على السلمى: الحكومة الحالية تمثل بقايا آثار «البرادعى».. و«الإنقاذ» اختفت بعد «30 يونيو»
قال الدكتور على السلمى، عضو مجلس أمناء حزب المصريين الأحرار ونائب رئيس وزراء مصر الأسبق، إن العبرة ليست فى قانون التظاهر الذى حاربت الحكومة العاجزة من أجل إقراره، ولكن اختبارها الحقيقى فى قدرتها على تفعيله، وتالياً نص الحوار معه:
■ ما رأيك فى قانون التظاهر؟
- لم أطلع على المواد تفصيلاً، لكن العبرة ليست فى القانون، وإنما فى تفعيله، فهو صدر الأحد الماضى، من قبَل رئيس الجمهورية، وفى نفس الوقت كانت باكينام الشرقاوى، مستشارة الرئيس المعزول، تقود مسيرة لأساتذة جامعة القاهرة، وكان الإخوان ينظمون تظاهرات أمام قصر القبة، فالعبرة ليست فى نصوص أو مواد وإنما فى تطبيق العقوبة على المخالف للقانون، دعونا نرَ ماذا ستفعل الحكومة الفترة المقبلة بعد أن حاربت من أجل هذا القانون وسعت إليه رغم وجود العديد من القوانين التى يمكن من خلالها ضبط الشارع والقضاء على أى أعمال للإرهاب والعنف، ولنشاهد كيف تجتاز الحكومة هذا الاختبار بعد أن حصلت على ما تريد ضاربة عرض الحائط بكل الملاحظات التى أبدتها الأحزاب السياسية والمجلس القومى لحقوق الإنسان.
■ ما تقييمك لأداء الحكومة؟
- الحكومة ليس لها شكل أو لون أو طعم، وليس لها هوية، على الرغم من أنها من المفترض أن تمثل ثورة 30 يونيو، وتعبر عن الشعب الذى حارب ضد الحكم الاستبدادى للإخوان، فإن الحكومة تعطلت عن إصدار قانون العدالة الانتقالية، وشغلت نفسها بمراجعة القرارات غير الدستورية وغير القانونية التى أصدرها المعزول.
■ ألا يعد قرار طرد السفير التركى من مصر من إنجازات الحكومة؟
- قرار متأخر، مثله مثل قرارات الحكومة المرتعشة التى تتأخر كثيراً، كان يجب منذ أن أسفر أردوغان عن هويته وطبيعته الإخوانية، وعدائه لثورة يونيو، واختراع إشارة رابعة، أن تقرر الحكومة قطع العلاقات مع تركيا مباشرة، لكن كل ما تفعله هو دلع وتمييع للمواقف، كذلك فإن قرارها هذا كان يجب أن يشمل قطر، وسحب الجنسية من الشيخ القرضاوى، لكنها كالعادة متخاذلة تجاه كل شىء.
■ ما رأيك فى إلغاء نسبة «العمال والفلاحين»؟
- نسبة العمال والفلاحين كانت أسطورة لها تاريخ ومناسبة تاريخية مضت، لكن الدنيا تغيرت، ولا محل لتمييز العمال والفلاحين مع احترامنا لهم، فتخصيص نسبة لهم انتهى وانتهت مبرراته، فالمصريون جميعاً لا بد أن يكونوا متساوين فى الدستور، والكفء منهم هو من يتقدم للانتخابات، سواء كان عاملاً أو فلاحاً.
■ ما النسبة التى تتوقع حصول حزب المصريين الأحرار عليها فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- هذا الحديث سابق لأوانه، فجبهة الإنقاذ الوطنى فى حد ذاتها لم تحسم أمرها وموقفها بشأن الانتخابات كجبهة متحالفة، أو كأحزاب منفردة، وذلك ربما لأن النظام الانتخابى لم يتحدد حتى الآن.
■ مع أى نظام انتخابى تنحاز؟
- أنا مع النظام الفردى، وإعادة تقسيم الدوائر وفقاً للحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا، التى أصدرت حكماً بضرورة مراعاة تقسيم الدوائر للكثافة السكانية، وبهذا يستطيع أى فرد سواء كان عضواً فى حزب أو مستقلاً، الترشح للانتخابات.
■ ما تقييمك لأداء جبهة الإنقاذ؟
- لا أعرف عنها شيئاً، وللأسف الجبهة تدور حول نفسها، ولم تكتشف طريقها الجديد بعد 30 يونيو، وتحتاج إعادة نظر وتقييم لدورها، خصوصاً فى ظل وجود أحزاب متناثرة داخلها، فجبهة الإنقاذ تحتاج مراجعة النفس بصدق، وبناء عليه اتخاذ القرار المناسب لها، خصوصاً أنه لم يتضح لها أى دور بعد 30 يونيو، وشعبيتها منعدمة.
■ لماذا لا تتبع الحكومة نفس توجهات جبهة الإنقاذ والأحزاب التابعة لها؟
- هذه الحكومة لا تمثل سوى نفسها، فهى بقايا آثار «البرادعى»، تمثل فكرة المنفتح على الأجندة الأمريكية، وإدماج الإخوان فى الحياة السياسية، فالحكومة عاجزة عن معالجة ما يحدث الآن، ووقفت عاجزة أمام حرق المترو، حتى إنها عاجزة أمام إتمام عودة قطارات الوجه القبلى للعمل مرة أخرى، فالحكومة عاجزة حتى عن الوفاء لأحزابها.