في الزيتون.. أطفال "الأضحى" و"العدرا" يحتفلون على "المراجيح"
مراجيح
على بعد شارعين من كنيسة العذراء مريم بمنطقة الزيتون يتجمع الأطفال حول "مراجيح المولد"، مرتدين أفضل ملابسهم، فيتزاحم القادمون من مختلف المحافظات لزيارة العذراء مريم والمحتفلون بعيد الأضحى المبارك لركوب المرجيحة، وصوت عم طارق يأتي موجها الآباء "وزعوا الأطفال على الكراسي عشان التوازن".
"دا من حظنا"، يقولها عم طارق الرجل الخمسيني الحاصل على "مؤهل عالي" وهو منشغل بتنظيم الأطفال لركوب "المرجيحة": "أنا دي شغلاتني تلاقيني في أي مولد، من أكبر مولد لأصغر مولد، وكل سنة بنجي هنا للعدرا، لكن السنة دي فرحتنا فرحتين مولد العدرا وعيد الأضحى".
تذكر الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية أن عدد الموالد الإسلامية والمسيحية تبلغ نحو 2850 مولدا، يحضرها نحو 40 مليون شخص، رغم عدم استقرار كتب التراث الشعبي على عدد معين.
طارق الذي يعمل في مهنة الحدادة لتصنيع "المراجيح" يقول إنه احترف صناعة المراجيح منذ صغره، "المراجيح زمان كلها كانت صناعة محلية، دلوقتي بقينا نحتاج مكن صيني عشان نطور من اللي بنقدمه للناس".
ويتابع طارق: "في الموالد بخرج بالمراجيح، وبنتجمع أنا واتنين تلاتة وبنفرش في نفس المكان، وبيكون في إقبال من الأطفال على كل الأنواع، لكن كل عمر وكل طفل وله لعبته المفضلة".
طارق لا مجال آخر لعمله سوى المراجيح وتتبع الموالد، لكن الوضع مختلف مع محمد مسحن (26 عاما)، فهو يعمل "ترزي حريمي" طوال أيام السنة ويتتبع الموالد الكبرى فقط، "رزق وجاي"، حسب قوله.
ورغم أن الصدفة لا تجمع مناسبتين في معظم الأحوال، لكن مسحن يؤكد أن في الموالد الزبائن متشابهون فلا فرق بين مولد العدرا ومولد الحسين، فالمراجيح تغوي الأطفال ولا تفرق بين مسلم ومسيحي.
أجواء الموالد تتشابه كثيرا مع احتفالات الأعياد، فالمراجيح تغوي الأطفال "أنا بقولهم هنروح المراجيح، هما مش فاهمين مولد وعيد وزيارة الكنيسة، هما جايين يتمرجحوا" تقول "أم كيرلس" التي أتيت من بنها مع عائلة زوجي، وهي تنتظر ابنها ينتهي من لعبته، " في كل عيد بنيجي مخصوص نحضر المولد".