محمود وضع صورة «الفنجرى» على زجاجة «مياه غازية» وكتب: يحيا شهداء الثورة
ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء كان بداية نهايته فى هذه المهنة، فوصول الكيلو إلى حوالى 70 جنيها كان سببا فى وقف حاله وعزوف الزبائن عن محله، ولذا فكر فى ترك محل الجزارة والعمل فى مهنة أخرى تعوضه عن خسائره.
محمود عبدالعزيز، أشهر جزارى السيدة عائشة، تحول من جزار كبير له سمعته إلى بائع مياه غازية، خاصة بعد أن نصحه أحد أصدقائه بأن هذا المشروع مربح ويخدم المنتج المصرى.
محمود الذى يقف أمام فرشة إلى جوار مسجد السيدة عائشة، يشغل نفسه كثيرا بالمنتج الذى يبيعه ويتمنى أن ينتشر ليستغنى به الناس عن المنتج المستورد الذى يسبب أضرارا صحية لمستهلكيه، لذا اتبع وسيلة جديدة فى الدعاية لمنتجاته بمناسبة شهر رمضان، وفى الوقت نفسه يعبر بها عن مدى تقديره لشهداء ثورة يناير من أبناء منطقته التى راح منها أكثر من عشرة شباب فى أحداث الثورة، وأكثر من 30 شابا فى أحداث بورسعيد.
صنع محمود زجاجة كبيرة على شكل زجاجة المياه الغازية كنوع من الدعاية لمنتجه ووضع على الزجاجة صورة اللواء محسن الفنجرى وهو يحيى شهداء الثورة: «احنا فى السيدة رافعين راسنا لأن أكثر شهداء وقعوا من عندنا».
الزجاجة الكبيرة التى وضعها محمود عند مدخل فرشته، كلفته أكثر من 600 جنيه؛ حيث توجه إلى أحد أصدقائه ممن يصنعون «الفيبر»، وطلب منه عمل زجاجة كبيرة وبعد تصنيعها قام بطباعة عدد من الصور لزجاجات المياه الغازية وصورة الفنجرى وهو يلقى تحية الشهداء وقام بلصقها عليها ثم قام بوضعها إلى جوار الرصيف الذى يجلس عليه.
كثير من المارة يطلبون من محمود التصوير إلى جوار الزجاجة، وهؤلاء يحكى لهم عن قصة شهداء منطقة السيدة عائشة الذين ذهبوا إلى ميدان التحرير للمطالبة بالحرية وبسقوط نظام مبارك ولم يعودوا، وينقل رسالة عرفان إلى أهالى الشهداء: «ربنا يصبرهم».