"بين حرائق وأمطار".. خبراء يفسرون التقلبات المناخية المتناقضة بأمريكا
صورة أرشيفية
تشهد الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم، مفارقة مناخية غريبة، ففي الوقت الذي تكافح فيه كاليفورنيا على مدار أسبوع لكبح جماح حرائق الغابات الأضخم في تاريخها، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، تكافح اليوم بنسلفانيا من أجل البقاء، وسط موجة فيضانات وسيول عارمة، تسببت في إغلاق طرق وإغراق منازل وإجلاء آلاف السكان.
وبحسب ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس"، فقد أطلقت، اليوم، شرطة مدينة بلومسبورج، أحد أكبر مدن بنسلفانيا والتي يقطنها 15 ألف نسمة، صافرات إجلاء إجبارية في الجانب الغربي من المدينة، إثر رصد فيضانات وسيول عارمة، قبل أن تسبب في إغراق العديد من الطرق والمنازل.
فيما نقلت "رويترز" عن السلطات الأمريكية قولها إن 6 حرائق ضخمة جديدة اندلعت في كاليفورنيا، ما أدى إلى ارتفاع عدد الحرائق المشتعلة بالفعل عبر البلاد إلى أكثر من 100 حريق، التهمت ما يقرب من مليون و600 ألف فدان.
الدكتور محمود شاهين، وكيل مركز التحاليل الجوية بهيئة الأرصاد الجوية، يشرح للـ"الوطن" هذه الظاهرة، قائلًا أن الولايات المتحدة تقع على مساحة كبيرة، وتتنوع فيها الأقاليم المناخية، مما يفسر بعضًا من هذه الظواهر، خصوصًا بين المدن والولايات المتباعدة مثل ولايتي كاليفورنيا التي تقع في أقصى الشرق، وبنسلفانيا التي تقع في أقصى الغرب على ساحل المحيط الهادي.
وأضاف "شاهين" أن هذا الوقت من العام يشهد وجود أعاصير في المحيط الهادئ ربما تتسبب في مثل تلك الأمطار والفيضانات، بالإضافة إلى تقلبات مناخية تعمل على سحب الرطوبة من المحيط لتصيب بعض المدن الساحلية.
من جانبه أشار الدكتور ماهر عزيز، استشاري البيئة والتغير المناخي، أن هذه الظواهر تعد من أعراض ظاهرة التغير المناخي العالمي، حيث تزداد حدة التقلبات المناخية، وتكثر مرات تكرارها على نحو غير متوقع، وتصبح أشد حرارة في مناطق المناخ الصيفي وأكثر برودة في مناطق المناخ الشتوي، كما يحدث أن تضطرب الأقاليم المناخية وتتداخل فيما بينها.
ورجّح عزيز أن تزداد حدة هذه الاضطرابات والتقلبات في المستقبل، لافتًا إلى ضرورة أن تنتهج الدول نهجًا أكثر التزامًا بالسياسات المتفق عليها للحد من التغير المناخي، وتقليل الانبعاثات العالمية من الغازات الدفيئة التي تعمق من تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري، وخصوصًا الدول الصناعية الكبرى.