«يوم الجمعة»: قبل الثورة فيه «ساعة إجابة».. وبعدها «ساعة حظر»
مرادف للراحة النفسية، مدعاة للألفة، صاحب أجواء مغايرة تبعث على الطمأنينة، أبواب السماء مفتوحة خلاله، هكذا يظل «يوم الجمعة» فى مخيلة المصريين، غير أنه بات استثنائياً عقب الثورة، فاقترنت صلاته بخروج مليونيات تندد بالحكومات وعدم تحقيق مطالب «يناير»، قبل أن تزداد الوطأة بسقوط ضحايا فى وسط اليوم، فيما انفرد بتطبيق حظر التجول عقب غروب الشمس فى ساعة بعينها (السابعة مساء) حتى وإن تنازلت الدولة عن تطبيق الحظر فى أيام أخرى أو قلصت ساعاته، ليضحى اليوم المعروف بأن فيه «ساعة إجابة»، مشهوراً بأن فيه «ساعة حظر».
فى تمام العاشرة صباحاً من كل جمعة كان محمود فوزى إمام أحد المساجد بالمطرية يستعد للذهاب للصلاة، منتشياً بـ«عيد المسلمين من كل أسبوع» كما يحلو له وصفه، لكن ملامح الشاب العشرينى بدأت فى التقطيب فى الأيام الأخيرة.. «بعد الثورة بشهور كانت المظاهرات بتخرج سلمية وبرضه الناس كانت بتتفاعل معاها لكن دلوقتى الأمر مختلف»، بنبرة يملأها الحزن يشرح «فوزى» تفاصيل وجوه المصلين الغاضبة بعدما تمكنت السياسة من خلق حالة من التناحر بسبب الآراء المختلفة وسقوط ضحايا بشكل متوال. فيما يشير الشاب الذى يبدأ فى تجهيز عش الزوجية إلى أن «يوم الجمعة» بات مقترناً بالجلوس فى المنزل «مينفعش تنزل تشترى حاجة من مسافة بعيدة عشان الحظر».
من المهندسين إلى مدينة نصر تقضى «نهى إمام» طريقها اليومى بين العمل والمنزل، فيما صار تخفيف ساعات الحظر شيئاً مؤنساً لمزاجها المعكر جرّاء أيام لا تُنسى؛ حين كان الحظر يبدأ من السابعة مساء وسط اشتباكات تملأ الميادين من التحرير إلى شارع جامعة الدول العربية حتى مدينة نصر، بينما بقى يوم الجمعة ممثلاً لساعات أكبر من النوم.. «مينفعش نخرج فيه.. لو رحت مكان والطريق وقف هيبقى مصيرى صعب عشان الحظر.. بس نتمنى يخففوا الوقت تانى عشان نحس بأن الظروف طبيعية دون أزمات».