جدران العاصمة.. «جرافيتى» وإعلانات وآثار الرصاص
دب مفقود
«بالتأكيد داخلها مخدرات» هكذا خط أحد المارة تعليقه على أحد الإعلانات المعلقة بمنطقة ألكسندر بلاتز فى ولاية برلين، الإعلان الذى يحمل صورة دمية صغيرة لـ«الدب تيدى» أعلن أصحابه أنهم على استعداد لدفع 500 يورو، أى ما يعادل 11 ألف جنيه مصرى تقريباً مقابل الدب الصغير، الذى يظهر فى الصورة مرتدياً سترة حمراء و«شورت» أسود، لكنه أكدوا «حين ضاع كان يرتدى ملابس زرقاء»!
ملصقات فى كل مكان، لكن أبرزها ذلك الملصق الذى يستقبلك فى صالة وصول مطار برلين، لشخص مطلوب أمنياً رصدت الحكومة 20 ألف يورو لمن يدلى بمعلومات تفيد فى العثور عليه.
تاريخ خاص تحمله جدران العاصمة الفيدرالية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، أبرزها تلك العبارات المدونة عبر سور برلين، الذى لم ينته بسقوطه، حيث ظلت أجزاؤه فى الأنحاء تحمل الكثير من العبارات الحماسية المناهضة للدمار الذى لحق بألمانيا جراء سنوات الحرب الباردة وحتى سقوط الجدار الفاصل بين شطرى ألمانيا الشرقية والغربية أخيراً عام 1989 لتبدأ عمليات إعمار برلين بينما بقيت كلمات مثل «جنون»، «خطر»، «حب» على الجدار منذ خطها أصحابها فى القرن الماضى وحتى الآن.
لم تتخلص برلين بعد من آثار الحرب العالمية الثانية «هذه العلامات هى آثار رصاص» يقولها المرشد السياحى لمجموعة من السياح الصينيين، مشيراً إلى الأعمدة التى تحمل الطابع الفرعونى، بجزيرة المتاحف التى تشهد مشروعاً لربط متاحف المنطقة الخمسة ببعضها، تحت عنوان «متحف برلين الجديد» مليارات الدولارات لم تتضمن إزالة آثار الرصاص الغائرة من الأعمدة «كى لا ننسى تاريخنا» قالها المرشد بلغته الإنجليزية ومضى مع مجموعته. تحمل جدران برلين التى يبلغ عدد سكانها 3.6 مليون نسمة تقريباً عشرات القصص والحكايات، بعضها فى صورة «جرافيتى» يغطى مبانى كاملة، وصناديق الكهرباء، فضلاً عن عشرات الجدران، والبعض الآخر فى صورة إعلانات بلغة غريبة، من بينها ذلك الإعلان الذى أطلقه أحد باعة السيارات القديمة من أجل الترويج لسياراته فقام بتوجيه رسالة لأهل برلين قائلاً «الحياة قصيرة.. اشتريها» مع صورة لإحدى الماركات القديمة.