«أحياء على حافة الموت»
«أحياء على حافة الموت»
على مدار 100 عام وبسبب الزيادة السكانية وكثافة موجات النزوح من الأقاليم إلى القاهرة، بدأ الزحف على السكن فى المقابر تحت ضغط الفقر وعدم امتلاك المال اللازم للحصول على مكان يستر أجسادهم التى أنهكتها الغربة والفقر بدلاً من البقاء فى الشوارع.. فى مقابر القاهرة التى تمتد على مساحة 2019 فداناً فى البساتین، والتونسى، والإمام الشافعى، وباب الوزیر، والغفیر، والمجاورین، والإمام اللیثى، وجبانات عین شمس، ومدینة نصر، يعيش أكثر من 2 مليون شخص «أحياء على حافة الموت» ينامون ويستيقظون عليها على أصوات الجنازات وبكاء ونحيب أهالى الموتى حينما يشيعونهم إلى مثواهم الأخير، إنهم أحياء يحاصرهم الموت من كل جانب، فقر مدقع، وحزن دائم، وبطالة تخيم على المكان، ينتظرون بصبر فرصة تنتشلهم من وسط الموتى وتنقلهم إلى تجمعات الأحياء.
2 مليون شخص «يعيشون» داخل المقابر فى القاهرة الفاطمية
بداية سكن المواطنين فى المقابر يرجع إلى عام 1898، حيث كان عددهم وقتها 10 آلاف، فى منطقة المقابر الموجودة بالقاهرة الفاطمية، ووصل العدد إلى 25 ألفاً فى عام 1910، ثم 50 ألف مواطن عام 1944، ومع ثورة 23 يوليو وصل هذا العدد إلى 80 ألفاً، هذه المقابر تشغل مساحة لا تقل عن 2019 فداناً، تجمع حالياً 2 مليون شخص فى مقابر بحسب الجهاز المركزى للإحصاء.
صمت مريب، شوارع مظلمة، نور ضعيف يضىء على بعض قطع الخشب بالشارع، مشكَّلة على هيئة غرفة صغيرة بعمودين، منفتحة من ثلاثة جوانب.