهنياً فى أمريكاً؟
- استقررت مع ابنتى «نادية» فى مصر، وأصطحبها لزوجى د. عمرو حمزاوى فى الأجازات، حيث آثرنا هذا الوضع لظروف عائلية، علماً بأنه كان بإمكانى مواصلة عملى فى أمريكا، ولكنى أصبحت أماً ينتابها هاجس عدم الابتعاد عن ابنتها، لا سيما أن التصوير فى أمريكا إما يكون خارجها أو فى ولايات مختلفة، وحينها كنت سأضطر للسفر كثيراً، وابنتى باتت تكبر ولم تعد الطفلة التى يمكن الإتيان بمربية لها، ومن ثم وجدت صعوبة بالغة فى هذا الوضع، رغم أننى كرست حياتى لـ«نادية» منذ لحظة ولادتها، ما تسبب فى تراجع معدل وجودى فنياً عن السابق، ولكنى مهتمة باستكمال عملى مجدداً وحب ابنتى لمهنتى، خاصة مع دعم أفراد عائلتى بالكامل لعملى كممثلة، كما أشعر بالحرص على معرفة «نادية» لبلدها وأصولها وجذورها، ومهتمة بزيارتها لمسقط رأس والدها فى الصعيد للتعرف على الأوضاع هناك.
أخيراً.. ما سبب عدم اهتمامك بمواقع التواصل الاجتماعى؟
- أصدقائى يعنفوننى بسبب تلك المسألة، وأعترف بتقصيرى فيها وضرورة اهتمامى بها، ولكنى أحتاج لمساحة من الوقت للتعرف عليها عن قرب، لأنها أصبحت مهمة للغاية فى زمننا الحالى.