سفير الصين: طقوس رمضان تتشابه عند المسلمين فى كل البلدان.. ونهتم مثلكم بأعمال الخير خلال الشهر
سفير الصين
الأجواء الروحانية التى تنتشر فى أنحاء شهر رمضان المبارك لا تقتصر على مصر فقط، فشهادات سفراء عدد كبير من الدول الأجنبية تثبت أن الأجواء الروحانية تسود بلدانهم أيضاً خلال الشهر الكريم، وهو ما أكده السفير الصينى فى القاهرة سونج أيقوه، الذى أكد أن «دين الإسلام يدعو إلى المحبة والتضامن والسلام والتسامح والوسطية بصفته مكوناً مهماً للحضارة البشرية، وهو من ضمن 56 قومية صينية، حيث تعتنق 10 قوميات صينية الدين الإسلامى».
«فى الصين لدينا أكثر من 20 مليون مسلم صينى يؤدون الفرائض الدينية مثل المصريين من المسلمين وغيرهم من المسلمين فى دول العالم كافة، وفقاً لتعاليم الدين الإسلامى وبكل حرية»، هكذا يؤكد «أيقوه» الذى يشير إلى أن «المساجد تنتشر فى بعض المقاطعات الصينية، ويحيط بالمساجد عدد من المطاعم التى تقدم الأكلات المناسبة لهم، والتى تتكون من اللحوم الحلال بالتأكيد، ولكن الاختلاف فى أنواع الوجبات الصينية وغيرها من الوجبات التى يتناولها المسلمون حول العالم، هو أن المطبخ الصينى خالٍ من الكولسترول تماماً».
لدينا مساجد كثيرة.. ومطاعم «الحلال» تنتشر إلى جوارها
شهر رمضان فى الصين يسمى «باتشاى»، ولأن المسلمين يتركزون فى شمال غرب الصين، فإن المساجد تنتشر فى تلك المنطقة وتنتشر معها المطاعم الإسلامية التى تنشط فى رمضان بشكل كبير، حيث تعمل على إعداد الحلويات الرمضانية المشهورة فى الدول العربية والإسلامية، إلى جانب إعداد أكلات وحلويات المطبخ الصينى.
السفير الصينى بالقاهرة أكد أن سفارته تهتم كثيراً بشهر رمضان، ولهذا تقيم احتفالاً سنوياً يحضره الإعلاميون والصحفيون والشخصيات العامة، كما تعمل السفارة على تشجيع الشركات الصينية العاملة فى مصر على تنظيم نشاطات خيرية فى رمضان مثل توزيع علب الإفطار مجاناً مثلاً، وأضاف «أيقوه»: «قبل أيام حضرت النشاط الخيرى الذى تنظمه جمعية الشركات الصينية فى مصر، وقام كثير من أصدقائنا الإعلاميين بتغطية هذا النشاط الذى يعتبر مثالاً على الصداقة التى تربط بين الشعبين الصينى والمصرى».
فى الصين، للمسلمين الصينيين طقوس خاصة فى وقت الإفطار، حيث يبدأون بتناول التمور والحلوى والشاى، ثم يتوجهون إلى المساجد القريبة لصلاة المغرب، وبعدها يبدأون فى تناول الفطور مع أفراد العائلة، أما طائفة «الهان» التى تعد أكبر مجموعة عرقية فى الصين فهم يقدمون لجيرانهم من أطعمتهم التقليدية فى المناسبات الدينية، وفى نفس الوقت يعطون هدايا لجيرانهم من المسلمين.
مطبخنا يتميز عن مطابخ العالم العربي بخلوه من «الكوليسترول»
بحسب «أيقوه»، يعتبر مسجد «نيوجيه» هو أقدم المساجد فى العاصمة «بكين»، حيث بُنى قبل ما يقرب من 1000 عام تقريباً، أما مسجد «دونج سى» فيعود تاريخ بنائه إلى 500 عام مضت، وقد تم تجديد المسجدين عدة مرات خلال 50 عاماً، ومع حلول شهر رمضان يعكف الدعاة وأئمة المساجد على إلقاء دروس للمسلمين حول تعاليم القرآن وآداب السنة النبوية، خاصة تلك التى ترتبط بالصيام وأخلاق الصائمين.
التشابه ليس فى أجواء رمضان فقط، حيث إن الأجواء التى تنتشر فى عيد الفطر فى الصين تتشابه إلى حد ما مع عيد الفطر فى الدول العربية والإسلامية، حيث يتدفق المسلمون الصينيون إلى المساجد وهم يرتدون أجمل أزيائهم القومية لأداء صلاة العيد وللاستماع إلى المواعظ من الخطباء، مصطحبين معهم أبناءهم لتعميق هذه الشعيرة بينهم، وبعد ذلك يتوجهون إلى المقابر لزيارة أقاربهم، ثم يتزاورون ويتعايدون.
وحول تعامل الحكومة الصينية مع المسلمين، قال «أيقوه» إن «الحكومة الصينية تهتم وتحترم دائماً حرية المسلمين الصينيين من مختلف القوميات فى اعتقادهم الدينى وعاداتهم وتقاليدهم، وتحمى حقوقهم الشرعية فى ممارسة الأنشطة الدينية مثل الصلاة والصيام والاحتفال بالأعياد الدينية، وتتخذ ذلك كسياسة وطنية منذ فترة طويلة، كما تقوم الجهات الحكومية الصينية المسئولة عن الشئون الدينية بأعمال خيرية كل سنة لمساعدة المسلمين ورجال الدين الذين لديهم صعوبات فى الحياة بما يمكنهم من أداء الفرائض الدينية خلال شهر رمضان».
وأشار السفير الصينى إلى أن الكثير من المصريين زاروا خلال الفترة الماضية مناطق صينية يعيش فيها المسلمون، وقال: «فى هذه السنوات، أجد بكل السرور أن أعداداً متزايدة من الصحفيين والكتاب والخبراء المصريين يكتبون مقالات حول كيف يقضى المسلمون الصينيون شهر رمضان»، وهناك مقالات تمت كتابتها فى كثير من وسائل الإعلام المصرية تعرف القراء المصريين بعادات وتقاليد المسلمين الصينيين فى رمضان بالأمثلة الحية. ورحب السفير الصينى كثيراً بما قام به التليفزيون المصرى، حيث أعد برنامجاً تليفزيونياً بعنوان «رمضان فى الصين»، الأمر الذى ساهم فى تعزيز تعارف الجانبين وتقارب قلوب الشعبين، وقال إننى أقدر ذلك.