سفير مصر الأسبق فى واشنطن: الانسحاب يضرب مصداقية المنظمات التى تعد تقارير سلبية.. بدعم أمريكى
عبدالرؤوف الريدى
كشف سفير مصر الأسبق فى واشنطن، عبدالرؤوف الريدى، أن انسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان الدولى سيكون له تأثير سلبى على خطة عمل المجلس، لكنه فى الوقت نفسه سيؤثر على مصداقية وعمل المنظمات الحقوقية الدولية التى ترصد تقارير مسيسة وسلبية عن الدول الأخرى بدعم أمريكى، وقال «الريدى»، فى حواره، لـ«الوطن»، إن الولايات المتحدة الأمريكية بعد مجىء الرئيس دونالد ترامب للسلطة تتخذ سياسة الانعزال، حيث بدأت تلك السياسة بالانسحاب من منظمة اليونيسكو، مشيراً إلى أن انسحاب أمريكا جاء لدعم إسرائيل فى مواجهة الانتقادات الحقوقية الموجهة لها.. إلى نص الحوار.
كيف ترى انسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان الدولى؟
- سيكون له تأثير سلبى بالتأكيد على عمل المجلس خلال الفترة المقبلة، ولكن فى الوقت نفسه سيكون هناك تأثير على عمل المنظمات الحقوقية التى كانت تعتمد على وجود وفاعلية الولايات المتحدة داخل المجلس، وخاصة خلال التعامل مع سياسات الدول الأخرى الأعضاء فى المجلس، إن انسحاب الولايات المتحدة من المجلس شىء مهم للغاية فى ظل استمرار الأعضاء الكبار مثل الصين وغيرها من الدول الأخرى.
هل ترى أن الولايات المتحدة تستغل المنظمات الحقوقية مثل «العفو الدولية» و«هيومان رايتس» فى التأثير على الدول الأخرى؟
- نعم الولايات المتحدة تستغل بالفعل الجمعيات الحقوقية فى التأثير على الدول الأخرى من خلال إثارة سياسات حقوق الإنسان والحديث عن نقاط تخالف الواقع، وكانت تستغل المنظمات الحقوقية لإصدار تقارير سلبية عن أوضاع حقوق الإنسان فى الدول المختلفة ومن بينها مصر وهى تقارير تخالف الواقع تماماً وترصد نقاطاً سلبية وتجعل التقارير مسيسة للغاية دون الاعتماد على أى مصادر توثق أوضاع حقوق الإنسان وفقاً لبنود مجلس حقوق الإنسان الدولى.
وماذا عن عمل تلك المنظمات ومصداقيتها بعد انسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان الدولى؟
- إن عمل المنظمات الحقوقية مثل هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية، خلال الفترة المقبلة، ستقل مصداقيتها خصوصاً فى الوقت الذى لن تتلقى فيه أى منها الدعم الأمريكى لكتابة تقاريرها المسيسة والتى تستغلها فى أجندات تخدم مصالحها ومصالح الدول التى تمولها وتدعمها مثل الولايات المتحدة فى كثير من الأحيان، وإن تقاريرهم الحقوقية سوف تتأثر كثيراً بانسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان الدولى.
لماذا تنتهج الولايات المتحدة سياسة الانسحاب من المنظمات الدولية خاصة بعد خروجها من اليونيسكو العام الماضى؟
- الولايات المتحدة الأمريكية وبعد مجىء الرئيس دونالد ترامب للسلطة، تتخذ سياسات الانسحاب والانعزال، حيث بدأت تلك السياسة بالانسحاب من منظمة اليونيسكو، وتتخذ إجراءات أخرى تؤدى إلى انعزالها مثل إجراءات التجارة وفرض الرسوم التجارية التى ستؤدى سلبياً فى النهاية إلى انعزال الولايات المتحدة عن العالم فى الوقت الذى يفخر فيه المجتمع الدولى بأن الدول أصبحت فى عالم متعاون ويتعامل بالقواعد الدولية سواء فى الملفات السياسية أو التجارية، ولكن الولايات المتحدة تسير عكس التيار وتتخذ إجراءات ناتجة عن مواقف انفعالية لا تخدم مصالحها فى النهاية.
هل سيؤثر انسحاب الولايات المتحدة على ميزانية مجلس حقوق الإنسان الدولى؟
- بالتأكيد انسحاب الولايات المتحدة سيؤثر على الميزانية الخاصة بمجلس حقوق الإنسان سوف تتأثر كثيراً بانسحاب الولايات المتحدة منها ولم تسدد حصتها، مثلما انسحبت من منظمة اليونيسكو وتأثرت ميزانيتها العامة، وهو اتجاه لدى الإدارة الأمريكية فى الوقت الراهن وهو الانسحاب من المنظمات الإقليمية وخفض نسبة الإنفاق المقدمة من قبل الولايات المتحدة، وهو اتجاه خاطئ تماماً لا يؤدى إلى أية نتائج إيجابية فى السياسات الدولية.