لو ما أكلتش فطير «عم إبراهيم» يبقى مازرتش مسجد «القنائى».. ولا شلت «مبروكة»
فطائره الشهية يعرفها الجميع ويشمون رائحتها من على بعد أمتار طويلة، ما إن يدخل مسجد «سيدى عبدالرحيم القنائى» حاملاً «مبروكة» على رأسه حتى يتهافت عليه الجميع ويتجاذبون «مبروكة» بين أيديهم لعدم قدرتهم على مقاومة رائحة ما تحمله من فطائر شهية.
«مبروكة» هى الصينية التى يحملها إبراهيم أحمد الفطاطرى، على رأسه ليبيع الفطير لزوار مسجد عبدالرحيم القنائى، وقد أطلق عليها هذا الاسم منذ سنوات طويلة لأنه يتبارك بها فهى رفيقة الدرب ومشوار الكفاح، كل من اعتاد زيارة المسجد يعرف «عم إبرهيم» الذى ما إن يقبل على المسجد حتى يلتف حوله الجميع، ليأخذ نصيبه من الفطائر التى يصنعها بيديه رغم عمره الذى يتجاوز الستين: «قضيت 25 سنة من عمرى فى صنع وبيع الفطير لرواد مقام سيدى عبدالرحيم القنائى».
حب «عم إبراهيم» للمقام جعله يسمى أبناءه الثلاثة على اسمه، فقد سمى الأول «قنائى»، والثانى «سيد»، والثالث «عبدالرحيم»، تبركاً بالاسم: «أنا اتباركت بالاسم وبركاته ظهرت فى ولادى، كلهم الحمدلله كملوا تعليمهم الجامعى».
يذهب «عم إبراهيم» إلى مسجد «عبدالرحيم القنائى»، كل جمعة، ولو أخلف جمعة واحدة يذهب خدام المسجد والعاملون فيه إلى بيته الذى يبتعد عن المسجد بـ100 متر للاطمئنان عليه وعلى أحواله: «لو جمعة عدت من غير ما أروح يعرفوا إنى تعبان وييجوا يطمنوا عليا، مفيش حاجة تأخرنى عن زيارة المسجد إلا الشديد القوى».
«عم إبراهيم» الذى يضحك طوال الوقت ويُضحك من حوله، يكشر وتنقبض ملامح وجهه عندما يسمع سيرة الإخوان أو السلفيين، فهو لا يحبهم ولا يحب أن يذكر سيرتهم، وحسب قوله فإنهم سعوا إلى قطع رزقه عن طريق تحريم زيارة الأضرحة والتهديد بتفجيرها باعتبارها تنشر المذهب الشيعى: «بفضل بركة الأولياء الصالحين ومنهم سيدى عبدالرحيم القنائى، أزاح الله مرسى عن الحكم علشان تعود الحياة إلى طبيعتها للمقامات الصالحة».