شباب الحركات السياسية يكشفون أسباب عزوفهم عن الانضمام للأحزاب: كرتونية
ثورة 30 يونيو 2013- أرشيفية
لعبت الحركات الشبابية السياسية، خاصة تلك التي لا ينتمي أعضائها إلى الأحزاب السياسية، دورًا بارزًا في مشهد الحراك السياسي محدثة تغيرات سياسية لتتصدر بدورها النشط المشهد السياسي المصري، فكانت بديلاً للأحزاب السياسية التي ظلت مستسلمة لضعفها، في حشد المواطنين في الميادين المختلفة، ونجحت في الإطاحة بنظامي حسني مبارك وجماعة "الإخوان".
"الحركات الشبابية السياسية".. ولدت من رحم الأحزاب لتكون بديلاً سياسيًا وتنوعت وتباينت فيما بينها لكن بهدف واحد وهو "التغيير للأفضل"، فظهرت حركات مثل تمرد، وكفاية، والاشتراكيين الثوريين، وغيرها من الحركات التي استطاعت أن تحرك المياه الراكدة، لتثير فيها موجات تعاظمت حتى انتهت بفيضان ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام مبارك 2011، وعلى الرغم من إصابتها بمرض الانشقاقات وانقسامها لجبهتين، إلا أنها عقب تأسيس حركة تمرد دعت بجبهتيها إلى التظاهر ضد نظام "الإخوان" في 30 يونيو 2013 وشاركت في الإطاحة بهم من الحكم.
"نبوي": لم تتقدم الصفوف في تحريك الشارع.. و"إسكندر": دورنا انتهى بإسقاط مخطط التوريث
كانت حركة تمرد بمثابة الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو، عندما دعت الشعب المصري إلى التوقيع على استمارات التمرد ضد حكم جماعة "الإخوان"، وانتشرت الحركة، ونشطت، وحظيت بدعم عدد من القوى السياسية، أبرزها جبهة الإنقاذ الوطني، وحركة كفاية، والجمعية الوطنية للتغيير.
وقال محمد نبوي، المتحدث باسم حركة تمرد، إن هناك فرق كبير بين حراك الشارع والعمل السياسي، فكل من قام بمظاهرة ليس لديه القدرة على ممارسة العمل السياسي، لذلك نجد أن كثيراً من شباب الحركات التي شاركت في الثورة لم تنضم إلى أحزاب.
وأضاف "نبوي" في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن الأحزاب لم تتقدم الصفوف الأولى في تحريك الشارع خلال الثورة؛ نظراً لضعفها، وبعدها عن المواطنين، واستطاعت الحركات الشبابية في تلك الفترة أن تحل محلها، والدليل أن الأحزاب كانت تأتى فقط خلف الحركات الثورية بالدعم والمساندة.
وتابع: كثيراً من شباب الحركات الثورية ليس لديهم الرغبة للانضمام لحزب سياسي من الأساس، لأنهم يرون أن فكرة الأحزاب فاشلة، ولم يجدوا من هذه الأحزاب أي نتائج تتحقق، وبعد 2011 كان هناك سيل من تأسيس الأحزاب، وهناك شباب انضموا لها، وبعد ذلك اكتشفوا أنهم داخل منظومة غير مؤسسية.
وأشار نبوي إلى أن الأحزاب أصبحت غير مغرية للشباب، معتبرًا إياها مجرد "ديكور قديم"، والذين دخلوا أحزاب انضموا فقط وراء أشخاص، وليس من أجل فكرة، قائلا: "نجد الشباب الذين انضموا لحزب الدستور كانوا خلف الدكتور محمد البرادعي، لا من أجل فكر ليبرالي يسعى لتمكين الشباب".
وأكد أن الأحزاب لا تعطي فرص للشباب في الأساس، وهذا من أسباب انصراف الشباب عنها، وعن تمكين الشباب في العمل السياسي المؤسسي بالدولة قال إنه ليس بالضرورة أن كل من شارك في الثورة يتم تمكينه في مناصب سياسية بالحكومة أو غيره، لأن هذا الأمر يرجع للدراسة والتخصص.
وتابع نبوي: الشباب الذين لديهم القدرة على العمل السياسي أو المؤسسي فعلوا ذلك، فهناك مجموعة كبيرة من الشباب بعضهم من وكفاية، وتمرد، وغيرها من الحركات موجودين تحت قبة البرلمان الحالي.
وقال أمين اسكندر، أحد مؤسسي حركة كفاية، إن "الحركة ماتت إكلينكيا منذ فترة كبيرة، ورفضت الدعوات المنادية بإحياء كفاية مرة أخرى، لأن أدوات النضال تخلق لتناسب مرحلة ما، وكان هدفنا وقف التمديد للرئيس الأسبق حسني مبارك، ومنع توريث الحكم لنجله جمال، ونجحت الحركة في كسر حاجز الخوف لدى المصريين".
وأضاف إسكندر: أن هناك بعض القيادات كانوا حريصون على عدم موت اسم الحركة، لكن الواقع أنه لا يوجد غاية في حد ذاتها، فالفكرة في الأصل قائمة على تحقيق الأهداف، وليس على الاستمرارية.
وقال محمود عزت، القيادي بحركة الاشتراكيين الثوريين، إن "الأحزاب لا تجد طريقها للشارع بسبب خوفها قبل الثورة، لذلك كانت الحركات الشبابية هي من عملت على حشد المواطنين في الميادين، بدعم من بعض الأحزاب، ونجحت في الإطاحة بنظامي مبارك ومرسي".
وأضاف عزت، أن "الأحزاب كان من المفترض أن تكون أقوى من ذلك بعد الثورة، ولكنها ظلت حبيسة خوفها وضعفها، واستسلمت لما فرضه عليها الوضع السياسي الراهن"، مؤكدًا أنها ليست عنصر جذب للشباب، لأنها لا تعرف الشباب من الأساس، وكل قياداتها من (العواجيز)، والشباب الثوري لا يفضل العمل داخل هذه الكيانات".
وقال الدكتور عمرو الشوبكي، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إنه يوجد داخل الأحزاب كراهية واستبعاد لفكرة الكفاءة لصالح معيار السن والخبرة وبالتالي جرى إهدار مبدأ اختيار الكفاءة والإطاحة بالشباب لأن المعيار السائدة داخل هذه الكيانات هي "اللي أكبر منك بيوم يعرف عنك بسنة".
وأضاف الشوبكي، أن المجتمع بشكل عام لا يميل إلى ثقافته التجديد وضخ دماء جديدة، كما أن فكرة الكفاءة ودعم الأفكار الجديدة غائبة عن الاحزاب السياسية بشكل خاص، مؤكدًا أن "الأحزاب في حالة ركود سياسي لأنها خارج المنافسة على السلطة أو تشكيل الحكومة التي يتم اختيار عناصرها من كوادر الدولة وليس من الأحزاب".
وتابع: الأحزاب تشعر بأن دورها هامشي ما أدى إلى انصراف الشباب عن المشاركة، وأصبح لا يوجد حراك سياسي حقيقي بالمجتمع يجعل الشباب الثوري أو المتطرف ينضم للأحزاب الشرعية واختار بعضهم التطرف أكثر في الأفكار والبعض الأخر أصابهم الإحباط وظلوا في منازلهم يعارضون على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار الشوبكي إلى أنه من المفترض أن تكون هذه الأحزاب هي المفرخة الرئيسية التي تقدم كوادر وقيادات للحكومة، مطالبًا الدولة بدعم الأحزاب ليس بالمال ولكن عن طريق اعطائها فرص المشاركة في المجتمع والوجود في الشارع وعقد المؤتمرات والاجتماعات معها.