مقهى «السمر».. هنا جلس باشوات مصر
«كل كرسى وله زبونه»، هو الشعار الذى يرفعه مقهى «السمر» منذ عشرات السنين، وكان وراء صموده أمام كافيهات وسط البلد، ذات الطابع الحديث، والديكورات البراقة. ميدان العباسية يقف شاهداً على المقهى البلدى، الذى يرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1910، كما يروى أشرف محمود السيد، الشاب ذو الخامسة والعشرين عاماً، الذى ورث أقدم مقهى فى الميدان عن أجداده منذ عشرات السنين، وحرص على الاحتفاظ بكل معالمه، فلا يزال المقهى مغطى بإطار من «التمر حنة»، ومبطن من الداخل بالرخام، وهو ما كان سبباً فى جذب باشوات وأمراء كثيرين للارتباط بالمكان والتردد عليه، خصوصاً أن شارع العباسية كان مليئاً بعدد ليس بقليل من الفيلل والقصور التى يقطنها هؤلاء الأمراء.
لم يكن الباشوات وحدهم هم رواد المقهى، فلاعبو كرة القدم ارتبطوا أيضاً بالمكان، وفقاً للروايات التى قصّها أجداد «أشرف» له، حيث كان يجتمع بالمقهى مدربو النادى الأهلى والمنتخب المصرى، وعلى رأسهم الكابتن بدر رجب لوضع خطة المنتخب. «أشرف» فضّل العمل فى المقهى لمساعدة والده، خصوصاً أنه فقد وظيفته فى الفندق الذى كان يعمل به منذ تخرجه فى كلية السياحة والفنادق، فتدهور الأحوال فى البلد كان سبباً فى فقد وظيفته، والعودة إلى المقهى الذى يشعر فيه بالدفء والترابط.
زبائن المقهى كما هم من سنين عدة، بحسب كلام «أشرف»، فهناك من يتردد على المكان منذ أكثر من خمسين عاماً «زبون القهوة البلدى، غير زبون الكافيه، غير زبون الكرسى الخشب، وكل كرسى وله زبونه».