«كفر إسكندر»: مطالب بإطلاق اسم الشهيد شريف على مدرسة القرية.. ودموع «أسماء» تمزق قلوب الجميع
خيّم الحزن على قرى صهرجت الصغرى وكفر إسكندر وكفر بدرا، التابعة لمحافظة الدقهلية، التى ودعت شهداءها فى حادث كمين المنصورة، أمس، فى مواكب جنائزية مهيبة إلى مثواهم الأخير، وشارك الآلاف من أهالى قرى الشهداء والقرى المجاورة فى الجنازات بهتافات ضد الإرهاب وأعداء الوطن والدين، وتعالت النداءات المطالبة بالقصاص من الإخوان المسلمين ووصفوهم بالإرهابيين والخونة، الذين لم يراعوا حرمة دم المسلم وحصدوا أرواحا بريئة لا ذنب لها سوى أنها تؤدى واجبها الوطنى بإخلاص وتسببوا فى حرمان أطفال برآء فى عمر الزهور من آباء لا يزالون فى ريعان الشباب.
وطالب أهالى القرى الثلاث الحكومةَ بدعم أسر الشهداء وتوفير الرعاية المادية والمعنوية لهم وإطلاق أسمائهم على المدارس والشوارع تخليداً لذكرى شهداء الواجب، كما طالبوا بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، انتقاماً لأسرهم، وانتصاراً لحقوق أطفالهم اليتامى.
«الوطن» ذهبت إلى قرى الشهداء ورصدت تجمعات الأهالى أمام منازلهم لمواساة أسرهم والوقوف إلى جوارهم ومساندتهم فى محنتهم؛ حيث استمرت وفود المعزين فى النزوح إلى منازل الشهداء، كما شارك زملاؤهم من رجال الشرطة فى الجنازة وتقبل العزاء ونظموا زيارات لأسرهم.[FirstQuote]
«هو فعلا أبويا مات يا عمو وراح عند ربنا فى الجنة ومش هاشوفه تانى؟».. قالتها أسماء ذات السبع سنوات، بنت الشهيد شريف سعد محمد، 35 سنة، أمين شرطة، الذى استشهد مع اثنين من زملائه فى نقطة الشرطة الواقعة قبل كوبرى جامعة المنصورة من ناحية طلخا وأطلق عليهم أربعة ملثمين 58 طلقة من أسلحة آلية.. لم يكن ألم فراق الشهيد هو الداعى الوحيد للحزن؛ فقد مزقت «أسماء» قلوب رجال القرية ونسائها، بعد أن جابت محيط منزلها تسأل عن والدها، وتتطلع بالسؤال إلى كل من يأتى معزياً.. عسى أن يجيبها بشىء يُحيى فى الطفلة الباكية أمل رؤية والدها الفقيد. «أسماء كانت روح أبيها وكانت تستقبله بالأحضان وهو عائد من عمله ورغم تعبه وإرهاقه الشديد كان لا يكسفها أبدا».. هكذا قالت زوجة الشهيد ثم دخلت فى بكاء شديد وغياب عن الوعى حاولت النساء من حولها إفاقتها.
«الوطن» التقت سعد محمد، والد الشهيد، أمام منزله فى عزبة إسكندر التى تبعد عن المنصورة نحو 7 كيلومترات وقال: «قتلوا ابنى فلذة كبدى فى حادث إرهابى خسيس نفذه مجرمون، الإسلام برىء منهم، ولم أستطع رؤيته من بشاعة قتله؛ فقد كان غارقا فى دمائه التى غطت ملابسه الميرى». وقال الشحات محمد، عم الشهيد: «لم نعرف بخبر استشهاد نجل شقيقى إلا بعد وقوع الحادث الإرهابى بساعات بعد وصولى لمستشفى طلخا حينما وجدت عددا كبيرا من المواطنين أمام المشرحة فكانت الصدمة شديدة». وأشار إلى أن «شريف» ترك طفلين، هما أسماء، 7 سنوات فى الصف الثانى الابتدائى، التى لم تنَم منذ عرفت بوفاة والدها، وعبدالرحمن، 5 سنوات. واتهم عم الشهيد جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، بحسب وصفه، بأنها وراء الحادث، قائلا: «الإخوان المتأسلمون يسعون للقضاء على الجيش والشرطة وهم لا يعلمون شيئا عن الإسلام».
وطالب مأمون عثمان عبدالجواد، ناظر مدرسة وأحد أقارب الشهيد، بإطلاق اسمه على المدرسة الموجودة بالقرية وتوفير فرصة عمل لزوجته حتى تتمكن من رعاية ولديها القاصرين.