الحياة في باطن الجبل... بيوت محفورة في الصخور عمرها 500 سنة
جبال
في منطقة تقع ضمن القسم الشمالي الغربي من ليبيا على طول امتداد الجزء الأوسط للجبل الغربي، يعيش آلاف البشر في مدينة غريان المنحوتة داخل الجبل.
تعرف مدينة غريان بمنازل الحفر، حيث تعتمد على طبيعة التربة الطينية الصلبة المنحوتة في باطن الجبل، وذلك بحفر المأوى أو المسكن رأسيا لوسط المنزل، ومنه يتم حفر الحجرات أفقيا، وهي عبارة عن فناء مفتوح يشبه البئر العميق ويصل عمقه إلى نحو 16 متر، ويمكن الدخول إلى البيت من خلال القوس الموجود على سطح الأرض والذي يقود إلى السقيفة وهي (وسط المنزل).
هذا الجبل هو هدية... لمن وما المناسبة؟يعود تاريخ المنازل في المدينة إلى أكثر من 500 عام، وذلك حسب عدد من سكان المدينة الذين تواصلت معهم وكالة "سبوتنيك" الروسية.
تقول الدكتورة عائشة المليان أستاذ التاريخ وأحد سكان المدينة إلى "سبوتنيك" إن "بيوت الحفر في غريان" المقامة تحت الأرض تعد من أبرز معالم العمارة المحلية لسكان منطقة غريان الليبية، وأن الليبي القديم لجأ إلى حفر البيوت تحت الأرض بسبب المناخ القاسي بالمنطقة، حيث الطقس بارد جدا في الشتاء، حار جدا في الصيف، وهو ما دفعه لتوفير الحماية والعزل الحراري للبيت على مدار العام من خلال موقعه تحت الأرض، بحكم خبرتهم بعلم الطبيعة وتكيف التربة مع حرارة الجو.
تضيف أن المنزل يتكون من "الحوش" وهو الفناء الداخلي ويتم حفره بعمق من 8 إلى 12 متر تحت الأرض ويطل على الفناء مجموعة من الفراغات المحفورة، وتسمى "ديار" وتتراوح مساحتها من 10 إلى 20 مترا مربعا للفراغ الواحد، مع حفر منحدر للسقيفة كمدخل للبيت من مستوى سطح الأرض، وأن بيوت الحفر تتمتع بالحماية من السيول عن طريق استخدام نواتج الحفر في بناء حزام أو حاجز يسمى "الكدوة" حول الفناء لمنع دخول مياه السيل للبيت، كما يوجد حفرة في مدخل كل بيت لاستيعاب مياه الأمطار.