الذكرى الـ29 لاغتيال أنديرا غاندي.. أول رئيسة وزراء هندية والثانية في العالم
أحيت الهند اليوم الذكرى الـ29 لاغتيال رئيسة الوزراء السابقة أنديرا غاندي، وهي أول امرأة تولت المنصب في الهند والثانية في العالم. ورغم الاختلاف حول أدائها وسياستها التي وصفها البعض بأنها "دكتاتورية"، اعتبرها كثيرون أحد أفضل الشخصيات التي ساعدت في بناء دولة قوية وسيادية.
وُلدت غاندي في 19 نوفمبر عام 1917 بمدينة "الله آباد" الهندية، وهي ابنة السياسي الهندي المعروف جواهر لال نهرو، أول رئيس وزراء هندي. وتعتبر أنديرا ثاني امرأة تتولى منصب رئيس الوزراء في العالم بعد سيريمافو باندرانايكا في سيريلانكا، وشغلت المنصب لثلاث فترات متتالية، من عام 1966 حتى 1977.
درست ابنة نهرو في المدرسة السويسرية بالهند، والتحقت بـ"سمرفيل" إحدى كليات جامعة "أُكسفورد" الإنجليزية، وتأثرت بشخصية والدها القيادية، خاصة بعد وفاة والدتها عام 1936.
بدأت مشوارها السياسي عام 1960 بعد انتخابها كرئيسة للمجلس القومي الهندي، ثم شغلت منصب وزيرة الإعلام والإذاعة، وبعدما توفي والدها عام 1964، طلب منها المؤتمر الهندي تولي منصب رئيس الوزراء.
فاجأت أنديرا الجميع بعد توليها المنصب، حيث أقالت بعض كبار المسؤولين، وأثبتت تفوقها بوضع برنامج زراعي متميز أدى إلى تحسين حالة الأراضي الزراعية في الهند، وبالتالي أوضاع الفقراء. وكذلك حققت العديد من الإنجازات الدبلوماسية، ففي عام 1971 لجأ الجيش الباكستاني لاستخدام العنف ضد الشعب في شرق باكستان، واضطر أكثر من 10 ملايين باكستاني للجوء إلى الهند، فدعت غاندي الرئيس الباكستاني لعقد قمة لمدة أسبوع، ووقع الزعيمان بعدها اتفاق "شيملا"، واتفقا على حل النزاع في كشمير سلميا، وبذلك أثرت في إنشاء دولة مستقلة وقوية.
ورغم نجاح غاندي في إدارة شؤون البلاد سياسيا واقتصاديا، إلا أنها اشتهرت باستبدادها بالحكم، وأثبتت المحكمة عام 1977 وجود مخالفة طفيفة لها خلال الانتخابات التي جرت في نفس العام، وطالبت المحكمة باستقالتها، لكن أنديرا ردت بالطلب من رئيس الجمهورية إعلان حالة الطوارئ.
وخسرت أول رئيسة وزراء في الهند دورة الانتخابات التالية، ودخلت السجن بعد إثبات مخالفات انتخابات 1977. وفي عام 1980، عادت غاندي للحياة السياسية مرة أخرى وفازت في الانتخابات بأغلبية ساحقة. وفي نفس العام، توفي ابنها سانجاي الذي كان يشغل منصب كبير مستشاريها السياسيين، في حادث تحطم طائرة بمدينة نيودلهي، وبعد وفاته استعانت بابنها الآخر راجيف في المنصب ذاته.
وفي ثمانينات القرن العشرين، انتشرت حركة انفصالية في الهند تعرف باسم "السيخ". وأثناء تنظيم الحركة حملة داخل المعبد الذهبي، داهمت غاندي المعبد بأكثر من 70 ألف جندي، ما أسفر عن مقتل أكثر من 450 شخصا، وزيادة الاحتقان بينها وبين طائفة السيخ.
اغتيلت غاندي على يد اثنين من حراسها الشخصيين ينتمون لطائفة السيخ في 31 أكتوبر 1984، حيث سحب الحارس الأول مسدسه وأطلق عليها النار من مسافة قريبة، ثم أطلق الثاني أكثر من 30 طلقة على جسدها، وتوفيت في طريقها للمستشفى.