وائل جمعة.. الأسطورة الحية
اعتاد جمهور كرة القدم حول العالم إطلاق لقب «الصخرة» على أى مدافع صلب يظهر قيمته فى هذا المركز الحساس، إلا أن هناك من اللاعبين من يجبر هواة توزيع الألقاب على البحث لهم عن ألقاب أكبر وأكثر تأثيراً، ومن هؤلاء اللاعبين وائل جمعة مدافع الأهلى، أبرز مدافع فى تاريخ الكرة المصرية على الإطلاق، القائد الصموت الذى قاد دفاع الأهلى نحو 12 عاماً متتالية حقق خلالها أرقاماً عجز عنها أباطرة الكرة المصرية على مر التاريخ.
وائل جمعة كامل الحوتى، الذى بدأ مسيرته مع الكرة عام 1993 فى مركز الشين بالغربية، لم يكن أحد يتخيل أن هذا الفتى الهادئ سيصبح المدافع الأكثر تتويجاً للألقاب على مر التاريخ، فبعدما انضم جمعة إلى المحلة عام 1994 مارس هوايته الأولى، وهى العمل فى صمت وبصبر حتى جاءته الفرصة على طبق من ذهب، فالنادى الأهلى فتح له أبوابه للمتفوق دراسياً والحاصل على ليسانس الآداب قسم لغة إنجليزية، ليرتدى القميص الأغلى فى الشرق الأوسط وأفريقيا.
بدأ جمعة مع الأهلى بداية تليق بالتاريخ الرائع الذى سطره طوال سنوات حمله لنسر الأهلى على صدره، وما أجمل أن تكون البداية أمام ريال مدريد المدجج بالنجوم، وخطا ابن قرية الشين أولى خطواته فى استاد القاهرة الدولى وبجانبه زين الدين زيدان ولويس فيجو وراؤول جونزاليس وروبيرتو كارلوس، ونجح جمعة فى الخروج بشباك الأهلى نظيفة.
واستمرت الحكاية طوال 12 عاماً متتالية كتب خلالها «الجنرال» تاريخاً ناصعاً، سيضاعف من مسئولية من يخلفه فى دفاعات الأهلى والمنتخب، وائل جمعة يبحث عن لقبه السادس فى دورى الأبطال، ليتخطى أسطورة الكرة الإيطالية والعالمية باولو مالدينى الذى يتساوى معه برصيد 5 بطولات لدورى الأبطال، وائل جمعة فى حال فوز الأهلى باللقب الأفريقى سيكون أكثر لاعب فى تاريخ الكرة العالمية الذى يحرز لقب دورى الأبطال داخل قارته بـ6 ألقاب، وسيكون الفارق لصالحه عند المقارنة مع خينتو نجم ريال مدريد الذى حقق ذات الرقم، إلا أن بطولاته تحمل المسمى القديم، ليستحق جمعة ابن الـ38 عاماً لقب «الأسطورة الحية» بكل المقاييس.