صانع الأمل.. حلمه الصغير و"طمعه في الخير" أوصلاه إلى منصة التتويج
صورة صانع الامل
لم يعلم المهندس محمود وحيد، الفائز بجائزة صانع الأمل بالوطن العربي، بموسمها الثاني، أن أبواب السماء كانت مفتوحة وقتها، أو قوة وقيمة حلمه ومشروعه كانت سببا في التتويج بها.
حصد محمود وحيد مؤسس "معانا لإنقاذ إنسان"، جائزة صانع الأمل، التي تُوِّجَ بها من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، لتصدُق أمنيته بجملة فوزه بالمسابقة في موسمها الثاني.
"صفقوا له.. من مصر.. محمود وحيد" لم ينسها كما لم ينس المُسِنّ المشرَّد الذي ألهمه فكرة تأسيس "مؤسسة" تأوي من هم "بلا حول ولا قوة" بشوارع المحروسة منذ 4 سنوات، لتكن "معانا لإنقاذ إنسان" صانع الأمل.
ومن دبي حيث حصوله على اللقب، بجانب مليون درهم إمارتي، يعود إلى أحضان مؤسسته بين المسنين، منهم القعيد على كرسي متحرك، ومن يستمع لدرسٍ، ومن يشاهد التلفاز، لكن محمود وحيد مهندس البترول السابق جلس بمكتبه مع أحد المسنين ليتحدث معه بـ"ودٍّ ولطف" يستجيب لطلباته.
أما عن مؤسسته، فنشأت منذ 4 سنوات، نتيجة تأثر "وحيد" برؤية أحد المشردين في حالة صعبة، وحينها تساءل: "لماذا لا تكن هناك مؤسسة تأوي المشردين وتحميهم من الموت غرباء في الشارع؟".
وقال مؤسس "معانا لإنقاذ إنسان"، لقد حاربنا الروتين الذي كان كفيلا بإيقافنا، حيث عملنا لعامين ننتظر أوراق الترخيص، واستمر الحلم بنا لنصبح الآن الجهة الرسمية الوحيدة بمصر المنوطة بإيواء المشردين في الجمهورية.
"حاليًا كل اللي مغطينا شهرين، ولو محدش اتبرع، مش هنلاقي ناكل وهنقفل".. هكذا صرَّح "وحيد" بشأن عدم إمكانية استمرارية المشروع الأول بالوطن العربي، متابعا: "نصرف شهريًا 450 ألف جنيه فقط على حوالي 70 مشردا"، ولا يوجد دعم من أي مؤسسة، ولا حتى وزارة التضامن التي نتبعها، والتمويل قائم على التبرعات من أهل الخير، حيث لا نملك طرح إعلانات أو الحصول على تبرعات من رجال أعمال.
وأضاف أن ما نحتاجه هو توفير أماكن ومبانٍ للمؤسسة، فحلمي الصغير هو "دار" في كل محافظة، ولدينا 3 فروع للمؤسسة بالقاهرة والجيزة، أما حلمي الكبير "مدينة متكاملة للمشردين"، َتضم كافة المشردين من أنحاء الجمهورية في وقت قصير، كما تَعهَد بتوفير الخدمات الصحية والتعليمية، بما يعد ذلك أفضل صحيًا وأنسب، حتى "أُجهِز على التشرد".
ورد صانع الأمل على سؤال: "هل تغير شيء بعد حصوله على الجائزة؟"، بقوله، أن كلا من مكتبي "رئاسة الوزراء" تواصل معه منذ أسبوع، ومثله "فضيلة الأمام الأكبر"، لكن لا جديد، ولا زِلت منتظرا، أما بدولة الأمارات، فيتم دراسة إنشاء أكاديمية لصناع الأمل، قد أكون من ضمن كوادرها.
وبمد الخيط على استقامته، رأى صانع الأمل، أنه لأول مرة نجد جائزة للعمل الخدمي، مشيرًا إلى أن العمل الخيري أو التنموي واجب على الإنسان، وسيُسأل عليه في الآخرة، حيث قضي "وحيد" 10 سنوات من عمره في الخير، وبرر استمراره فيه: "بلاقي سعادتي فيه"، وكان هذا كفيل لأنتكون الجائزة من نصيبه.
وأضاف أنه لم يحصد الجائزة، لأنه أكثر تنظيمًا أو قدرة مادية، بل لأننا صنعنا الأمل في نفوس الأشخاص اليائسين، وأعدنا الحياة لأناس سهوا عن معناها.
أما عن الجائزة، فهي تمنح للشخص وليس لفكرته أو مؤسسته، لكنني قررت وضع المبلغ للمؤسسة، لصناعة الحياة في نفوس المشردين، ولأن الخير لا يضيع، وسيأتي لي أضعاف "وأنا طماع".